أزمة السّير في لبنان بانتظار مشاريع «نقل مشترك» لا ترى النور

النقل في لبنان
تعيش المدن اللبنانية أزمة سير خانقة، يشتد حضورها في العاصمة بيروت وضواحيها، ومناطق المتن الشمالي، وطرابلس، يعود تاريخ الأزمة إلى حقبة ما بعد الحرب الأهلية اللبنانية.

يقول مهندس النقل اللبناني رامي سمعان لموقع “جنوبية”، ان كل المشاريع التي وضعتها وزارة النقل اللبنانية لتحسين المواصلات العامة والنقل المشترك فشلت بسبب عدم وجود نيّة حقيقية لدى الحكومات اللبنانية المتعاقبة لمعالجة المشكلة.

ورغم وجود خطط للنهوض بالبىنى التحتية للشوارع والطرقات العامة والأوتسترادات من جهة، ووضع الدولة اكثر من خارطة طريق لحل مشاكل النقل المشترك، من خلال تطوير وسائل النقل وإحياء السكك الحديدية من جهة اخرى، إلا أن الخرائط والطروحات الجديدة ما زالت حبراً على ورق.

في شهر آب الماضي، أطلق وزير الأشغال العامة والنقل يوسف فنيانوس، مشروع لإنشاء 4 مسارات جديدة للنقل المشترك، مختلفة تماماً عن المسارات التقليدية المتعارف عليها بين مستخدمي وسائل النقل العام.

اقرأ أيضاً: مئات الملايين يدفعها الفقراء ثمنا للمياه في الضاحية الجنوبية

نقطة إنطلاق المسار من ساعة العبد المعروفة بمحطة “أن بي تي”. المسار الأول، ينطلق من بيروت إلى بعبدا، المسار الثاني من بيروت إلى خلدة، أما المسار الثالث من بيروت إلى الدورة مروراً بالزلقة، بينما المسار الرابع من بيروت إلى المرفأ.

وتفضي الخطة المطروحة، إستحدات مسارات مخصصة فقط لوسائل النقل المشترك، ويمنع إستخدامها من قبل وسائل نقل اخرى، ومن المرجح ان تكون وسيلة النقل المستخدمة للعبور في تلك المسارات هي القطارات او باصات كبيرة متطورة.

مصادر في وزارة الاشغال العامة قالت لـ”جنوبية” ان المشروع اصبح في اخر مراحل البحث على طاولة مجلس الوزراء، ومن غير المستبعد ان يبصر النور في الأشهر الاولى من عام 2018 لأنه حاز على إجماع الأفرقاء السياسيين.

يشكك عدد من المهندسين بالخطط المطروحة لأنها لا تراعي التغيرات والكثافة السكانية التي تعيشها مدينة بيروت، بحيث قد تخضع الخطة المطروحة من قبل وزارة الأشغال العامة إلى محاصصة سياسي تؤدي إلى تأجيلها او وضعها في درج المشاريع غير المنجزة.

وفي سياق أزمة المواصلات والنقل، يستخدم الفقراء الباصات الصغيرة، وفي هذا الشأن يسجل اصحاب “الفانات” مواقف اعتراضية يشتكون فيها من تهميشهم وعدم أخذ شكاويهم بعين الاعتبار من قبل وزارة النقل، خصوصاً وان جزء كبير من اصحاب الباصات الصغيرة (الفان) يشتكون من غلاء رسوم تسجيل الباص للحصول على لوحة حمراء تُقونن عملهم في نقل الركاب، ما يدفع جزء منهم إلى تزوير اللوحات، نتيجة عجزهم عن دفع ملايين الليرات اللبنانية مقابل الحصول على ترخيص تأذن لهم بإستخدام وسائلهم في نقل الركاب.

اقرأ أيضاً: قضية مياومو كهرباء لبنان تعود من جديد

يقول سمعان لـ”جنوبية” أن تراجع قيمة البنى التحتية لمدينة بيروت سببه تراجع قيمتها المناطقية والتنافسية مقابل مناطق عربية اخرى، فكلما تراجع النقل المشترك في مدينة محددة يدل ذلك على تراجع وزنها الاقليمي.

بحسب سمعان فإن مدينة بيروت بحاجة إلى خطة إنمائية تراعي تنوعها الإجتماعي وفروقات المناطق فيها، وتشمل الخطة تأهيل البنى التحتية للمدن، وخلق شبكات للمواصلات تتناسب مع حاجاتها.

ويختم حديثه بالقول أن دور بيروت على المستوى الإقليمي متراجع، ويظهر ذلك في المستوى المتدني للمواصلات فيها، وذلك على عكس مدينة ابو ظبي التي ادت الثورة العمرانية واستقطابها للإستثمارات إلى حصول ثورة على صعيد شبكة النقل المشترك.

السابق
نجوم عرب تخطوا عامهم الـ50 وما زالت ملامحهم شابّة!
التالي
حقول انتاج «زهرة الزعفران» في ايران