حركة الاموال الايرانية تحت نظر واشنطن: كشف أموال الخامنئي

العملة الايرانية
وضعت واشنطن نظاما ماليا عالميا لمراقبة حركة تمويل الارهاب. واليوم تسعى لكشف اصول الاموال الايرانية لقياداتها. فكيف يرى كل من الاعلامي حسن فحص، والباحث لقمان سليم هذه الخطوة؟

وافق مجلس النواب الأميركي خلال جلسة له على مشروع قرار يُلزم وزارة الخزانة بنشر قائمة تعرّف بأصول وأموال القادة الإيرانيين، وعلى رأسهم المرشد الأعلى علي خامنئي. كما تمت الموافقة على قانون «HR 1638» يحمل عنوان «شفافية أموال وممتلكات قادة إيران» بغالبية 289 صوتا من أصل 424 نائبا. وينبغي أن يوافق مجلس الشيوخ على مشروع القرار ليصير قانونا بعد توقيع الرئيس دونالد ترامب عليه.

ويلزم القانون وزارة الخزانة الأميركية بإعداد تقرير شامل عن الممتلكات المنقولة وغير المنقولة، لكل من خامنئي، وروحاني، وأعضاء مجلس صيانة الدستور، وأعضاء مجلس تشخيص مصلحة النظام، ووزيرالاستخبارات، ورئيس استخبارات الحرس الثوري، وقادة الحرس الثوري.

اقرأ أيضاً: خفايا حياة خامنئي (1): الوجه الآخر للزعيم الزاهد

في هذا الاطار، ولمزيد من التوضيح، تحدثت “جنوبية”، الى الخبير في الشؤون الايرانية حسن فحص، الذي قال “ان الاميركيين صنفوا إيران كدولة راعية للارهاب، وقاموا بسلسلة اجراءات من هذا الباب يمكنهم الدخول عبرها الى جميع الانشطة والاعمال التي تخصّ إيران مع الارصدة والاسماء التي ستكشف للخزانة الأميركية، وفرضوا خلال العقدين الأخيرين انه كل الحوالات يجب ان تمرّ عبر النظام المالي الاميركي، وأي حوالة لأي مواطن أو لأي دولة. وتفرض أميركا على من يريد فتح حسابw9 توقيع ورقة بحجة رفض دخول أي شخص الى الولايات المتحدة الاميركية دون التوقيع تحت عنوان ملاحقة التهرب الضريبي. لكن ليس كل من فتح حسابا في بلده يعني انه يريد الذهاب الى أميركا!

ويتابع فحص بالقول: “ثمة أرصدة للإيرانيين، وللدولة الايرانية، منها ما هو مجمّد ومنها ما هو مراقب في اميركا، ومن الممكن ان يكون ثمة اختراقا للبنك المركزي الإيراني، مما يجعل اي ارتباط مالي للأموال الايرانية عبر دبي او تركيا او ألمانيا مثلا يتيح الدخول الى النظام المالي الايراني. حتى لو لم يرتبطوا بـ”ماستركارد”، يجب التبرير بالوصول الى ID وهي شروط بنكيّة أميركية Ibank”.

ويؤكد فحص “ان الاميركيين قادرون عبر هذا العمل، على معرفة مصادر تمويل الارهاب، وبهذا اذا قام شخص بتحويل 30 ألف دولار على 3 مراحل لبناء بيت مثلا، قد يتم التحقيق بهذه المبالغ بتهمة بدعم الارهاب”.

ويختم الاعلامي حسن فحص، بالقول “عمد الاميركيون مؤخرا الى تجميد أرصدة عائدات النفط وعائدات الغاز وكثير من الانشطة، لذا لجأ الايرانيون في مرحلة من المراحل الى نظام المقايضة التجارية مع روسيا وغيرها من الدول”.

بالمقابل، يقول لقمان سليم، رئيس“جمعية أمم للتوثيق“: “بالعنوان الرئيس طالما انه هناك شبهة ارهاب، فالامر يتعلق بأية معاملة مالية، وعند رجحان هذه الشبهة يتحوّل هذا العمل الى عمل بوليسي، وعندما يُكتشف ايّ حساب يستعمل لغايات تخلّ بالامن القومي لأي بلد، تصبح الملاحقة كملاحقة أي متهم في أية جريمة”.

وردا على سؤال ان كان في ذلك استباحة للنظام المصرفي العالمي، قال سليم ان “هذا كله يرّد الى فكرة السيادة التي أصبحت في خبر كان. حيث يمكننا تحريك أي حساب في الضاحية الجنوبية مثلا، قد يستخدم لأي عمل إرهابي في هونولولو. وقد حكيّ مؤخرا في موضوع الصرافين اللبنانيين، الذين تم كشفهم، ومنها انه عبر تطبيق “الواتسآب” يمكن تمويل أيّ عمل إرهابي”.

ويوضح “بالنهاية ان في تعقب الاموال الوسخة، كما يقال، قد تستعمل لأيّ تمويل شرير. ونحن في لبنان دوما نسمع عن انتظام مصرف لبنان وجمعية المصارف وفق الشروط الاميركية، وبالضوابط المالية الأميركية”.

اقرأ أيضاً: خفايا حياة خامنئي(3): ثروة المرشد النقدية ومصدرها

وحول مفهوم السيادة، ختم، لقمان سليم، ان “الدول تتنازل طوعا عن سيادتها، التي تسمى “شراكة”. وعندما تنشأ “شراكة قيم” تتراجع السيادة الوطنية. وعمليا، لا اعرف كيف يتم ذلك، ولا اريد ان اعرف كيف يتم متابعة أي عمل ارهابي. لذا، علينا تتبع المال الذي هو كالمتفجرات، وكما يتم تعقب كافة الأدوات الجرمية، يتم تعقب هذه الادوات”.

بهذا النظام المالي العالمي، الذي تفرضه واشنطن، تصبح السيادة أمرا ثانويا، ويصبح أمر كشف مصادر تمويل الأرهاب سهل، فهل سيتم تجفيف منابع الارهاب بهذه الاجراءات التي تتحمل ايران وزرها أيضا؟

السابق
لبنان مهدد بطرد منتخبه لكرة القدم من بطولة آسيا
التالي
ترحيب بإعادة فتح معبر جوسيه: لعودة العلاقة طبيعية بين سوريا ولبنان