وزارة الشباب بدون سياسات شبابية

الحشيشة
سألت في مكتب المدير العام لوزارة الشباب والرياضة، عن الشخص المناسب لإعطائي معلومات حول ما تقوم به الوزارة من نشاط وقائي ضد المخدرات، فرمقتني الموظفة بطرف عينها وأجابت: اذهب إلى الطابق الخامس واسأل عن فاديا حلال. طرقت بابها فأشارت لي بالدخول، كانت تتكلم على هاتف الوزارة الثابت.

انتظرتها 12 دقيقة استمعت إلى تفاصيل مكان سكنها واختيارها للألوان التي تنوي استخدامها في طلاء المنزل، وعرفت أن صالونها سيكون مطلياً باللون الأصفر، وأن عليها أن تصحح شقين في الصالون المذكور وأنها ليست بوارد تغيير أثاث المنزل.
بعد إنهاء المكالمة اعتذرت وسألت عن سبب قدومي وحوّلتني إلى موظف آخر يدعى جوزف سعد الله، الذي نفى أن يكون للوزارة أي دور في الوقاية أو التوعية للوقاية من المخدرات، وعندما أخبرته أن الوزارة نظمت نشاطاً حول الموضوع منذ فترة، صمت لحظات وقال: نعم منذ أكثر من عام نظمت احتفالاً حضره عدد من الضباط والمحامين وكان ناجحاً. وبعد ذلك لم نقم بأي شيء.

اقرأ أيضاً: شباب الضاحية الجنوبية: ضحايا المخدّرات!

وزارة الزراعة والزراعات البديلة
استغربت موظفة وزارة الزراعة العاملة في مكتب المدير العام للوزارة سؤالي عن المعني بالزراعات البديلة، وأجابت: وزارتنا غير معنية، بهذا الموضوع. سألتها كيف ذلك؟ هل اتصل بوزارة الصناعة؟ تحدثت إلى أحد موظفي الوزارة الذي أشار إلى العودة للطابق الثاني والسؤال عن محمد أبو زيد الذي يمكن أن يفيدني بالموضوع.

مجلة شؤون جنوبية 165
هبطت إلى الطابق الثاني، كانت كل المكاتب مفتوحة ومبردة لكنها خالية من الموظفين. بقيت أتجول فيها نحو ست دقائق علّني أجد من يدلني على الموظف المذكور. بعدها دخل الطابق شاب يرتدي بذلة سوداء، سألته عن الموظف أبو زيد، أجاب أنه المعني.

اقرأ أيضاً: المدمنون ضحايا التقصير في تطبيق قانون المخدرات

أدخلني إلى مكتبه الواسع، عرفته بنفسي والهدف من زيارتي وهو الاطلاع على سياسة الوزارة تجاه الزراعات البديلة، أجابني بهدوء: لا شيء يعطي مردوداً أفضل من زراعة حشيشة الكيف؟ فأجاني جوابه، سألته: يعني لا ضرورة لزراعة بديلة؟ أجاب: منذ أكثر من عشرة أعوام جربوا زراعة الزعفران ولم تنجح التجربة لأسباب عديدة. والآن معالي الوزير وليد جنبلاط يطرح مسألة تشريع زراعة الحشيشة. جوابه دفعني للرد: برأيك هل يقبل زعماء البلد بموقف جنبلاط؟ ما يجنونه حالياً من الزراعة وتغطية التجارة بشكل مردوداً خاصاً بهم أكثر بكثير من أي مردود إذا شُرعت زراعة الحشيشة. حدّق بي، وسألني من أين حضرتك؟ اجبته من مدينة صيدا سألني: كيف وضع مخيم عين الحلوة اليوم؟

(هذه المادة نشرت في مجلة “شؤون جنوبية” العدد 165 خريف 2017)

السابق
النأي بالنفس: ماذا يسابق حزب الله والحريري؟
التالي
شجرة الميلاد في جبيل للعام 2017 «تحيّة جمالية إلى كل العالم!»