محدلة «تحالف خماسي» تضمّ المستقبل لاكتساح الانتخابات المقبلة

اذا كان من المبكر الحديث عن الانتخابات النيابية، فإن الازمة السياسية الاخيرة التي مرّ بها لبنان وما نتج عنها من تغيّر في المشهد الداخلي لناحية الحلفاء والخصوم، له إرتداداته على خارطة التحالفات السياسية في الإنتخابات الينبية القادمة. فكيف سيكون تأثيرها وهل سنرى ترويكا جديدة؟

هو زمن تسمية الأشياء بأسمائها، إختار الرئيس سعد الحريري إنهاء الجدل الحاصل منذ سبت الإستقالة متوعداً أمس كل من أساء أو طعن في الظهر أو إستغلّ مسيرة الرئيس الشهيد رفيق الحريري وحاول إلغاء تيار المستقبل بأنّه “سيبقّ البحصة” عبر “كلام الناس”. إذن لم يعد شيئا مخفيا ولم تعدّ القوات اللبنانية بإمكانها المواربة بالتأكيد على أن العلاقة مع المستقبل على أفضل ما يرام. وفيما كان واضح وضوح الشمس خلط الاوراق والتغيير بخارطة التحالفات بعد أزمة الإستقالة والتريث فيما بعد، إلّا أن هذا التغيير كان بحاجة إلى وضعه في الإطار الرسمي.

ومع ان الحديث عن الانتخابات النيابية لا يزال سابقا لاوانه، الا ان الازمة السياسية الاخيرة التي مرّ بها لبنان غيّرت في صورة المشهد الداخلي لناحية الحلفاء والخصوم. فمن كان حليف الأمس اصبح اليوم خصم حتى أنه أصبح بدائرة التنكّر. إذ إختزل المشهد السياسي الحالي على هجوم من البيت المستقبلي على من كان “حليفهم” بإتهام رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع بالخيانة والطعن بالظهر عبر تحريض السعودية على الحريري.

اقرأ أيضاً: ثمرة المحاصصة بين «التيار الحرّ والمستقبل»: توظيفات من خارج المدينة!

هذا الواقع يستدعي الحديث عن ترويكا جديدة، وخارطة تحالفات جديدة بدت ملامحها تظهر في ظل الجفاء الحاصل بين المستقبل والقوات وعدد من قوى 14 أذار، مقابل التقارب اللافت بين التيار الأزرق والتيار الوطني الحر والقوى الأخرى في هذا المحور .

فكيف سيؤثر هذا الواقع على خارطة التحالفات في الإنتخابات النيابية المقررة في أيار المقبل فهل نرى تحالف انتخابي بين “المستقبل” و”التيار الوطني”، على ضوء التفاهمات القائمة بعد التسوية الرئاسية بين الفريقين. وكيف سيكون أثر خلط الأوراق هذا على النتائج المتوقعة للإنتخابات؟

وفي هذا السياق، كان لـ “جنوبية” حديث مع الباحث في الشركة الدولية للمعلومات والخبير في الشؤون الإنتخابية محمد شمس الدين “من الطبيعي أن تنعكس التطورات الأخيرة بدءا من أزمة الإستقالة والتريث عنها، حيث بدأ الحديث عن تحالف خماسي يضمّ خمس قوى أساسية: تيار المستقبل، حزب التقدمي الإشتراكي، حركة أمل، حزب الله، التيار الوطني الحرّ”. إضافة إلى “الأحزاب والقوى التابعين المؤيدة لهذا المحور كتيار المردة والحزب القومي السوري الإجتماعي كما التنظيم الناصري وغيرها..” وتابع “بالتالي أصبح من خارج هذه المعادلة القوات اللبنانية وحزب الكتائب اللبنانية وبعض الشخصيات أخرى مستقلة”.

محمد شمس الدين

وأشار إلى “هذا التحالف يغيّر كثيرا في المشهد الإنتخابي لأن الإنتخابات تتحدد من خلال أربعة عوامل فالقانون وتقسيم الدوائر وآلية الإنتخاب تحدّد 20% من النتيجة ، المرشحين 20%، كما أن 6% من النتيجة تحدّدها التحالفات”.

وشدّد شمس الدين إلى أن ” حتى لو أن الإنتخابات تجرى على أساس النسبية التحالفا لها أهمية كثيرا وليس بالضرورة إن كان طرفين متحالفين أن يكونوا بلائحة واحدة فبإمكانهم أن يكونوا بلائحتين مختلفتين وهذا ما من شأنه توزيع الأصوات فيما بينهم، وبهكذا يحصلون على كافة المقاعد أو على أكثريتها”. لافتا إلى أن “البعض يعتبر أن النسبية ألغت التحالفات، ولكن على العكس التحالفات موجودة ومهمة تحدّد 60% من النتيجة على خلاف ما يعتقده البعض أن النسبية لا تعطي أهمية للتحالفات”.

وعن إنعكاس التطورات الأخيرة وخلط الأوراق الحاصل بين القوى والأحزاب السياسية قال إن “في حال تمّ إعتماد التحالف الخماسي سيكون له تداعيات كبيرة، خصوصا في الأماكن التي كان يفترض أن يحدث تحالف بين المستقبل والقوات وتحديدا في دائرة الشمال التي تضم أقضية زغرتا – بشري – البترون – الكورة وعكار، ودائرة الشوف – عاليه كذلك زحلة”. وتابع “هذه دوائر مهمة ممكن أن يحدث فيها تغيير وبالتالي هذا سيؤثر سلبا على القوات اللبنانية من حيث تمثيلها في المجلس النيابي”.

وأشار شمس الدين إلى أن “الجوّ الحالي يشير إلى هذه لإنعكاسات إلا أنها تبقى رهنا للتطورات القادمة، فقبل أشهر كان الجوّ مختلف تماما ومن الممكن ان تتغير المجريات حتى موعد الإنتخابات في أيار”.

اقرأ أيضاً: في دائرة البترون زغرتا بشري الكورة: معركة طاحنة بين الزعامات مسيحية

كما أكّد على أن “هذا التحالف في حال تمّ سيخدم الأطراف الداخلة في هذا التحالف سيحصد على أكثرية المقاعد في المجلس”. وأضاف إلى “هذا التحالف أفضل لتيار المستقبل من حيث عدد المقاعد النيابية لكن تبقى الأمور مرهونة بحسب التطورات، فاليوم المستقبل في قمّة شعبيته وإذ تمكن من الحفاظ عليها لغاية أيار خصوصا في الدوائر السنية كدائرة بيروت الثانية ودائرة طرابلس – المنية – الضنية من المؤكّد ستكون لمصلحة المستقبل”.

من المبكر الحديث عن عدد المقاعد النيابية التي يستطيع أن يحصل عليها تيار المستقبل في ظل هذا التحالف، لكن المصلحة الانتخابية للمستقبل هي في نشوء مثل هذا التحالف، لكون خسارته ستكون أقل بكثير من خوض الانتخابات ضد هذه القوى، كما يؤكد شمس الدين..

السابق
«هيّا بنا» تُخَرّج طالبات وتودِّع «الإنكليزيَّة للنساء»
التالي
قصة غير معلنة: باسيل «المسالم» في باريس صار في القاهرة «محاربا»!