السيد محمد حسن الأمين: قرار ترامب حول القدس يستهزىء بالعرب والمسلمين

تجاهل الرئيس الأميركي دونالد ترامب مشاعر جميع العرب والمسلمين، كما تجاهل التحذيرات التي وصلته من معظم الدول حول العالم، وقرر الإعلان عن الاعتراف بالقدس المحتلة كعاصمة للكيان الاسرائيلي الذي احتل فلسطين منذ العام 1948.

وقد رأى العلامة المفكر الاسلامي السيد محمد حسن الأمين “ان اعتراف ترامب بالقدس عاصمة للدولة العبرية لم يغيّر عمليا من واقع الأمر شيئاً، إلا من الناحية الرمزية، فالقدس محتلة على أي حال سواء اتخذت من القدس عاصمة لإسرائيل أم لا، فالمسألة هي مسألة حقوق الشعب الفلسطيني، ولكن الملفت من الناحية الرمزية أن ردود الفعل على هذا الاعتراف جاءت مستنكرة بالإجماع تقريباً من المجتمع الدولي، أما من ناحية الدول العربية، فإن المؤسف أن ردّ الفعل لم يتجاوز التصريحات والاستنكار اللفظي، ومن وجهة نظري أن التوقيت الذي استغله رئيس الولايات المتحدة هو هذا الزمان العربي المنشغل بصراعاته الداخلية والإقليمية، بحيث تقدّر الإدارة الأميركية أن ردود الفعل العربية لن تكون ذات شأن أو بال، وهذا هو الواقع المؤسف والذي نعتبر أنه يجب أن يحدث يقظة عربية على المستوى السياسي والشعبي، يترافق فيها استنكار مصادرة القدس مع إعادة النظر في الصراعات العربية الراهنة، أي على الأقل قيام قمّة عربية استثنائية تضطلع بدورين أساسيين هما تحقيق الوفاق العربي ووقف النزاعات والحروب واتخاذ موقف عمليّ من المسألة الفلسطينية بشكل عام بمناسبة تحويل القدس إلى عاصمة إسرائيلية”.

اقرأ أيضاً: السيد الأمين: نحن بحاجة لنهضة دينية مقابل العدميات القاتلة

ونبّه السيد الأمين الى أن “هذه القضية على خطورتها إلا أنها كفيلة بالحصول على إجماع إسلامي واسع ذلك أن القدس ليست عاصمة عربية فحسب، بل هي عاصمة إسلامية مسيحية ولا يمكن أن يكون مصيرها مرتبطاً بأطماع الكياه الصهيوني الذي ينادي منذ زمن باعتبار القدس عاصمة له، وأحسب أن المكيدة الإسرائيلية في الضمّ العلني للقدس واعتبارها عاصمة، جاء في ظرف عربي سيّء للغاية ليس لأحد فيه مصلحة من الدول العربية، وإنما شكّل مجالاً لاقتطاف ثمرة هذا النزاع عند الإسرائيليين، فهل تكون هذه الصدمة كافية لإيقاظ الحس القومي والإسلامي والمسيحي؟”

«القدس - فلسطين»
«القدس – فلسطين»

ولكن من الذي سيقاوم وما هي أشكال المقاومة التي يمكن ان تنشأ في وجه هذا القرار الاميركي المجحف؟

يجيب السيد الأمين “قد يكون من المبالغ فيه التفاؤل أن العرب سوف ينتجون مقاومة جديدة وفعّالة على المستوى العسكري ولكن من الطبيعي بل من الضروري أن يعقد العرب رهانهم على دعم وتطوير المقاومة الفلسطينية. فالفلسطينيون لم يقصروا في مقاومتهم من الداخل وهم قادرون إذا توفرت لهم أسباب الاحتضان العربي أن يطوّروا مقاومتهم وأن يربكوا العدوّ ومن الواضح أن معظم الفلسطينيين يريدون المقاومة، ولكن الشرط الأساسي لها هو المزيد من التلاحم بين قوى الشعب الفلسطيني ومنظماته من جهة، والضغط الشعبي العربي على الأنظمة لاحتضان المقاومة الفلسطينية ودعمها ومجانبة الرهان على الكاذب من الحلول السلمية والتي ظهر فيها استهزاء الإدارة الأميركية بقضية السلام عندما قال ترامب “إنه يحق وعده بنقل سفارة أميركا إلى القدس”، معتبراً ان هذا الإجراء سوف يدفع بقضية السلام إلى الأمام”.

اقرأ أيضاً: العلامة السيد محمد حسن الأمين: هناك اختلافات وليس خلافات بين الأديان

ولاحظ السيد الأمين أنه “لمن المضحك والمبكي في آن، هذا الهزء الأميركي بالأمة العربية والإسلامية، فيجعل من أخطر قضية قابلة لتفجير الوضع في المنطقة، جاعلاً منها وسيلة لتقريب الحلول السلمية، بما يكشف أن أميركا لا تريد السلام، وأن موقفها هذا هو ضربة قاسمة لكل مؤتمرات السلام ومحاولاتها الفاشلة بسبب التعنت الإسرائيلي، وأميركا تدعم هذا التعنّت بقرار رمزي بالغ الخطورة، حين تبارك قرار إسرائيل باتخاذ القدس عاصمة لها، وبالنسبة للشعب الفلسطيني فإن الأقدار تفرض عليه أن يظل شعباً مقاوماً بما يستلزم أن تعي القيادة الفلسطينية هذه الحقيقة، ويستعاد للمقاومة مكانتها لدى جميع الأطراف وللشعب بصورة عامة. وعليهم أن يعلموا أن ما حدث ليس ضربة قاصمة فالقدس هي كانت محتلة، وما زالت سواء أعلنها الرئيس الأميركي عاصمة لكيان العدو الصهيوني أم لم يعلنها”.

السابق
خيرالله لـ«جنوبية»: مزايدات ما يسمى بـ«محور المقاومة» تستهدف المتاجرة بفلسطين والقدس
التالي
هل تنفجر إنتفاضة فلسطينية رابعة؟