«التجمع اللبناني» يحذر من الغاء الحدود أمام الميليشيات الطائفية

استعرض “التجمع اللبناني” الأحداث وأكد على ما يلي:

أولاً : إن البيان الحكومي عن “النأي بالنفس” الذي كان الشيخ نعيم قاسم قد أعلن فوراً موته من طهران، جاءت “زيارة” قيس الخزعلي مسوْول إحدى الميليشيات الطائفية العراقية، التي لم يعرف عنها غير قتل المدنيين العزل، وتعفيش المنازل قبل تدميرها، كي تقوم بدفنه وتعلن أن لبنان بحاجة ليس إلى النأي بأطرافه عن حرائق المنطقة، وإنما أيضاً وأساساً إلى أن ينأى النظام الإيراني وأدواته العسكرية عنه.

إن ما شهدناه على أرض الجنوب، وما نسمعه من دعوات توحيد فصائل إسلامية، رأينا أفلامأً فولكلورية عن بعض عناصرها في منطقة كفرحمام، تدق ناقوس الخطر، فهذه الاستباحة للحدود والاستهتار بالقرارات الدولية ولا سيما القرار 1701 الذي بموجبه ونتيجة الدور الذي يقوم به الجيش والقوات الدولية ينعم الجنوب باستقرار لم يعرفه من عقود طويلة، إنما هي خطوة خطرة في سياق خطوات تكريس نجاح حكام طهران في الالغاء العملي للحدود، مع العراق وسوريا ولبنان، أمام مشروع ملالي إيران الذي جوهره قيام دولة الولي الفقيه، ولبنان جزء من البلدان التي تشكل هذه الدولة.

إن اللبنانيين الذين أسقطوا اتفاق القاهرة، والذين بدءأً من بيروت حرروا أرضهم من رجس الاحتلال الصهيوني، بمقاومتهم وتضحياتهم، هم بغنى عن هذه التحالفات التي تُحاك مع ميليشيات الحرس الثوري الطائفية والمذهبية في العراق وسوريا من أجل فتح جبهة الجنوب مجدداً بحجة تحرير القدس.

إن”التجمع اللبناني” يرفع الصوت عالياً ضد هذه الاستباحة ويستنكر بشدة الموقف الرسمي للسلطة، حكومة وتحالفاً حاكماً، لأنه يفرط بالسيادة والاستقلال ويتعامى عن مخاطر نهج حزب الله وحلفائه في الحرس الثوري الايراني تحويل لبنان مجددأ ساحة ومنصة لخدمة المشاريع التوسعية لحكام طهران.

ثانياً : يرى “التجمع اللبناني” أنه إذا كان قرار ترمب لم يلق أي تأييد دولي حتى من أقرب حلفاء أميركا، فهو على الصعيد العربي كان فرصة لاستعادة بعض التضامن العربي مع القضية الفلسطينية، أما على الصعيد اللبناني فانه أطلق العنان للمزايدات وأعطى الفرصة لبعض أطراف السلطة للتعبيلا عن انحيازها لمحور الممانعة باستخدام خطابه. في هذا المجال كانت كلمة وزير الخارجيةأمام الجامعة العربيةإعلاناً فجاً عن التحاق لبنان الرسمي بهذا المحور..وفي هذا الوقت يعلن رئيس البرلمان نيته المقاطعة شخصياً اجتماع اتحاد البرلمانيين العرب في المغرب وحجته عدم دعوة نظام الأسد فيقدم الرئيس بري( وهو رئيس الاتحاد البرلماني) تضامنه مع نظام بشار الأسد على التضامن العربي.

إن سياسة المزايدة على الجامعة العربية والهروب إلى الأمام، إنما تشكل محاولة مكشوفة للالتصاق أكثر فأكثر بمحور “الممانعة”، وليست فضيحة محاولة إخفاء ذكر القرار 1559 من النسخة العربية للبيان الصادر عن اجتماع باريس إلاّ تعبيراً عن استخفاف المسؤولين بصورة الدولة أمام الخارج وليس أمام الداخل فقط.

إقرأ أيضاً: التجمع اللبناني: تثبيت سلام لبنان عبر استعادة السيادة كاملة بواسطة قوى الشرعية

ثالثاً : ينبه التجمع إلى دقة الأوضاع المالية والاقتصادية التي تزداد تأزماً نتيجة الفساد المستشري في دوائر الدولة من جهة، وبسبب الظروف السياسية المنتجة للأزمات من جهة ثانية. إن التغاضي عن حساسية هذه الأوضاع ربما يؤدي لفقدان السيطرة عليها وحينها سيتردى الوضع الاجتماعي أضعافاً مضاعفة مما سيفتح الباب واسعاً أمام تأمين بيئة حاضنة للاقتتال الداخلي والتدخل الخارجي أكثر بكثير مما نشهده اليوم.. يدعو التجمع الأطراف المالية والاقتصادية والقابضين على زمام الأمور في الدولة وفي القطاع الخاص إلى معالجة جدية لهذا الخلل الخطير قبل فوات الأوان.

رابعاً : إن “التجمع اللبناني” المتمسك بالحريات الأساسية وضرورة الدفاع عنها ورفض الاستنسابية في تطبيق القوانين، ينبه كل اللبنانيين إلى أن التحالف الحاكم ماضٍ في نهج كمِّ الأفواه خدمة لمخطط تعزيز مواقع الدويلة ومشروع إلحاق لبنان بمحور الممانعة، منتهزين فرصة الخطاب الحربجي للعودة إلى لغة التخوين والقاموس الذي ساد مرحلة الاحتلال السوري للبلد.

إن تزامن هذا المناخ مع بداية التحضير لانتخابات العام 2018 ينذر بأن قولبة الانتخابات قد بدأت ويريدون إخراجها بالشكل الملائم لأطراف التحالف الخماسي، الذي يلوح في الأفق، ويكون مشروع حزب الله المستفيد الأبرز منها. من هنا نكرر الدعوة إلى اعتبار الانتخابات القادمة محطة مفصلية أمام المعارضة الجدية من أجل إعادة الاعتبار للدولة وسيادتها ومؤسساتها.

بيروت في 13/12/2017 التجمع اللبناني

إقرأ أيضاً: «التجمع اللبناني»: بيان مجلس الوزراء حمّال أوجه وكل صيغة لا توصِل لتنفيذ القرار 1701

السابق
الحريري: ريفي يخدم حزب الله
التالي
فنانة لبنانية شهيرة تزوجت واعتنقت الاسلام