عن احوال الأسواق اللبنانية وتراجعها في شهر الأعياد

يكتظ شهر كانون الأوّل بالمناسبات والأعياد والأفراح حيث يتزايد إقبال الناس على الأسواق والمجمعات التجارية، والمحال المختلفة، لشراء إحتياجات اللازمة للإحتفالات من هدايا الميلاد وملابس ومواد غذائية و وزينة مختلفة.

هذا وينتظر التجار  شهر  “High season”، لتعويض خسائرهم خلال العام خصوصا لما تشهده الاسواق اللبنانية من ركود إقتصادي وتراجع ملحوظ، نظرا للظروف الامنية والسياسية الهشة عدا عن الأزمات الاجتماعية التي يعاني منها البلد. إذ بات معلوماً أنّ القدرة الشرائية للمواطنين تتراجع عاماً بعد عام في ظلّ الغلاء المعيشي السائد في لبنان، خصوصا في الأعياد والمناسبات حيث يستغل التجار وأصحاب المحال حاجة السوق لرفع الاسعار ما يزيد الاعباء على كاهل المواطن. 

فكيف تسير الحركة الإقتصادية لهذا الموسم في هذا العام خصوصا أنه من الملاحظ عرض التجار لحسومات كبيرة  في الأسابيع الأخيرة قبل الميلاد بهدف التخلص من بضائعهم قبل العام الجديد؟ فهل تشهد الأسواق اللبنانية الراكدة انتعاشا؟ وماذا عن الغلاء وإرتفاع الأسعار؟

في هذا السياق، أشار الباحث  في الشؤون الاقتصادية  الدكتور نبيل سرور في حديثه لـ “جنوبية” “الى وجود شكاوى من المواطنين من الغلاء، وعدم إرتياح بالنسبة لإرتفاع أسعار السلع”. مشددا على أن لجنة حماية المستهلك تسعى إلى تنظيم محاضر بحق المخالفين نظرا أن هناك نسبة محددة للأرباح لا يجب تخطيها، وفي حال تمّ تخطيها من المفترض تنظيم محاضر”. 

اقرا ايضا: الاعياد بلا حركة تجارية والتنزيلات لا تجذب المشترين

وعن إختلاف الأسعار بين العام الحالي والعام الماضي أن “هناك تقارب في الأسعار مع بعض الزيادات الطفيفة”. وأضاف إلا أن اللافت وجود حالة الجمود الكبيرة في الأسواق وإنكماش كبير جدا، نظرا لحالة الحذرمن الإنفاق لدى المستهلكين وأصحاب  الأموال نتيجة التطوارات السياسية الأخيرة خاصة أن الأفق السياسي غير واضح هذا عدا عن الأوضاع الإقليمية غير مستقرة حيث يلجأ أصحاب الأموال توفير هذا المال حتى يعم الإستقرار”. ولفت إلى أن الملاحظ “تراجع حركة السوق عن العام الماضي وزيادة الإنكماش الإقتصادي”.

وشجع  سرور في الختام إلى “المواطنين الثقة بوطنها وإقتصاد، وندعوهم إلى تعزيز الدورة الإقتصادية على أن المطلوب من الدولة أيضًا تعزيز مناخات السياسية في البلد ووقف المناكفات للنهوض بالبلاد إقتصاديا”.   

اقرا ايضا: 700 الف مغترب لبناني سيزورون لبنان خلال الأعياد

من جهة ثانية، أكّد رئيس جمعية حماية المستهلك الدكتور زهير برو  في حديث لـ “جنوبية” استقرار الأسعار، فأسعار المواد الغذائية لم ترتفع منذ نحو شهر رغم اقتراب عيد الميلاد لأنها أخذت مداها بالارتفاع في الفترة الماضية. كما دعا برو المستهلكين بالافادة من العروض والأسعار المنافسة التي تقدمها بعض المتاجر الكبيرة بسبب تراجع حركة الاستهلاك.

يشهد الإقتصاد اللبناني أزمات وركود في السنوات الاخيرة،  وكلّ عام أسوء من سابقه  ما أصبح يرخي بظلاله حتى على  شهر الأعياد والخير  ما ينغص على المواطن اللبناني فرحته. 

السابق
ريما كركي تفوز بجائزة «عيون الإبداع العربي» في بغداد
التالي
المشنوق يكشف الجنح التي ارتكبها قاتل الدبلوماسية البريطانية