ضرب مراسل المستقبل مرفوض ومدان

ربيع شنطف
فائض العنف الذي شاهدناه من القوى الأمنية في تظاهرة عوكر لا يمكن تبريره..

إعلاميٌ يتعرض للضرب على الهواء من قبل عنصرٍ في قوى الامن الداخلي، مشهدٌ مرّ على الشاشات اللبنانية بشكل تلقائي ولم تتوقف عنده مواقع التواصل الاجتماعي كما يجب فأن يهان أحد المراسلين على مرأى العديد من المتظاهرين والمشاهدين في بث حيّ فقط لأنّه يقوم بعمله حدث كما يبدو “يهضم” لبنانياً.

الإعلامي في قناة المستقبل ربيع شنطف، وأثناء تغطيته للتظاهرة أمام السفارة الأمريكية في عوكر يوم أمس الأحد، طلب منه من الأمنيون أن يوقف البث، الزميل شنطف استجاب بلباقة ونقل إلى محدّثيه في تلفزيون المستقبل أنّ عليهم إيقاف التغطية، إلا أنّ أحد عناصر القوى الأمنية لم يرق له أن يمهل شنطف الوقت المتوجب لينهيَ عمله “المهني” فهجم عليه ب”هيجان”، معتدياً عليه بالضرب وبالألفاظ البذيئة.

التضامن مع شنطف لم يرقَ إلى مستوى ما تعرض له من إهانة مباشرة، فحتى شاشة المستقبل لم تحمِ مراسلها معنوياً، فكانت المواقف بلا صوت، فيما لم تتجاوز ردّة الفعل منشورات تضامن محدودة أُشير بها إلى صفحة الزميل.
أما فيما يتعلق بقوى الأمن الداخلي فأقل ما يمكن أن نطلبه هو اعتذار علني على مستوى الاعتداء العلني الذي تعرض له الزميل، وإنزال العقوبة اللازمة بحق العنصر الذي لم يقدّم إلاّ صورة “صادمة”، والذي مسؤوليته ضبط الأمن لا الاعتداء على المراسلين.

اقرأ أيضاً: اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل يصيب لبنان أمنيا وسياسيا

هذا المشهد تقاطع مع مشهد ثانٍ من التظاهرة نفسها للإعلامية في قناة الجديد راشيل كرم التي قامت بالدفاع عن أحد المتظاهرين من “اللبيط” و “الخبيط”، بعدما تجمهر عليه مجموعة من عناصر القوى الأمن الداخلي!

هذه الفوضى من قبل قوى الأمن الداخلي لا تبررها فوضى بعض المتظاهرين، وإدانتنا للتعرض للعناصر الأمنية بالرشق بالحجارة، توجب علينا إدانة فائض العنف وإدانة التعرض للجسم الإعلامي الذي كان يقوم بعمله لا اكثر.

فما الفرق بين متظاهر يرشق عناصر قوى الامن بالحجارة لأنّهم يقومون بمهمتهم في حماية السفارة، وبين عنصر في قوى الأمن يعتدي على مراسل لأنّه يقوم بواجبه الإعلامي في نقل الحدث؟

السابق
اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل يصيب لبنان أمنيا وسياسيا
التالي
بوتين يصل إلى قاعدة حميميم الروسية في سورية