تحالف «الحريري – فرنجية – عون » يعزل «القوات» في دائرة الشمال الثالثة

كيف سينعكس تحالف المرده – المستقبل في الإنتخابات النيابية القادمة؟

فيما يبدو واضحا مدى الإرباك والتوتر في العلاقة بين تيار المستقبل والقوات اللبنانية، وفيما لم يلتقي حتى الساعة الحليفين  رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس القوات اللبنانية سمير جعجع. كان بارز زيارة رئيس “تيار المردة” النائب سليمان فرنجية إلى بيت الوسط ولقاؤه الحريري.

وقد صرّح فرنجية بعد اللقاء أن  “اللقاء مع الحريري كان ودّياً، و انه ليس بعيدا عن تيّار «المستقبل» في الانتخابات النيابية المقبلة.” مشيرا إلى أن “اللقاء تخلله  كلام في السياسة وكيف ستكون الامور فيها، وكان هناك  اتفاق على اغلبية الامور تقريبا”. معلنا ان “أبوابه مفتوحة لرئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل والجميع، مؤكدا انه «ليس في جو تحالف مع «القوات اللبنانية» لكن هناك جو تفاهم».

إقرأ ايضًا: الحريري بعد لقائه فرنجية: هو أخ وصديق.. والأخير «ما النا شي على بيت الحريري»

وتبرز أهمية هذا اللقاء أنه جاء بعد أزمة إستقالة الحريري، حيث كانت مواقف فرنجية واضحة وإيجابية تجاهه في الأزمة التي مرّ بها، ومع تأكيد فرنجية أنه لن يكون بعيدا عن المستقبل في الإنتخابات النيابية مقابل حرصه على الإشارة إلى أنه ليس في جوّ تحالف مع القوات. كيف سينعكس هذا التحالف إن تمّ في دائرة – زغرتا – بشري – البترون – الكورة؟ سيّما أنه كان المرجح تحالف المرده مع القوات بوجه التيار الوطني فيما كان موقف المستقبل غير محدد بعد.

وفي هذا السياق، تحدثت ميرنا زخريّا، عضو لجنة الشؤون السياسية لتيار المردة، لـ “جنوبية” عن زيارة فرنجيّة لبيت الوسط، وأهميتها  سيّما أنّها حدثت قبل لقاء الحريري وجعجع. فأشارت إلى ان “الزيارة كانت سياسيّة بإمتياز وتخلّلها حوار حول الشؤون الإنتخابية القادمة وإتفاق على معظم النقاط التي تخصّ تيّار المستقبل والمرده”. وذكّرت زخريا  “بتصريح رئيس تيار المردة عقب خطاب الإستقالة من السعودية حيث كان السبّاق إلى استعمال عبارة “لن نرضى” برئيس حكومة يتحدّى المكوّن السنّي اللبناني ولا يحظى برضى وطني جامع ثم ألحقها بأن كرامة لبنان من كرامة رؤسائه”. وهذه هي “المصداقية” التي يبني عليها المرده حضوره على كافة الصعد أكان داخلياً أو خارجياً وذلك على عكس ما نسمعه جميعاً من تحليلات وتصاريح إما مزدوجة المعايير وإما متضاربة مع ذاتها”.


وفي سؤالنا حول أين ستستقر تحالفات المردة بعد خمسة أشهر، بين القوات والتيار في ظلّ هذه التطورات الأخيرة، قالت زخريا إنه “رغم أن الإنتخابات النيابية باتت على الأبواب إلا ان التحالفات لم تختمر بعد وذلك بسبب القانون الجديد بالإضافة إلى تسارع وتقلّب الأحداث المتعددة، لذا ربما تطرأ تغيّرات بين حدثٍ وآخر. وقد كان واضحاً رئيس تيار المردة البارحة حين قال بأننا سنعمل لما فيه مصلحتنا في الإنتخابات القادمة في كافة الدوائر”. وتابعت “أما الحوار مع القوات فهو مستمر على نار هادئة بهدف وضع الماضي الأليم ورائنا لما فيه مصلحة الوطن بشكل عام والمسيحيين بشكل خاص، وقد سبق أن توافقنا مع وزراء القوات في أكثر من ملف وزاري داخلي لكننا إستراتيجياً وإقليمياً ما زلنا متباعدين، وذلك على عكس العلاقة بالتيار الوطني الحر الذي باتت تجمعنا به قناعات مصيريّة عريضة وليس إجتماعات حواريّة”.

وعن عودة التحالف الذي جمع سابقاً الرئيس عون وفرنجية أكّدت أن “المرده هو تيار سياسي لطالما كان ثابتاً في رؤياه الإستراتيجية، وهو ليس من الأحزاب التي تتقلّب من خط إلى آخر أو تقف في الوسط حيث الخط مُبهم المعالم، ما دفع الخصم قبل الحليف إلى احترام مساره والوثوق برئيسه. وأضافت “اليوم الأجواء السياسية الوطنية عامةً إيجابية وإيجابية جداً، نأمل أن يستمر هذا السلوك المطمئن وأن يتقارب من خطنا الإستراتيجي مزيداً من الأحزاب والشخصيات اللبنانية والإقليمية. ففي الماضي القريب كان التيار الوطني بعيداً واليوم هو في صلب هذا الخط وفي صلب القناعة لجهة خيار المقاومة، كذلك ها نحن نلمس تجدداً بالنسبة لتيار المستقبل خاصة بعد تصريح الرئيس الحريري بأنه يجب وضع الخلافات الخارجية جانباً. لذا ندعو أن يستمر التقارب اللبناني اللبناني بالأخص في ظل الأجواء العربية المتشنّجة”.

إقرأ ايضًا: في دائرة البترون زغرتا بشري الكورة: معركة طاحنة بين الزعامات مسيحي

من جهة ثانية كان لـ “جنوبية” حديث مع الباحث  في الشركة الدولية للمعلومات والخبير في الشأن الإنتخابي محمد شمس الدين الذي أشار إلى انه ” في دائرة زغرتا – بشري – البترون – الكورة تحديدا يبلغ عدد الناخبين من الطائفة السنية 22 ألف وقد يقترع منهم 11 ألف صوت. وبالتالي وفيما لا وجود لمرشح سنّي في هذه الدائرة تعتبر هذه الأصوات مهمّة لأي تحالف خصوصا أن أكثرية السنة في هذه الدائرة وتحديدا في  الكورة وزغرتا مؤيدين للمستقبل “.

وأضاف في حال تمّ هذا “التحالف العريض بين المردة ، المستقبل والقومي السوري ، والتيار الوطني إضافة إلى حركة الإستقلال يستطيعون  الفوز بسهولة بـ 7 إلى  8 مقاعد”.  ولفت إلى أنه “في السابق  كان التعويل على إصطفاف المستقبل في هذه الدائرة سيما أن خاطرة اتانت مقسومة بحسب الترجيحات بين القومي السوري والتيار الوطني وحركة الإستقلال من جهة والمردة مع القوات من جهة ثانية… وفي حال حسم المستقبل خياراته إلى جانب عون لم يعد بإمكان المردة إلا أن يكون إلى جانب هذا الحلف وهو الأمر الذي يتوقف على تطور العلاقة بين التيار الوطني والمردة”.

وأكّد شمس الدين إلى أن “المتضرر الأكبر في حال تمّ هذا التحالف هي القوات اللبنانية إضافة إلى حزب الكتائب  في هذه الدائرة تحديدا وبشكل عام القوات ستكون المتضرر الأكبر من هذا التحالف المرتقب في دائرة  الشوف – عاليه كما زحلة وعكار”.

السابق
إبنة الـ 15 عاما تنتحر في منزلها الزوجي في عكار
التالي
بوتين.. الذي باتت سوريا خلف ظهره