دعوى فارس سعيد: تصفية حسابات كيدية أم جرم جزائي؟

فارس سعيد
لا تزال تغريدة النائب السابق فارس سعيد تتفاعل بين من يرى أن سعيد تقصّد الإساءة للذات الإلهية ولحزب الله، فيما البعض الآخر مقتنع تماما أنه لم يكن في وارد الإساءة إنما ما حصل مجرد خطأ مطبعي يحاول البعض إستغلاله لأسباب سياسية كيدية. ماذا يقول سعيّد قبل مثوله الإثنين القادم أمام النيابة العامة لـ "جنوبية" ؟

لا تزال قضية النائب السابق فارس سعيد  بشأن التغريدة “المشؤومة” تثير جدلاً كبيراً وإنقسامًا لدى اللبنانيين، وفيما سيمثل سعيد أمام مدعي عام جبل لبنان القاضي غادة عون الأثنين المقبل الساعة ١٢ظهرا في بعبدا، وهو الأمر الذي أكّده سعيد عبر حسابه على موقع توتير بأنه “سيحضر الإستجواب بكل إحترام وسيتقدّم بإفادتة بالإخبار الذي تقدم به محامون من “حزب الله”، نفى وزير العدل سليم جريصاتي اليوم (السبت)  ما يتم تداوله عبر بعض الوسائل الإعلامية بأنه حرّك إخباراً ضد سعيد، بطلب من رئيس وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا، قائلا “عندما أحرِّك إخباراً أفعل في العلن ولا أحرّكه سراً“.

وكان علم موقع mtv أنّ رئيس وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا اتصل بوزير العدل سليم جريصاتي لاتخاذ التدابير اللازمة حيال التغريدة التي نشرها النائب السابق فارس سعيد وتضمّنت إهانة لحزب الله.

وكان سعيد نشر تغريدة عاد واعتذر عنها وحذفها (الصورة المرفقة)، مؤكداً أنّها ناتجة عن خطأ مطبعي غير مقصود.

فماذا يقول سعيّد عن هذا الإستدعاء ؟ وهل كان فصل حرف “ح” عن كلمة “حزب” أمرا مقصودا؟ وما الدور الذي لعبه الوزير جريصاتي في هذا السياق؟

المدعى عليه النائب السابق فارس سعيّد صرّح لموقع “جنوبية” بالمعلومات التي بحوزته فيما يتعلّق بالوزير جريصاتي ووفيق صفا، قائلا ” معلوماتي تقول انه في تاريخ 6 /12 إن رئيس وحدة الارتباط في حزب الله وفيق صفا أجرى إتصالا بجريصاتي بصفته وزيرا للعدل وطلب منه تحريك النيابة العامة من أجل ملاحقتي لأني بحسب الإخبار  أسأت لـ الله و”حزب الله، فأجابه الوزير جريصاتي أن القصة “لا تحرز” نظرا الى انني إعتذرت من جمهور الحزب وسحبت تغريدتي عن تويتر. وفيما ظهر ان صفا اقتنع بكلام الوزير، إلا أن المفاجأة أتت بعد ظهر اليوم نفسه مع تقدم ثلاثة محامين متدرجين ينتمون إلى “حزب الله” بحسب ما تبيّنه صفحاتهم على وسائل التواصل بإخبار لدى النيابة العامة التمييزية لدى القاضي سمير حمّود، الذي جاء موقفه متشدّدا  بعكس الوزير جريصاتي، معتبرا أن هناك عناصر جرمية، فقبٍل الإخبار وحوّله لدى مدعي عام جبل لبنان القاضي غادة عون التي رأت وجوب إستجوابي بعد إطلاعها على الملف”.

اقرا ايضا: فارس سعيد: أحمّل حزب الله مسؤولية أي أذى أتعرض له

وعن سبب مثوله امام القضاء دون اعتراض يقول سعيد “أنا كمواطن صالح سأمثل أمام القضاء”، ويشرح “أن ما يجري اليوم هو تصفية لحسابات سياسية، وللأسف هناك محاولة لإستخدام القانون لتصفية هذه الحسابات”. مشيرا إلى أنه ” سيساهم قدر الإمكان بإعطاء درس بالتربية المدنية، بأن هناك أشخاصا يمثلون أمام القضاء وآخرين لا يمثلون”. مشددا “أنا مواطن وليس لدي حصانة نيابية، أنا طبيب وليست حصانتي الطبية هي اليوم المحك في القضاء، انا كمواطن طُلب إستدعائي وسأمثل أمام النيابية العامة وسأقبل بحكم القضاء في لبنان بسبب خطأ مطبعي، فهناك مواطنون صالحون يقبلون المثول أمام القضاء، في حين ان هناك ميليشيات وأحزاب ومنظمات ترفض المثول أمام القضاء”.

وعن إعتبار البعض أن ما ورد في التغريدة مقصود وليس مجرّد خطأ أكّد سعيّد “لديه الكثير من  التغريدات ومنها الكثير تتعلّق بـ”حزب الله” ولم أسىء له مرة واحدة”. وتابع “الأهم ليس الإساءة للحزب، فأنا لم أسئ لأي أحد طوال حياتي بكافة التصاريح والمواقف التي أدليها كما التغريدات”.

وشدّد سعيد في الختام على التأكيد بأن ” الإساءة غير مقصودة للحزب وموقفي واضح من”حزب الله” وموقفه واضح من هذه السلطة وهذه التسوية، إلا أنني لا يمكن أن أجرّح لا بـ “حزب الله” ولا بـ “الله” ولا بأي شخص في لبنان”.

من جهة ثانية، كان لـ “جنوبية ” حديث مع المحامي والناشط حسن بزّي الّذي رأى أن هناك عناصر جرمية وأن ما جرى ليس مجرّد خطأ مطبعي بناءً على ثلاثة ملاحظات، فأوّلا “الإعتذار بعد حصول الواقعة ليس له أثر فيبقى الجرم جرما، ولو له أثر لما بقي الشاعر مصطفى سبيتي موقفا  عشرين يوما”.

اقرا ايضا: فارس سعيد: يجب محاسبة حزب الله وليمثل نصرالله أمام القضاء

 والملاحظة الثانية “الموضوع ليس خطأ مطبعيا كما يزعم سعيّد فبين كتابة التغريدة وحذفها مرّ 8 ساعات كان فيها فعال على موقع تويتر إذ نشر تغريدتين من بعدها”. وبحسب نظام “تويتر” لا يمكن أن يكتب تغريدة أخرى دون أن يرى التعليقات على التغريدة المسيئة المحذرة له إذ جاءته تحذيرات كثيرة من ناشطين أن مضمون التغريدة فيه جرم جزائي”. وتابع “لم يتراجع سعيد بحذف التغريدة والإعتذار بعد 8 ساعات إلا بعد قيام الناشطة زينة كرم بكتابة بوست سمّت فيه سعيد  قالت فيه أنها ستتقدم ب شكوى ضده وبعد 5 دقائاق تقدم بالإعتذار”.  نافيا بأن “يكون لصفا أي علاقة بما جرى”.

أما الملاحظة الثالثة بحسب بزّي أن “ما جرى ليس مجرّد خطأ مادي، سيّما أن الوقوع بهذا الخطأ ليس سهلا فكتابة الكلمة موضوع الإدعاء إحتاج ضغط ثلاثة مفاتيح نظرا لكون لوحة مفاتيح الأحرف والإشارات على الهواتف منفصلة، وبعد كتابة الحرف يجب الإنتقال إلى مكان آخر لإختيار الإشارة أو ما يسمى بـ “الهاشتاغ” للإنتقال إلى الأحرف مرّة أخرى لمتابع كتابة الكلمة”.

مشيرا إلى أن كل هذا يؤكّد أن فعلة سعيد ليست خطأ ماديا بل لعبا على الكلام وعندما رأى بأن الأمر خرج عن السيطرة تراجع وإعتذر بحجة أنه نتيجة خطأ”. كما نفى بزّي أن “يكون “حزب الله” له دور بما يجري أو أن يكون المحامون المدّعون قد تقدموا بهذه الدعوى ضدّ سعيد نزولا عند طلب الحزب”.

وهنا يبقى الجدل قائما بقضية سعيّد بإنتظار حكم القضاء.

السابق
عندما تتصادم الحاملتان الروسية والإيرانية
التالي
إلى جانب اوتوستراد المتن السريع.. فتاة عشرينية تعرضت للإغتصاب والخنق