هل تغيّر مفاجآت العام 2017 وجه المنطقة؟

الأحداث المتسلسلة تأكل بعضها بعضا. فالعالم يشهد هدوءا وتطورا، والمنطقة العربية تشهد غليانا وتغييرات جمّة. فما هي هذه الاحداث التى رصدها موقع "جنوبية" مع نهاية العام، والتي لعبت دورا مهما في المنطقة.

في مراجعة للشهور الماضية، والتي انطلقت مع العام الذي سيأفل قريبا على أحداث عاصفة على جميع الجهات في منطقة سُميت بمنطقة الشرق الاوسط، والتي تضم العالم العربي ودول متوترة منذ العام2011، وهو العام الذي أطلق “الربيع العربي”، نجد ان المنطقة العربية التي تسودها أنظمة استبدادية منذ عقود تأثرت بمرحلة من المراحل بالثورة البلشفية، وبالثورة الفرنسية قبلها، ومعظم الثورات التي حدثت في العالم خلال ستينيات وسبعينات القرن الماضي.

إقرا ايضا: محمد بن سلمان ينقلب على الحرس القديم للمملكة العربية السعودية

فدخلت التعابير السياسية العالمية الى قاموس الفرد العربي دون ان تغير من حياته شيئا كالامبريالية، والبروليتارية، والحرية، والديموقراطية، وحقوق الانسان..

وفي سرد لأبرز الأحداث التي شهدها العام 2017، يمكن القول انها تتلخص، بالتالي: اجراءات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والتحولات داخل المملكة العربية السعودية، والأزمة السعودية القطرية، وقرار الرئيس الاميركي الجمهوري دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لكيان العدو الاسرائيلي، واستفتاء كردستان العراق، وما تلاه من طرد البشمركة الكردية من كركوك من قبل قوات الجيش العراقي، وقرب القضاء على “تنظيم الدولة الاسلامية- داعش” في العراق وسورية، واغتيال الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح..

هذه الاحداث الضخمة طغت على ما عداها من أحداث مهمة منها، استمرار بشار الأسد في الحكم، وانتصار الجيش اللبناني على التكفيرين في جرود عرسال، والنفايات التي غطت لبنان، وارتفاع نسبة الجرائم في لبنان، واستمرارية النقاش حول اللجوء السوري الى لبنان، والخلاف حول السلاح الذي يحمله حزب الله، اضافة الى الاشكالات السياسية الداخلية المتعلقة بالفساد، والمصالحة الفلسطينية-الفلسطينية، اضافة الى الاعمال الارهابية في مصر، وقصف الحوثيين للرياض، وغيرها الكثير…

إقرأ أيضا: لائحة الارهاب ضدّ قطر تتوّج التصعيد الخليجي ضدّها

فالاحداث المتسارعة تأكل بعضها بعضا، وتطغى بصوتها العالي على ما مرّ، بحيث ان الغليان سيد الساحات. وهذا الغليان يؤشر الى تغييرات كبيرة قد تصبّ كلها في مكان واحد لصالح اسرائيل، أيّ الى اعلان ما سُمي بـ”صفقة القرن” التي كثر الحديث حولها مؤخرا، وباتت تلقى قبولا على أسماع الجمهور العربي.

فالحروب في المنطقة لم تهدأ منذ تسعينيات القرن الماضي، أي منذ إعلان الثورة الاسلامية في إيران وسقوط الشاه، واجتياح لبنان، وما تلاها من حرب عراقية-إيرانية استنفذت مقدرات الخليج ككل، اضافة الى احتلال الكويت، واحتلال العراق، والربيع العربي، الذي تحوّل الى شتاء وإرهاب، وظهور “داعش”، وتدمير كل من سورية واليمن تدميرا كاملا.

إقرأ أيضا: لائحة الارهاب ضدّ قطر تتوّج التصعيد الخليجي ضدّها

هذه الأحداث التاريخية، تؤكد ان المخاض العسير سيوصل الى مفترقي طرق، اما الى التسوية الشاملة التي تقضي على الخلافات الداخلية والصراعات مع اسرائيل، او انها ستفضي الى اعادة رسم المنطقة من جديد بما يتوافق مع المنتصر. وبالطبع لن تكون الأنظمة العربية ذات دور بارز، بل هي متلقيّة ومنفذة للأوامر الغربية.

فهل سينهض الفلسطينيون بمواجهة صفقة القرن وقرار ترامب الأخير؟ ام ان معركة جديدة ستفتح في بلد عربي جديد يلهيّ الشعوب العربية عن قضيتهم الأساس “فلسطين”؟

السابق
القدس العربية: من رحلة احتلالها الى رحلة ضمها وجعلها عاصمة لإسرائيل
التالي
تسجيل صوتي من سجن رومية يشكر الرئيس الحريري