بعد اغتيال علي عبد الله صالح: مجلس التعاون الخليجي ينعقد لبحث اليمن وقطر

هكذا فرضت التطورات اليمنية نفسها على القمة لـ 38 لمجلس التعاون الخليجي

تأتي القمة الـ 38 لمجلس التعاون الخليجي اليوم (الثلاثاء) في الكويت، على وقع نار صنعاء التي زادت إشتعالا أمس فور باغتيال جماعة الحوثيين  المدعومين من إيران الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح  وذلك أثناء توجهه إلى مسقط رأسه في سنحان جنوب صنعاء.

وقد عقد وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي امس اجتماعا تحضيرياً وترأس الوفد السعودي وزير الخارجية عادل الجبير.

إقرأ ايضًا: اليمن الى اين بعد مصرع علي عبدالله صالح؟

وفي هذا السياق، وتحت عنوان “اليمن الغائب الحاضر في القمّة الخليجية” كتبت راغدة درغام في “الجمهورية ” أن القمة الخليجية لن تستطيع أن تتجاهل الأزمة اليمنية بعد إغتيال صالح، نظرا لتداعياته فيما يتعلّق بإنتهاء حرب اليمن وخروج إيران وأذرعها من اليمن كما إعتقدت دول الخليج خصوصا السعودية بعدما إنقلب صالح على الحوثيين الذين إنتقموا فورا. ما ينذر بحرب أهلية طاحنة طويلت الأمد وهو ما سيؤدي بدوره إلى تأجيج الصراع بين السعودية وإيران.

ورأت أن صالح كان مؤخرا أداةً إستخدمتها السعودية بهدف حشر إيران في الزاوية باليمن ووضع حد للتمدد الإيراني خصوصا في الخليج، وذلك بفعل الصفقة التي دعمت من قبل السعودية والإمارات، بشكل يتضمن تقليل الحصار وتعزيز فرَص إنهاءِ الحرب اليمنية. إلا أنه وبعد إغتيال صالح سيعود الوضع إلى المربع الأوّل من حيث التشدّد،  على أنه قد يتمّ التوافق إمّا على وضع خلفا لصالح والسّير نحو حسم عسكري، إما الرجوع إلى طاولة صياغة الخيارات.

كما أشارت درغام ان أزمة اليمن لم تكن موضوع على طاولة القمّة الخليجية بشكل أساسي حيث قرر إنعقادها  على عجَلة لتجمع للمرة الأولى مجددا قطر  بالمملكة والإمارات والكويت والبحرين وعمان.  كما أن ضخامة الأزمة اليمنية ربما تجعل الخلاف مع قطر مشكلة صغيرة. فيما كان الهدف من القمة بالغ الأهمية، لجهة منع  مجلس التعاون الخليجي من التفكّك والاتفاقُ على هدنة بشكل تدريجي مع قطر.

ولفتت إلى أن القيمة لإنعقاد القمة بأنها  تلتئم بحضور الملك سلمان بن عبد العزيز، خصوصا أنه هو من وراء انعقاد القمّة في الكويت وبمشاركةٍ قطر على مستوى أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني. إلا أن المصالحة بشكل تام لم تنضج بعد، إنّما المقصود هو إعطاء مزيد من الوقت لمراقبة إلتزام قطر بالوعود التي قطعتها.

كما نقلت  عن أحد المصادر المطّلعة على المواقف الأميركية قال إنّ إدارة ترامب أبلغَت دول الخليج أنّ إنهاء الخلاف مع قطر هو من الأولويات الإقليمية تتطلّب طيَّ صفحةِ، كي لا يؤثّر على استراتيجيّات الأولويات.

وقالت درغام أن “السياسة الأميركية المتعلّقة بإيران تريد من قطر تعديل مواقفَها كي تكون ضمن الإطار العام لمجلس التعاون الخليجي. بعدم تبني سياسةُ تضرّ وتسيئ للمجرى الخليجي العام.

وخلصت بالتأكيد على أن  أزمة قطر مع الخليج كانت العنوان العريض للقمة قبل إلتئامها. إلا أن التطورات اليمنية أقحَمت نفسَها على القمّة خصوصا ان فصل الحوثيون عن صالح كان جزءا اساسيا من استراتيجية خلطِ الأوراق لوضع حدّ للنفوذ الإيراني من خلال هزيمة الحوثيّين. إلا انهم عرقلوا الصفقة بإغتيال صالح ما سينعكس  إلى تصعيد «التحالف العربي» وجوده ونشاطه في حرب اليمن بشكل كبير ما سيؤدّي كذلك إلى مضاعفة إيران لنشاطها ووجودها في اليمن.

ونشكل صنعاء الأزمة الصراع الحقيقي لأن دحر الحوثيين منها يشكل خسارةَ كبيرة. وبالتالي هذا يعني أنّ اليمن قادمة على أيام أكثر تعاسة من الحصار والجوع والحرب الأهلية الدموية.

إقرأ ايضًا: الصراع العربي الايراني لا يستثني العراق ويقلب التحالفات في اليمن

وقالت  “الشرق الأوسط”: أن  قمة لـ 38 لمجلس التعاون الخليجي هي من أهم القمم في تاريخ القمم الخليجية لأنها تعقد  بأكثر المراحل تعقيدا وحرجا، لجهة الخلافات العميقة بين أعضائه. أهمها الخلاف الحالي مع قطر الذي يهدد بتصدع المجلس. إضافة إلى ذلك العمل على التوصل لصيغة رؤية مشتركة للتعامل مع التحديات الإقليمية، سيّما مواجهة إيران والتطورات اليمنية.

وبحسب الجدول الغير الرسمي للاجتماعات، من المفترض أن يكونوا دول مجلس التعاون ظهر اليوم في الكويت، إذ سيتم إفتتاع أعمال القمة عند الساعة 5:30 بتوقيت الكويت.

وقد إجتمع وزيرا خارجية الكويت وقطر، في إجتماع التحضيري أمس في قصر بيان، بوزير الخارجية السعودي عادل الجبير، وعدد من ممثلي دول خليجية أخرى. وكان للشيخ صباح خالد الحمد الصباح وزير الخارجية الكويتي، كلمة  له أمام وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي أمس خلال هذا الغجتمع التحضيريقال فيه إن “مجلس التعاون مجلس يلتقي فيه إرادة الأعضاء بهدف بناء توطيد العلاقات خليجية وتوحيدها والمحافظة على استقلالها”.

مشددا على ضرورة مسيرة التعاون لأنه الوسيلة  تجمع الدول الخليجية لمناقشة قضايا الغد، واصفاً إياه بـ”حضن المستقبل الواعد”. بدوره صرّح وزير الخارجية الكويتي إن القادة الخليجيين تحدثوا “عن أهمية هذا اللقاء، أنّه لمواجهة التحديات التي تهدد أمننا واستقرارنا.

 

السابق
بعد جدل قانوني وسياسي: اقرار حظر سفر مواطنيّ 6 دول اسلامية الى أميركا
التالي
عون: موقف لبنان كان مواجهة لما حصل مع الحريري