قضية مياومو كهرباء لبنان تعود من جديد

باتت قصة مياومي مؤسسة كهرباء لبنان كقصة إبريق الزيت. وفي الخلاصة نجد ان العمال وعائلاتهم هم من يدفع الثمن. فما هي خلفيات عدم تثبيهم في الشركة حتى الان؟.

مياومو كهرباء لبنان، يقفلون أبواب مؤسسة الكهرباء، على طريق النهر، منذ أيام، ويتظاهرون ويحرقون الإطارات، دون أية تغطية إعلاميّة من وسائل الاعلام المحلية، الا ان الفضيحة الثانية هي في الوقوع على وثيقة يطالب من خلالها مدير عام شركة الكهرباء كمال حايك بإستخدام 150 عامل جديد بسبب الشغور في المؤسسة.

إقرا ايضا: مياومو وعمال مؤسسة كهرباء لبنان يقطعون طريق شتورا

مع الاشارة الى ان المياومين يفترشون الطرقات أسبوعياً، مطالبين بأخذ كامل عدد المياومين بصفة أجير، أو أخذ الفائض الناجح والاتجاه إلى امتحانات الفئة الخامسة على أن يتمّ استخدام كلّ الناجحين. فلماذا لا تقوم المؤسسة باستقدام 150 من المياومين الموجودين في الشركات المشغلّة، لملء الشواغر في المؤسسة، بدل استخدام عمال جدد؟.

وقد صرّح النائب وليد جنبلاط، حول الموضوع، فقال “عالجوا قضية شركات جباية ​الكهرباء​ وصيانتها، وإذا كانت هناك شركات متعثّرة، فلا بدّ من معالجة الخلل من أجل مصلحة المواطن ومصلحة العمال سويّاً”.

في هذا الاطار، يرى مسؤول في مؤسسة كهرباء لبنان، رفض الكشف عن اسمه، انه “لا ناقة ولا جمل للمؤسسة باضراب المياومين. اما القول انه يجب عليهم الخضوع للامتحانات التي ستثبّتهم، وما يقال انه لم يتم تثبيتهم كونهم ينتمون الى جهة واحدة، فهو كلام غير صحيح، فهم عمّال من كل الاطياف”. وعند السؤال عمن يقف وراء عدم تثبيتهم، يقول ان “العمال هم من يقف وراء عدم تثبيتهم، لانهم يشعرون بالخطر ويخافون الرسوب بالامتحان”. علما ان الامتحان هو امتحان قراءة وكتابة، ومعظم هؤلاء هم أميّون سيُعينون في حال نجاحهم في امتحان الفئة الخامسة.

وفي اتصال مع أحد المدراء المتقاعدين، في مؤسسة كهرباء لبنان، قال لـ”جنوبية”: “إن هؤلاء المياومين المضربين هم عمال في شركة دبّاس، التي امتنعت عن دفع رواتبهم، والتي ينتهي عقد عملهم معها مع نهاية العام. اما 150 الذين تم توظيفهم، فهم عمّال فرضتهم الاحزاب، فكل حزب فرض مجموعة معينة، وقد وظفتهم شركة “ترايكون” كمياومين. اما المضربون فكانوا يمارسون عملهم بشكل طبيعي، فلماذا لا توّظفهم الشركة. ففي حال ايقافهم نقع بالعجز، وهم متنوعو الانتماءات. فلماذا يريدون فرض الامتحان عليهم؟. فالجميع يعلم ان الوزير جبران باسيل هو من أوقف تعيينهم”.

مع الاشارة الى ان 400 عامل، أي بمعدل 45%، تم توظيفهم، وعينوا برتبة محرر منذ سنتين. اما الـ150 الذين لا زالوا بالشارع فلم يقبضوا رواتبهم منذ 3 أشهر، لان شركة دبّاس تعاني أزمة مالية، وقد تعلن افلاسها.

وفي اتصال مع رئيس الاتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين في لبنان، كاسترو عبدالله، قال لـ”جنوبية”: “من المؤسف ان هذه السلطة وادواتها يتحكّمون بمصير الناس، فـ1400 شاب وصبيّة لا زالوا في الشارع، وهؤلاء الـ150 سينضمون الى من سبقهم. وهذا الوضع هو نتيجة فقدان الحماية الاجتماعية، وغياب النقابات، خاصة ان بعض اعضائها عُيّن بغير كفاءته في اللجان. وهذه المسألة برسم معالي وزير العمل، الذي يجب عليه تفعيل دور مجالس العمل التحكيمية، التي يجب ان تبّت خلال 3 أشهر بالحقوق، وهو ما نشهده في شركة “دباس” التي تتلاعب بلقمة عيش الناس، وهي تستعملهم بحسب حاجتها”.

إقرأ ايضا: مياومو كهرباء لبنان أضرموا النيران في ساحة المؤسسة

وطرح عبدالله السؤال التالي:”لماذا لا ندخلهم الى ملاك المؤسسة، ولماذا لا نثبّتهم؟ ام اننا نتحّكم بمصيرهم لدواع انتخابية، حيث لا نعرف دور مَن مِن المياومين في المرة القادمة، وفي أي مكان؟ فهؤلاء من حقهم ان نؤّمن لهم فرصة عمل، ولكن ليس بطريقة زبائنيّة، خاصة اننا على أبواب انتخابات. لذا ندعو الجميع الى تطبيق القانون وادخالهم الى المؤسسة، استنادا الى الحاجات، وعدم تركهم في الشارع”.

فهل سنشهد نهاية لهذا الملف الشائك، بعد مخاض عسير، في ظل توظيف الشركات اللبنانية الخاصة للعمال السوريين بدلا من العمال اللبنانيين، نظرا لتدنيّ أجورهم؟.

السابق
تسخين العلاقات مع الدول العربية: ربيع عبري بدل الربيع العربي
التالي
إيران – حزب الله يفتحان الجبهات.. رداً على الضغط بسوريا؟