نصرالله ونتنياهو يتواجهان.. افتراضيّا

مع الوقت قد لا نشهد سقوط ضحايا او رؤية دماء او قتلى في المواجهات، لان المعارك قد تنتقل من الارض الى العالم الافتراضي.

بعد خطاب السيّد حسن نصر الله ليل أمس، تعليقا على قرار الرئيس دونالد ترامب باعلان القدس عاصمة لإسرائيل، ودعوة الناشطين عبر “السوشل ميديا”، لتفعيل دورهم، انطلاقا من مبدأ “قاوم ولو بتغريدة”، نشرت صحيفة اسرائيلية مباشرة، ودون أي تأخير، نص حوار مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، اعترف فيه بسعيّ اسرائيل لكسب قلب وعقل الشعب العربي عبر وسائل التواصل الاجتماعي هذه.

إقرأ ايضا: نصرالله على مشرحة مواقع التواصل: طريق القدس تمرّ عبر«تويتر» و«فيسبوك»!!

واضاف نتنياهو انه “علينا أن نستقطب الناس العاديين أيضاً عبر وسائل الميديا الحديثة، خاصة وأن قضية القدس ما زالت حاضرة وتؤثرعلى جمهور الفايسبوك والتويتر”. وذلك بحسب موقع “لبنان 24”.

فكلام نتنياهو ورد في مؤتمر تحت عنوان الديبلوماسية الرقمية، حيث أعلن ان اسرائيل تسعى للسلام وأفكارها ستنتشر أكثر من خلال وعبر منصات التواصل الاجتماعي.

هذا التصريح الواضح يُعيدنا الى تواصل أفيخاي أدرعي، الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، الذي يتكلم ويكتب العربية بطلاقة، مما يساعده على استقطاب عدد كبير من المتابعين. مما يدلل على الأهمية الاستيراتيجية للسياسية الافتراضية ونتائجها بين الواقع والفضاء الافتراضي.

وحديث نتنياهو، هذا، الذي جاء ردا على كلام نصرالله الأخير، يؤكد على نوع وأهمية الحرب عبر المنصات الإلكترونية.

فالحروب الالكترونية تعمل على بثّ الدعاية، ونشر الإشاعات، وتضخيم الازمات، أو على العكس تحجيمها، وإطلاق الاحتجاجات، ونشر الأفكار.

وكان تنظيم “داعش” قد استفاد من العالم الافتراضي، ولا يزل، رغم اعلان القضاء عليه ميدانيا. فـ”80% من أنصار”داعش” تم استقطابهم عبر الانترنت كما نقلت منذ ايام Sky news

مع الاشارة الى ان حزب الله يدير حربه الالكترونية ضد اسرائيل عبر ما يسمى “الجبهة المجازية”. وهي جبهة افتراضية تعمل عبر “تويتر” و”فايسبوك”، من خلال التواصل والتفاعل مع الجمهور، رغم ان صفحات جبهته “المجازية” تعرّضت أكثر من مرة للمنع والايقاف من قبل الشركات المسؤولة عنها.

وقد تأستت الجبهة هذه عام 2016، حيث كان حزب الله أول من تحدّث عن الحرب الناعمة بُعيد حرب تموز عام 2006.

لذا، يسّخّر حزب الله تقنيّيه وخبراءه في “الجبهة المجازية” من أجل الانخراط في هذه الحرب دفاعا عن جميع  معتقداته سواء السياسية او الدينية، بحسب تقرير لـ”جنوبية”.

اضافة الى ما كان يعرف بـ”الإعلام الحربي”، وهو جهاز اعلامي مواز للجبهة المجازية، تابع للحزب، كان قد لعب دورا لافتا خلال احتلال الجنوب.

لكن اليوم، لم يعد للصورة سطوتها تلك التي كانت، فتوّجه حزب الله نحو العالم الافتراضي عبر “فايسبوك” و”تويتر”، اضافة الى “غروبات الواتسآب”.

إقرأ ايضا: نصرالله يتحدث عن الخطوات ضد قرار ترامب: التنديد عبر مواقع التواصل وإصدار البيانات

لكن هل الحرب الافتراضية المطلوبة هذه الأيام بشدة، مؤثرة وفاعلة، لدرجة ان العرب قد يستعيدون القدس عبرها؟!

وهل وصل العرب والمسلمون بعد ان يئسوا من تحرير القدس على ارض الواقع، الى ان يعتمدوا على العالم الافتراضي لطرد المحتل؟.

السابق
دعوى قضائية ضد ضابط ودراج في قوى الامن الداخلي
التالي
الشيخ ماهر حمود في المجمع الثقافي الجعفري: لم نتفاجأ بقرار ترامب