القدس توحّد الموقف اللبناني من بيروت الى قمّة اسطنبول..

موضوع القدس كان القاسم المشترك لتحرك لبناني امس، من خلال مشاركة الرئيس عون في القمة الاسلامية في اسطنبول، ولقاء رئيس الحكومة سعد الحريري البطريرك الماروني الراعي في السراي تمهيدا لانعقاد القمة الاسلامية - المسيحية في بكركي اليوم .

برزت أمس بحسب “المستقبل” مشاركة رئيس الجمهورية ميشال عون في القمة التركية الاستثنائية لمنظمة التعاون الإسلامي حيث دان “التطهير العرقي” الذي يمارسه الإسرائيليون على أرض فلسطين، داعياً إلى “مقاربة واضحة” لحل قضية القدس وتعطيل قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب اعتبارها عاصمة إسرائيلية ترتكز على عدة عوامل أبرزها “التمسك بالمبادرة العربية للسلام بكل مندرجاتها ومن دون انتقاص”، تتجه الأنظار اليوم إلى بكركي لترقب ما سيصدر عن القمة الروحية الإسلامية – المسيحية التي ستعقد في رحاب الصرح البطريركي بغية إطلاق موقف جامع تجاه عروبة القدس.

وأوردت “الأنوار” كلمة عون  الذي قال ان “الإسرائيليين مارسوا أبشع أنواع التطهير العرقي على أرض فلسطين. والمفارقة أن العرب قد يكونون الوحيدين من بين الشعوب لم يشاركوا في اضطهاد اليهود خلال التاريخ، بل على العكس طالما تعايشوا معهم.

إقرأ ايضًا: العالم الإسلامي يتحدى ترامب: القدس ليست عاصمة إسرائيل

واضاف: إن الأحداث التي عصفت بالعالمين العربي والإسلامي خلال السنوات الأخيرة، وحال التعثّر والتخبّط التي وقعت فيها شعوبهما، صدّعت العلاقات بين بعض الدول الشقيقة والصديقة، وأرست الحواجز النفسية بينها فتعمّقت الفجوات والشروخ وفُقدت روح التضامن، وتحوّل الصراع العربي-الإسرائيلي، والإسلامي-الإسرائيلي، صراعاً عربياً-عربياً، وإسلامياً-إسلامياً، من خلال تغذية الصراع المذهبي بين السنة والشيعة. ومعلوم أن في التفرقة ضعفاً، وفي الضعف استفراداً، وليس عبثاً أن من أهم أمثالنا العربية فرّق تسد.

 

ومما لا شك فيه أن إسرائيل هي المستفيد الأوحد من هذا الواقع المستجد المؤسف والمؤلم، وما يحصل اليوم هو نتيجة حتمية لانحرافنا عن الهدف.

 

كما اقترح مقاربة عملية الحل وفق ما يلي:
1- التقدم بشكوى عاجلة إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة باسم مجموعة الدول الإسلامية OIC لتعطيل القرار الأميركي وإلزام الولايات المتحدة إلغاءه.
2- القيام بحملة دبلوماسية تهدف إلى زيادة عدد الدول المعترفة بدولة فلسطين والانتقال إلى اعتبارها دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة، مع اتخاذ الإجراءات القانونية والسياسية والدبلوماسية اللازمة لاعتماد القدس الشرقية عاصمة لها.
3- اتخاذ إجراءات عقابية موحّدة ومتدرجة، دبلوماسية واقتصادية، ضد أي دولة تنحو منحى الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
4- الدعوة المشتركة لشعوب دولنا لتتحرك في بلدانها وأماكن انتشارها لتشكيل قوّة ضغط شعبي تساند ضغطنا السياسي والدبلوماسي.
5- التمسك بالمبادرة العربية للسلام بكل مندرجاتها من دون انتقاص، والتوافق مع وسيط دولي نزيه للعمل على تفعيلها كي لا يبقى أمامنا سوى العودة عنها، مع ما يترتب عن هذه العودة من تداعيات .

وذكرت مصادر دبلوماسية شاركت في مؤتمر اسطنبول لـ”الجمهورية” أنّ باسيل أدخَل تعديلاً على البيان النهائي قبل صدوره، والذي وضع قبل الجلسة التي شارك فيها الرئيس عون، إذ كان وارداً أنّ هوية القدس إسلامية، فتمكّن من إدخال تعديل على هذه الفقرة، أو بالأحرى، أضاف البُعدين المسيحي واليهودي الى الهوية الاسلامية، لناحية اعتبار القدس للديانات السماوية الثلاث الإسلامية والمسيحية واليهودية”. وغرّد باسيل لاحقاً: “القمّة الإسلامية أكّدت اليوم أنَّ القدس يهودية ومسيحية وإسلامية أو أن تكون مدينة للسلام أو صحَّ فيها “أنكِ لم تدركي وقتَ مجيء الله إليكِ ليخلّصَك”.

وتقول أوساط سياسية لـ”الجمهورية”: “إنّ خطوة الكنيسة المارونية أمر لافت جداً، وإن لم يكن موقف بكركي جديداً على صعيد دعم القضية الفلسطينية والقدس بشكل خاص، لكن هذه المبادرة تعزّز اجواء الوحدة الوطنية، وأهمّيتُها تكمن في انّها تأتي ايضاً بعد زيارة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الى المملكة العربية السعودية اخيراً، وكشفَ فيها عن دور الكنيسة الانطاكية على الصعيد العربي”. وتشير الاوساط الى “انّ هذه المبادرة التي قام بها البطريرك، بالتنسيق والتشاور مع كل قادة الكنائس المسيحية الكاثوليكية والارثوذكسية والمذاهب الاسلامية، لاقت ارتياحاً”. وعلمت “الجمهورية” انّ البيان المزمع ان يصدر عن القمة “سيؤكد الثوابت الوطنية والمشرقية المعروفة عند المجتمعين، إضافة الى ثبات خيار القدس مدينة للدولة الفلسطينية، وأن تكون مراكز العبادة مفتوحة للجميع. كذلك، سيدعو البيان المجتمعَ الدولي الى الاهتمام بقضية القدس، والى ان يكون ما يحصل اليوم منطلقاً لإحياء مشروع سلام عادل وشامل يضع حدّاً لمأساة الفلسطينيين، سواء كانوا في الارض المحتلة ام في بلاد الشتات”.

إقرأ ايضًا: غضب عربي واستياء عالمي بعد اعلان ترامب ان القدس عاصمة اسرائيل‎

ورأت “النهار” أن مشاركة عون في القمة الاستثنائية أمس تعتبر فرصة مزدوجة لالقاء كلمة تبين موقف لبنان من مناهضة القرار الاميركي الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل ولعقد سلسلة لقاءات جانبية مع الزعماء المشاركين في القمة.

وأشاد رئيس مجلس النواب نبيه بري بالموقف اللبناني الجامع من قضية القدس قائلاً إن “لبنان كان بكل مؤسساته وأطيافه صفاً واحداً في موقف يجب المحافظة والتأسيس عليه لمواجهة كل الاستحقاقات”.

السابق
ناديا عطوي اللبنانية الكندية.. لا تزال مجهولة المصير
التالي
جنبلاط: قبل الشروع في اعمال البنى التحتية عالجوا قضية شركات جباية الكهرباء