ثمرة المحاصصة بين «التيار الحرّ والمستقبل»: توظيفات من خارج المدينة!

التوظيفات من خارج طرابلس رفعت صوت أهلها احتجاجاً، فالمدينة بحسب أهلها تملك من الكفاءات ما يكفي لسدّ الشواغر الوظيفية وليست بحاجة إلى يد عاملة من خارجها.

صرخة طرابلسية انفجرت على خلفية التعيينات الأخيرة في مؤسسة كهرباء قاديشا في الشمال، والتي شملت 5 موظفين من خارج طرابلس ينتمون إلى التيار الوطني الحر بحسب ما يؤكد الأهالي، كما امتدت هذه التعيينات إلى المهندس باسم خيّاط (فئة ثانية) والذي يشغل منصب رئيس مصلحة الزبائن في كهرباء قاديشا من منصبه، حيث تمّ استبداله بموظفٍ (فئة رابعة) من خارج اختصاص الهندسة ومن خارج طرابلس.

هذه القرارات دفعت البلديات للتحرك، من بلدية طرابلس لبلدية الميناء لبلدية القلمون وصولاً إلى الاتحاد العمالي والحراك المدني والعديد من الفاعليات لاسيما وأنّ طرابلس ينهش فيها كل من الفقر والبطالة، والأزمات التي تتفاقم.

اقرأ أيضاً: طرابلس المنكوبة أثارتها يافطة إعلانات!

في هذا السياق تواصل موقع “جنوبية” مع عضو مجلس بلدية طرابلس ورئيس اللجنة المالية الأستاذ أحمد البدوي الذي أكّد لنا أنّ “المشكلة هي في فرض موظفين من خارج طرابلس وليست محصورة لدى طرف واحد”.

ويتابع البدوي “هذه المشكلة تنسحب أيضاً على القطاع الخاص كشركة الـ(ABC) التي فرضوا فيها موظفين من خارج المدينة، كذلك فعلوا في عكار كلّ المراكز أصبحت من خارجها ولم نقم بشيء، والآن بطرابلس يتم أيضاً سحب المراكز على التوالي خارج المدينة”.

وشدد البدوي أنّ المدينة “لديها العديد من الطاقات والكفاءات، موضحاً أنّ “المهندس والمحامي يحاول جاهداً الحصول على وظيفة شرطي بلدي وهذا يدل على سوء الوضع”.

ليتابع “منذ الحرب الأهلية وحتى اللحظة لم يقدّم أيّ طرف شيئاً لطرابلس، أنشأنا شركة تكرير المياه وكلفت 250 مليون يورو، ولكن لم يتم استثمارها، المرفأ معطل ويتم اليوم تأسيس مرفأ حاليا في البترون، المرافق العامة جميعها معطله”.

هذا وأشار البدوي إلى أنّ الخطة الامنية قد تمّ تطبيقها دون إنماء، متوقفاً عند التجاوزات التي تحصل إذ بحسب كلامه، المخدرات تُباع في باب التبانة بخمسة آلاف ليرة”.

طرابلس

البدوي الذي أجاب عند سؤاله حول التواصل مع سياسيي المنطقة أنّ “واجبهم هم تتبع المشكلات وحلّها”. تقاطع كلامه مع إشكالية جديدة في هذا الملف وهي أنّ رئيس الحكومة سعد الحريري كان على علم منذ أكثر من اسبوعين بنيّة وزير الطاقة “سيزار أبي خليل” بحسب ما تداولت أوساط طرابلسية أكّدت أنّ الذي نقل المشكلة هو عضو المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى الأستاذ همام زيادة.

اقرأ أيضاً: دائرة طرابلس – المنية – الضنية: من سيكون المارد السنّي الحريري أم ريفي؟

موقع “جنوبية” تواصل مع زيادة، الذي قال لنا “حينما اجتمعنا برئيس الحكومة سعد الحريري منذ عدة أسابيع خضنا نقاشا في حقوق المنطقة، وقد قمت بلفت نظره إلى أنّ وزير الطاقة سيزار أبي خليل قد أدخل موظفين من خارج المدينة إلى قاديشا ممّا أثار اعتراض النائب محمد كبّارة”.

مضيفاً “كما قلت له أنّ أنباء قد وردتني أنّ هناك نية لدى الوزير نفسه تغيير رئيس مصلحة الزبائن في الكهرباء المهندس باسم خيّاط بموظف آخر من خارج طرابلس”.

إذاً، التوظيفات القائمة على مبدأ المحاصصة تتمدد على حساب أهالي طرابلس وعلى قاعدة “مرقلي لمرقلك”، يقوم الغزل بين المستقبل والتيار الوطني الحر، فيما أهل الشمال هم من يدفعون الفاتورة الحقيقية لشهر العسل السياسي.

السابق
من يستنجد بمن؟ نحن أم القدس؟
التالي
الـ«بيتكوين».. العملة الافتراضية التي قد تُهدد العملات الصعبة!