جنسيات متعددة من اللاجئين في لبنان: من الأرمني الى الفلسطيني الى السوري

يستقطب لبنان اعداد كبيرة من اللاجئين على اراضيه، رغم صغر مساحته، فما هي حقيقة هذه الارقام؟

يقال أن العدد الفعليّ للاجئين الفلسطينيين في لبنان يبلغ 180 ألف شخص فقط، موجودون في 12 مخيماً منذ النكبة عام 1948 والنكسة عام 1967. ويبلغ عدد المهن التي يُمنع على الفلسطيني مزاولتها في لبنان 74 مهنة، لكن يسمح له بمهنة البناء والزراعة رغم حاجة لبنان إلى اليد العاملة الفلسطينية لسد عجز اليد العاملة اللبنانية، كما هو الحال في قطاع التمريض والطبابة.

إقرا ايضا: «على الرحب والسعة»: ندوة «أمم» عن محنة اللاجئين في لبنان

واللافت هو حرمان اللبنانية المتزوجة من فلسطيني من حقها في منح جنسياتها لأبنائها خوفاً من تأثير ذلك على التوازن العددي بين المسلمين والمسحيين في لبنان.

وبحسب مصادر لجنة الحوار، فإن التعداد الذي شمل كل المخيمات الفلسطينية في لبنان أحصى 180 ألف لاجئ فقط. وتحدّثت وسائل إعلام عن “عدم تطابق هذه الأرقام مع الواقع الذي نعرفه عن إقامة الفلسطينيين في لبنان”.

فحوالى 12 ألف ابن للبنانيات متزوجات من فلسطينيين هو المعدل الوسطي لإنجاب 4 آلاف لبنانية متزوجة من فلسطينيين هو ثلاثة أبناء، لان اللبنانيات اللواتي تزوجن من فلسطيني بلغ أربعة آلاف إمرأة لبنانية.

ويعود تاريخ آخر دراسة سبقت التعداد الرسمي إلى عام 2015، الذي تم بالتعاون بين كل من لجنة “الحوار اللبناني الفلسطيني”، و”إدارة الإحصاء المركزي- لبنان” و”الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني- فلسطين”، بحسب “العربي الجديد”.

وبخصوص اللجوء السوري الى لبنان، منذ بداية الاحداث عام 2011، لم يُستقبل السوريون برحابة صدر حيث تم تضخيم أعدادهم في لبنان، مع التركيز على تبعات لجوئهم الى لبنان. من خلال الاعباء على الكهرباء، والنفايات، والخدمات العامة، والبطالة، وكل ما يعاني منه اللبناني. فالأرقام اللبنانية عن أعداد السوريين في لبنان تقول ان أعدادهم وصلت إلى أكثر من مليون ومائة ألف نازح، وهو الرقم المسجل رسمياً لدى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين. لكن من بقي منهم هو أقل بكثير، إذ غادر ما لا يقل عن 400 ألف. والمؤكد أن مجموع السوريين في لبنان، بين لاجئين ومقيمين قبل 2011  لا يتجاوز المليون وثلاثمائة ألف سوري، وذلك بحسب دراسة للباحث صقر أبو فخر.

من جهة ثالثة، يعود الوجود الأرمني في لبنان الى بدايات القرن العشرين أي الى ما قبل260 عاماً، بسبب المجازر التي ارتكبت مما دفع عدداً كبيراً من العائلات الأرمنية للجوء إلى لبنان، هربا من العثمانيين، بحسب موقع “aztagarabic”.

ويشرح موقع “راصد لحقوق الانسان”، فيقول ان الوجود الأرمني في لبنان يعود إلى الحرب العالمية الأولى التي وصل قرابة 40 ألف أرمني.

ورغم غياب الإحصائيات الرسمية، فأن أعدادهم تصل إلى 160 ألف أرمني، وبما أن لجوء الأرمن الى لبنان كان قبل اعلان استقلال لبنان، فكان من الطبيعي حصولهم على الجنسية اللبنانية. ويحظى الأرمن بموقع في المشهد السياسي اللبناني من خلال الاحزاب كالطاشناق والهانشاك والرمغفار.

فبعد مجازر عام 1915، قصد قسم من الأرمن المهجّرين فلسطين، ليصبح عددهم الإجمالي عام 1920، نحو عشرين ألف نسمة، واليوم يقدرون بـ1500 شخص بعد هجرة معظمهم الى الغرب.

إقرا ايضا: أمم للتوثيق والأبحاث: «المخيم» وجواره.. جَدَل الدَّاخل والخارج

وكما باقي الفلسطينيين في لبنان، لم يستطع الارمن الفلسطينيون الحصول على جنسية لبنانية كبقية الارمن في لبنان، ويعانون من فقدان الحقوق الانسانية واعباء اللجوء كباقي الفلسطينيين، ولم تنفعهم اصولهم الارمنية ولا ديانتهم المسيحية.

فهل يتسع لبنان لهذه الاعداد من اللاجئين، هذا اذا لم نذكر، اللاجئين السودانيين وغيرهم من الجنسيات.

السابق
سعد الحريري يضم صوته إلى مارسيل غانم
التالي
يعقوب: ألاعيب الطبقة السياسية طيرت الإصلاح من البطاقة الانتخابية