الحديقة العامة في صيدا: …قصة إبريق الزيت!

بهية الحريري
أخبرني رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي الأسبوع الفائت، أن عملية المقايضة مع وزارة العدل قد تمت وسُجل عقار قصر العدل القديم الكائن قرب ساحة النجمة بإسم البلدية كمالك له، بعد أن تنازلت البلدية عن العقار الذي بني عليه قصر العدل الجديد في حي الوسطاني".

هذه “الخبرية” أعادت لي الذاكرة حول العقارات التي تملكتها البلدية إثر مشروع الضم والفرز في ثمانينيات القرن الماضي. بعدها قدمت البلدية عقاراً لبناء متوسطة الشهيد معروف سعد وعقاراً آخر لثانوية الدكتور نزيه البزري والمدرسة الكويتية. وقدمت عقاراً بالمقايضة لبناء قصر عدل جديد، وبني المستشفى التركي على عقار آخر تملكه البلدية، وبقي عقار أخير للبلدية يحمل الرقم 1587 وسطاني وتبلغ مساحته أكثر من 22 ألف متر مربع. ولهذا العقار قصة طويلة يمكن إطلاق عليها إسم إبريق الزيت. والقصة بدأت منذ نحو 14 عاماً.

اقرأ أيضاً: حديقة صيدا: الحريري فسعد فالجماعة.. وعود فقط

بتاريخ 23 تموز 2003 تقدمت مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة بطلب لإقامة حديقة عامة على العقار رقم 1587/ وسطاني. وفي 10/9/2003 أصدر المجلس البلدي لمدينة صيدا قراراً يحمل الرقم 139 يوافق عليه على العرض المقدم من مؤسسة الحريري لإقامة الحديقة المذكورة وإدارتها وصيانتها. وفي 13/9/2003 تم توقيع الاتفاقية بين الطرفين، وقد نص البند الثامن من الاتفاقية بأن مدة هذه الاتفاقية، هي عشرة سنوات بعدها تسلم المؤسسة المشروع إلى الفريق الأول بكافة إنشاءاته وخالية من أي شاغل والتي تعتبر في حينه ملكاً لهذا الأخير.
ثم وقّعت بلدية صيدا ومؤسسة الحريري بتاريخ 31 آذار 2004 اتفاقاً تضمن تعديلات على الاتفاق الأول، طالت البنود الأول، الثاني، الثالث، والرابع. ونصت الاتفاقيات، على أن يتم التنفيذ خلال مهلة سنتين، من تاريخ إبرام العقد والمصادقة عليه أصولاً.
إلا أن مؤسسة الحريري لم تلتزم تنفيذ الاتفاق الموقع بين البلدية والمؤسسة، ما دفع بلدية صيدا عام 2008 وأثناء ولاية الدكتور عبد الرحمن البزري إلى الموافقة على قبول الهبة المقدمة من مؤسسة معروف سعد الثقافية الاجتماعية الخبرية.
لكن المجلس البلدي عاد واتخذ قراراً حمل الرقم 90 بتاريخ 12/5/2010 بالموافقة على سحب عرض مؤسسة معروف سعد الثقافية.
وقد أتى هذا القرار بعد اعتراض مؤسسة الحريري على ذلك وإرسالها رسالة إلى بلدية صيدا تقول في النقطة الثانية منها أن مشروع إنشاء الحديقة العامة كان موضوع اجتماعات عديدة عقدت خلال السنوات الماضية واستعرضت فيها تفاصيل المشروع الذي أصبح جاهزاً للتنفيذ وتحمّل البلدية مسؤولية التأخير في بدء تنفيذ الحديقة العامة، حسب ما ورد في الرسالة المرسلة.
كما وجهت مؤسسة الحريري رسالة إلى رئيس مجلس الوزراء آنذاك فؤاد السنيورة تطالبه بعرض الموضوع على مجلس الوزراء لقبول الهبة بتأهيل الحديقة العامة وذلك بتاريخ 6/11/2008.
وبتاريخ 1 أيلول 2010 أصدر المجلس البلدي قراراً حمل الرقم 140 وتنص المادة الثانية تأكيد الموافقة على العرض المقدم من مؤسسة الحريري لإنشاء وتأهيل الحديقة العامة بموجب قرارات المجلس البلدي رقم 139/2003 ورقم 57/ 2004.
وعلى الرغم من مرور سبعة أعوام وأربعة أشهر على القرار 140/2010، لم تظهر أية مؤشرات تدل على أن مؤسسة الحريري بوارد تنفيذ الحديقة العامة، مع العلم أن مدة العقد الموقع بين الطرفين قد انتهت منذ فترة طويلة. وأذا حاول أحد التذاكي والقول أن المدة يجب احتسابها منذ موافقة مجلس الوزراء على قبول الهبة وهذا يعني أنه بقي للمؤسسة عام واحد للتنفيذ والاستثمار وهو مستحيل عملياً.

اقرأ أيضاً: بلدية صيدا: عام انقضى واختلاف على التقييم

في إحدى الزيارات الأخيرة لأعضاء المجلس البلدي للنائب بهية الحريري سألها أحد الأعضاء عن الحديقة المذكورة. أجابت “وعلى ذمته”، بعد عودة الرئيس سعد الحريري سنبدأ بالتنفيذ. وكان منسق تيار المستقبل د. ناصر حمود قد قال قبل ثلاثة أعوام أن التنفيذ سيتم بعد شهر رمضان آنذاك، لكن ذلك لم يحصل، فهل يبادر المجلس البلدي ويستعيد حقوقه بالعقار المذكور.

السابق
إيران وتركيا… تتخطيان العرب في مواجهة ترامب
التالي
عن تعاون الاردن وتركيا في سبيل مجابهة قرار ترامب بحق القدس