الميليشيات العراقية تحلّ نفسها… فهل يحلّ حزب الله نفسه؟

"سرايا السلام" وقوات "أبي فضل العباس"، تعلنان نيّتهما حلّ نفسيهما، والاندماج في المجتمع المدني العراقي. فما هي خلفيّات هذا القرار الذي يأتي عكس ما يريده "الحشد الشعبي" المؤيد لطهران؟

اعلن الشيخ أوس الخفاجي عن الأمانة العامة لقوات “أبي الفضل العباس” بالقول: “.. إننا في الأمانة العامة لقوات أبي الفضل العباس نفي بوعدنا لشعبنا وحكومتنا بعد ان تحقق النصر المؤزر والنهائي على زمر “داعش” الإرهابية، فنضع كامل قواتنا بإمرة القائد العام للقوات المسلحة ولنكونن اول مبادر على حصر السلاح بيد الدولة الحكيمة المنتصرة”.

إقرأ ايضا: قائد الحشد الشعبي لـ«نصرالله»: لا معنى لمقاومة لست سيدها

وإثر هذا الاعلان، وجّه زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر أمراً الى “سرايا السلام” بتسليم السلاح الى الدولة العراقية. وحدد مهلة 45 يوما لتسليم المواقع المحررة ما عدا سامراء.

وفي اتصال مع المحلل السياسي العراقي، فراس محمد، قال لـ”جنوبية”، ردا على سؤال حول خلفيّة قرار كل من السيد مقتدى الصدر، والشيخ أوس الخفاجي، بحلّ القوات التي ساهمت بتحرير العراق من “داعش”؟، فاعتبر أن “سماحة السيد الصدر شكّل (سرايا السلام) على أثر احتلال التنظيم التكفيري “داعش” لبعض المحافظات العراقية، وكان عمل هذه السرايا هو التصديّ لخطر هذا التنظيم داخل العراق” .

واضاف الباحث الاسلامي فراس محمد، أنه “الان، وقد تم طرد فلول هذه العصابات التكفيرية من كافة الأراضي العراقية، فلم يعد هناك مسوغ، بحسب نظر سماحة السيد في إبقاء تشكيل السرايا، بل أكثر، فإن سماحته يعتقد إن استمرار وجود أيّ تشكيل عسكري مسلّح خارج أجهزة الجيش والشرطة الوطنيين هو إضعاف لهيبة الحكومة، وانتقاص وتحجيم لمكانة المؤسسة العسكرية الوطنية”.

وردا على سؤال هل أن “السهام التي وجهت باتجاه الحشد الشعبي الذي باركها المرجع السيد علي السيستاني قبلا، والتي وردت على لسان الخفاجي، هل تعني ان ثمة تحالف بين الصدر والخفاجي؟، يرى فراس محمد، ان “جهات ترغب ببقاء بعض فصائل الحشد الجهادي، وعدم حلّها أو دمجها مع الجيش والشرطة، وهذه الجهات تروم من وراء ذلك استخدام هذه الفصائل كأداة لفرض الأمر الواقع على الحكومة والمجتمع العراقي معاً، مما سيجعل أيّ قرار عراقي مرتهن لموافقة ورغبات ومصالح هذه الجهات” .

إقرأ ايضا: مقتدى الصدر يأمر بإزالة الشعارات المناهضة للسعودية من شوارع العراق

ويشدد فراس محمد، على انه “لن تكون هناك أية تحالفات بين السيد الصدر وزعيم أي تنظيم عسكري، لأن سماحة السيد يرفض تدخل أو مشاركة مسؤولي وزعماء “الحشد الشعبي” في الانتخابات، كي لا يتم تسخير الانتصارات العسكرية ودماء الشهداء في بورصة العمل السياسي”.

وحول النتيجة التي قد يُفضي إليها هذا القرار على صعيد القوى السياسية في الانتخابات القادمة؟ يؤكد فراس محمد المحلل السياسي العراقي، أن “موقف القائد الصدر هذا أحرج جميع مسؤولي الفصائل الذين لا يرغبون بتحويل تنظيماتهم أو حلها أو دمجها مع الأجهزة العسكرية في وزارتي الداخلية والدفاع من جهة. ومن جهة ثانية أعطى هذا الموقف دفعاً معنوياً كبيراً لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لإتخاذ قرار يُلزم جميع الفصائل المنضوية تحت هيئة “الحشد” أن تنحى نفس المنحى الذي اتخذته “سرايا السلام””..

إقرأ ايضا: بالفيديو: بعد قيس الخزعلي.. ميليشيا «سرايا السلام» العراقية في جنوب لبنان!

فهل ينحو حزب الله في لبنان، منحى “سرايا السلام” و”قوات ابي الفضل العباس” خاصة بعد ان وصل الخلاف السياسي الى اعلى درجاته، لا سيما ان زيارة الشيخ قيش الخزعلي قائد “الحشد الشعبي العراقي الى لبنان مؤخرا أثارت موجة غضب لبنانية. في تماثل جاد مع زيارات الجنرال في الحرس الثوري الايراني والقائد الاعلى لفيلق القدس قاسم سليماني؟.

السابق
قصة غير معلنة: باسيل «المسالم» في باريس صار في القاهرة «محاربا»!
التالي
نانسي عجرم الشخصية الأكثر متابعة عربيًّا وعالميًّا لعام 2017