قرار ترامب بجعل القدس عبرية يثير العالم ويغضب اللبنانيين والفلسطينيين

شغل الاوساط السياسية والشعبية اللبنانية، كما شغل العالم كله، قرار الرئيس الأميركي بنقل السفارة الأميركية إلى القدس، وتكريسها عاصمة للدولة العبرية، فتحركت المخيمات الفلسطينية غضبا واحتجاجاً على هذه الخطوة العدوانية، ولاقتها تصريحات رسمية لبنانية من اعلى المستويات مستنكرة صدور هذا القرار الظالم الذي لم يعبأ بمشاعر ولا بمصالح الملايين من الفلسطينيين والعرب والمسلمين.

اتخذت خطوة تعويم الحكومة وعودة رئيسها سعد الحريري عن استقالته عقب التوصل الى بيان “النأي بالنفس” باجماع مكونات الحكومة، بعداً جديداً واضافياً على المستويين الاقليمي والدولي أمس في ظل الخطوة الدراماتيكية الشديدة الخطورة التي أقدم عليها الرئيس الاميركي دونالد ترامب باعترافه بالقدس عاصمة لاسرائيل واعلانه نقل السفارة الاميركية اليها. ذلك ان لبنان الذي يعتبر نفسه من اكثر البلدان العربية المعنية بتطورات الصراع العربي – الاسرائيلي نظراً الى وجود أكثر من نصف مليون لاجئ فلسطيني على أرضه وانتشار عدد من المخيمات الفلسطينية في مناطقه، يخشى ان تشكل الخطوة الاميركية مؤشراً مقلقاً للتوطين من جهة وامكان تأثر أوضاعه بتداعيات التوترات الكبيرة التي ستثيرها هذه الخطوة في المنطقة من جهة أخرى بحسب “النهار”.

إقرأ ايضًا: ما هي التبعات المحتملة لإعلان ترامب القدس عاصمة لإسرائيل؟

كما رأت “الجمهورية” أن  “هذا القرار الأميركي الذي يثبتُ الهوية الإسرائيلية للقدس، يُعَدّ الأخطرَ في التاريخ الفلسطيني، ويُرخي ظلالاً قاتمةً على مستقبل المنطقة ويُشعل الفتيلَ على امتداد كلّ الخريطة التي تقع على تماسٍ مباشر مع القضية الفلسطينية، ويُلقي بمصيرها في مهبّ احتمالاتٍ شتّى”.

وتابعت “وحدَها إسرائيل رحّبت بالقرار الأميركي، في وقتٍ كان العالم كله تقريباً يَشهد عاصفةً من ردّات الفعل التي وصَفت القرار الاميركي بالمرفوض والمؤسف والمتسرّع، وبالعامل المفجّر لعملية السلام في الشرق الاوسط، فيما الموقف الفلسطيني وصَف القرار بإعلان حرب، وأعلنَ الرئيس الفلسطيني محمود عباس أنّ قرار ترامب لا يغيّر من واقعِ أنّ القدس هي العاصمة الأبدية لدولة فلسطين.”

وفي هذا السياق، رأى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان قرار الرئيس الأميركي الاعتراف بـ القدس عاصمة لإسرائيل “يهدد عملية السلام واستقرار المنطقة “، وقال إن “المطلوب وقفة واحدة من الدول العربية تعتبر مبادرة السلام السبيل الوحيد لإعادة الحقوق الى أصحابها”.

كذلك قال الرئيس الحريري إن “القرار الاميركي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة اليها خطوة يرفضها العالم العربي وتنذر بمخاطر تهب على المنطقة”. واضاف ان “لبنان يندد ويرفض هذا القرار ويعلن في هذا اليوم أعلى درجات التضامن مع الشعب الفلسطيني وحقه في قيام دولة مستقلة عاصمتها القدس”.

وعلّق وزير الخارجية جبران باسيل بأن “موقف الرئيس الأميركي بنقل السفارة الأميركية إلى القدس هو قرار معاكس لاتجاه السلام وندين بشكل كبير هذه الخطوة التي أتت من طرف كان من المفترض أن يكون أهم الساعين إلى تحقيق السلام”.

كما يلقي الامين العام لـ”حزب الله ” السيد حسن نصرالله كلمة في السادسة مساء اليوم يخصصها للحديث عن موقف الحزب من خطوة ترامب.

وقد ألقى ترامب أمس خطابا ملتفزا أمام العالم أعلن جدية خطوته قائلا  إن “هذا القرار ليس إلا تعبيراً عن “حقيقة واضحة منذ سنوات: القدس مركز للديانة اليهودية والمدينة مقر الحكومة الإسرائيلية”، وثانياً بأن إعلان القدس “عاصمة لإسرائيل” ليس قراره، بل قرار بلاده منذ عشرين عاماً، وأقره الرؤساء الذين قبله، لكنهم كانوا يؤجلونه”.
وقد رأى ترامب أن الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل “تأخر كثيراً”، وحان الوقت لاتخاذ هذه الخطوة، مبرراً ذلك بالقول إن “إسرائيل دولة ذات سيادة، مثل أي دولة أخرى لها الحق في تحديد عاصمتها والاعتراف بأن هذا أمر واقع هو شرط ضروري لتحقيق السلام”. وفي الوقت نفسه، أعلن التزام بلاده “حلَّ الدولتين إذا رغب فيه الفلسطينيون والإسرائيليون… سأبذل قصارى جهدي للتوصل إلى حل الدولتين”، مشيراً إلى أن نائبه مايك بنس سيتجه إلى المنطقة في غضون أيام للتأكيد لجميع الأطراف “التزامنا تحقيق السلام”.

وقد رأت “الأنوار” أن إعلان ترامب أثار غضبا عربيا ودوليا بتحدّيه للعالم والشيوعية الدولية باعترافه بالقدس عاصمة لاسرائيل وقراره بنقل السفارة الأميركية اليها. وقد ندّدت العواصم العربية بالقرار وشهدت الضفة وغزة تظاهرات صاخبة، فيما حذر قادة دوليون من انعكاس هذه الخطوة على الاستقرار في المنطقة، واعتبروها ضربة لحل الدولتين ولمساعي السلام في المنطقة.
وقد وقع ترامب امرا استثنائيا يؤجل نقل السفارة من تل ابيب اذ ان الولايات المتحدة ليس لديها مبنى في القدس لنقل السفارة اليه.

وقال مسؤول كبير بالادارة ان ذلك قد يستغرق ثلاث الى اربع سنوات. ونصحت برقية بعثتها وزارة الخارجية الأميركية لكل بعثاتها الدبلوماسية في أنحاء العالم امس كل المسؤولين بتأجيل أي سفر غير ضروري إلى إسرائيل والقدس والضفة الغربية حتى 20 كانون الأول.

وجاء في البرقية التي لم تذكر سببا للطلب تطلب سفارة تل أبيب والقنصلية العامة في القدس تأجيل كل الزيارات غير الضرورية إلى إسرائيل والقدس والضفة الغربية اعتبارا من الرابع وحتى 20 كانون الأول.

إقرأ ايضًا: مسيحيون ومسلمون معاً من أجل القدس

وبعد كلمة ترامب أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس استنكاره ورفضه إعلان الرئيس الأميركي، مبيّناً أنه “إعلان انسحاب أميركي من رعاية عملية السلام”. وأضاف: “الإدارة الأميركية بهذا الإعلان اختارت أن تخالف جميع القرارات والاتفاقات الدولية والثنائية، وفضّلت أن تتجاهل وأن تناقض الإجماع الدولي… حول القدس”. ورأى أن ذلك “يُمثل مكافأة لإسرائيل على تنكّرها للاتفاقات وتحديها الشرعية الدولية وتشجيعاً لها على مواصلة سياسة الاحتلال والاستيطان والابرتهايد والتطهير العرقي”.

السابق
زياد عيتاني متَّهم، ليس طريدة
التالي
«داعش» في حلّة جديدة!