ما هي التبعات المحتملة لإعلان ترامب القدس عاصمة لإسرائيل؟

يبدو أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب مصراً على قراره بشأن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، كخطوة تنهي سياسة أميركية استمرت عقوداً، وتهدد بزيادة التوترات في الشرق الأوسط، حتى ولو أن المتوقع أن يؤجل تنفيذ وعده بنقل السفارة الأميركية إلى القدس.

وقد أجرى ترامب  اتصالا هاتفيا مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس امس (الثلثاء)  أخبره فيه بنيته نقل السفارة الأمريكية بحسب ما أعلنت الرئاسة الفلسطينية. ونقل المتحدث باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة: “تأكيد  الرئيس مجدداً على موقفنا الثابت والراسخ بأن لا دولة فلسطينية دون القدس الشرقية عاصمة لها وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية”. وأشار إلى أن عباس “سيواصل اتصالاته مع قادة وزعماء العالم من أجل الحيلولة دون اتخاذ مثل هذه الخطوة المرفوضة “.

وقال مسؤولون أميركيون إن ترامب  سيعلن رسميا خلال خطاب له مساء اليوم( الأربعاء) اعتراف إدارته بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس خلال السنوات المقبلة دون تحديد جدول زمني لنقلها. وبذلك يتجاهل ترامب تحذيرات صدرت من قادة في منطقة الشرق الأوسط والعالم من خطوة كهذه وخطورة تداعياتها على أمن المنطقة وعملية السلام.

إقرأ ايضًا:  الإعتراف بالقدس كعاصمة لـ«إسرائيل».. هل يفعلها ترامب؟

 

وتكمن خطورة الأمر  بأن هذه الخطوة هي بمثابة اعتراف بحقيقتين “تاريخية قائمة على أن المدينة تعتبر عاصمة دينية للشعب اليهودي، وأخرى حالية باعتبارها مركزا للحكومة الإسرائيلية”.

وتنديدا بهذه الخطوة المرتقبة،  دعت الفصائل فلسطينية إلى تظاهرات شعبية في الأراضي الفلسطينية احتجاجا. سيّما أن الفلسطينيين يطالبون بـالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية.

 

وفي هذا السياق، صرّح  المستشار الإعلامي في السفارة الفلسطينية في بيروت حسان ششنية  أن “هذا الأمر إن حصل سيكون سابقة خطيرة من قبل ترامب خاصة أن القدس الشرقية تعتبر  جزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية، وبالتالي هذه الخطوة ستكون مخالفة للقرار الدولي وسيكون لها عواقب وخيمة على الأرض “. مشيررا إلى أن “التخوّف من أن تقوم دول أخرى بخطوات شبيهة بخطوة ترامب بمخالفة القانون الدولي”.

 

وأكّد ششنية  أن “التحرّك الفلسطيني حتمي وأهل القدس هم من يحموا القدس وهم بالواجهة دائما وهم من يتصدى للعدوان الإسرائيلي والتهويد الإسرائيلي”.  وأمل أن “نشهد تحرّك عربي لأن البيانات لم تعد تفيد لأن مصالح العرب تستطيع أن تؤثر بالقرار سواء الأمريكي أو الدولي نظرا لمصالحهم لدى العرب التي تعد أكثر من مصالح العرب لديها “. وتابع “بالتالي إستخدام المصالح العربية بالتأكيد يؤئر فالنفط العربي والمليارات في قارة إفريقيا وقارة أسيا لها جدوى لو  إستخدمت  بالطريقة الصحيحة  لخدمة القضية الفلسطينية وخدمة لأولى القبلتين والقدس الشريف”.

ولفت أن “القيادة الفلسطينية على رأسها الرئيس أبو مازن  تقود إتصالات على أعلى المستويات أدت إلى عقد اجتماع لجامعة الدول العربية ومؤتمر إسلامبة، وأعلن أيضا أنه في 13 الشهر الجاري سيكون هناك قمة إسلامية ومؤتمر إسلامي في إسطنبول”. إلى ذلك سيكون السبت المقبل سيكون هناك إجتماع على مستوى وزراء الخاارجية العرب في القاهرة، كما هناك تحرك فلسطيني ناشط من كل الإتجهات لإحباط هذه الخطوة وما سيتبعها”.

وخلص ششنية  بالتأكيد أن “القيادة الفلسطينية مستنفرة والسفارات الفلسطينية أيضًا وهناك عمل ناشط سواء على الجبهة الدبوماسية أو على كستوى الشارع”.

 

وفي حديث خاص لموقع “جنوبية” مع رئيسة الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية في لبنان آمنة جبريل قالت إن “إتخاذ مثل هذا القرار يعني ضرب جميع القرارات الدولية عبر مجلس الأمن وجميع المؤسسات الشرعية الدولية أن القدس والضفة أرض محتلة”. وأضافت “الوعود التي أطلقها ترامب بشأن صفقة العام هي فعلا صفقة العار والمهانة والذلّ على هذه الدولة التي تدعي حقوق الإنسان والحريات والعدالة الإجتماعية،  كما انها وصمت عارعلى جبين كل هذا المجتمع الدولي الذي يتصدق بحقوق الإنسان وهو يصدر هذ القرار والشعب الفلسطيني هو الشعب الوحيد الذي يقع تحت الإحتلال في كلّ هذا العالم”.

وأشارت “هذا الأمر يتطلب وقفة جادة وليس فقط شعارات دعم الشعب الفلسطيني لأن القدس لا تعني فقط الفلسطينيين بمسلميه ومسيحييه، لكنها تعني كل الديانات السماوية والتي برهنت لكل هذا العالم أن هذه الأرض فلسطينية وليس للإسرائيليين أي صلة بها، ورغم كل ما تدّعيه إسرائيل بأن القدس إسرائيلية ستبقى فلسطين عربية وستبقى القدس العاصمة الأبدية لفلسطين والشعب الفلسطيني ولكل أحرار العالم”.

وفيما يتعلق بالتبعات المحتملة لإعلان ترامب القدس عاصمة لإسرائيل قالت جبريل إن “الشعب الفلسطيني لديه تجارب عديدة وتحديدا الأحداث الأخيرة في القدس حين حاول الكيان الصهيوني ان يضع بوابات الكترونية وكاميرات وهب الشعب المقدسي  والشعب الفلسطيني بشكل عام لإجبار إسرائيل للتراجع عن خطوتها”. وتابعت “المنتظر تحرّك فلسطيني ولكن هذا التحرّكك بحاجة لدعم ومساعدة ومساندة منقبل  كل أشقائه العرب ومن هذا المجتمع الدولي الّذي على الأقل إستنكر مثل هذه الخطوات التي تقوم بها إسرائيل لإجبار أهل القدس والشعب الفلسطيني للهجرة من أرضه “. مضيفة “نكبة عام 48 لا تزال ماثلة أمام أعين جميع الشعب الفلسطيني المتمسّك بأرضه ومقدساته وبثوابته التي أقرتها كل المجالس الوطنية المتعاقبة والتي أكّدت على إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس على حدود السابع من حزيران وكما التأكيد على إيجاد حلّ عادل لللاجئين الفلسيطينيين وفقا للقرار 194”.

كما رأت أنه  في الختام أنه “حتى لو لم يطرح هذا الموضوع اليوم من قبل ترامب، يبدو أن هذه القضية راسخة لدى الولايات المتحدة لأنها تعتبر أن إسرئيل وأمنها هو الخط الأحمر الذي لا يمكن تجاوزه”. وتابعت “ولكن الشعب الفلسطيني بشهدائه الذين إرتقوا لأجل الحرية والعدالة وإقامة  الدولة، كما الأسرى الأبطال الذين يقبعون خلف سجون العدوّ الصهيوني والثوابت التي يتمسك بها الشعب والقيادة الفلسطينية الحكيمة والثابتة على الثوابت لا بدّ وبالضرورة سوف نسقط هذه المؤامرة وسنستمر في النضال من أجل إحقاق حقوقنا المشروعة بدحر الإحتلال وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة عاصمتها القدس”.

إقرأ ايضًا: مسيحيون ومسلمون معاً من أجل القدس

الجدير ذكره، أنه في العام 1995، أقرّ الكونغرس الاميركي قانونا ينص على “وجوب الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة اسرائيل”، ويطالب بنقل السفارة اليها. وجاء في القرار “منذ العام 1950، كانت مدينة القدس عاصمة دولة اسرائيل”. ومع ان القرار ملزم، غير انه يتضمن بندا يسمح للرؤساء بتأجيل نقل السفارة لـ6 اشهر لحماية “مصالح الامن القومي”.  ومنذ ذلك الحين، وقّع الرؤساء الاميركيون المتعاقبون أمرا بتأجيل السفارة مرتين سنويا. وفي 1 حزيران الماضي، قرر ترامب عدم التحرك فورا حيال نقل السفارة، خلافا لما وعد به خلال حملة الانتخابات الرئاسية.

السابق
صيدا… بانتظار «حلم السعودي»
التالي
رجال دين مسلمون ومسيحيون لـ«جنوبية»: سبيتي ارتكب خطيئة…والعفو عند المقدرة