ملاحظات عند التقدم لدراسة الماجستير والدكتوراه في الجامعات الأمريكية والكندية

تعليم كندا

تختلف شروط القبول لدراسة الماجستير والدكتوراه في الجامعات الأميركية والكندية مع اختلاف أولوية برامج الأبحاث وحاجات سوق العمل في المدن والمقاطعات والولايات المختلفة. لكنها في معظم الحالات تتوقع من المتقدم للدراسة فيها أن يقوم بتنظيم أطروحة أولية مختصرة لبرنامجه البحثي. هذا يعني أنه يتوجب على المتقدم للدراسات العليا، وبخاصة طالب الدكتوراه، أن يكون لديه تصور أولي للبرنامج البحثي الذي يود الشروع به. وعندما نطلب منه أو منها – أي الطالب الذي نعمل معه – أن يتم تحديد الأطر المطلوبة للدراسة المستقبلية، وأيضا للبرنامج البحثي، لا نتفاجأ أبدا بعدم قدرته على فعل ذلك بسهولة.

اقرأ أيضاً: مؤسسة «جذور» الفلسطينية: الإسرائيليون يحاولون سرقة جذورنا وتراثنا

هذا يرجع إلى عدة عوامل، أهمها:
1. أغلب الجامعات في الدول العربية لا تحضر خريجيها ليكونوا باحثين جديين، وعلى مستوى أكاديمي عالي.

2. العديد من الخريجين يأتون من خلفيات ثقافية ومعرفية يغلب عليها الطابع الإرتجالي الغارق في الموروث الشعبي والديني، والأنا الشخصية المتضخمة (أنا أعرف؛ أنا باحث؛ أنا دكتور؛ أنا مهندس؛ أنا كذا وكذا).

3. غياب تدريس آليات التحليل المنطقي والهادىء للأمور قبل الشروع بمحاولة إيجاد الحلول وأيضا غياب العمل المنهجي الملتزم والمنظم لدى أغلب المدارس والمعاهد والجامعات في الدول العربية.

4. جهل كبير وتوهم حول شروط الإنتساب والدراسة في الجامعات الغربية بشكل العام والأميركية والكندية بشكل خاص وبأن الموضوع سهل جدا ويكفي تعبئة بعض الإستمارات وتقدمة البيانات المطلوبة.

5. جهل واضح في الآليات المتبعة في الجامعات الأميركية والكندية لدراسة طلبات القبول على مستوى الدراسات العليا، ولبعض الحيثيات الدقيقة لتلك الآليات التي يتوجب على الطالب التنبه لها والإحتياط منها.

6. غياب القدرات العلمية العالية والمهارات التطبيقية والمهنية لدى الطالب العربي مقارنة مع أقرانه من الدول الأخرى، خاصة أولئك القادمين من الهند والصين، الذين ينافسون الطالب العربي على المقاعد القليلة المتاحة سنويا للطلبة الأجانب.
المطلوب من كل من يود الدراسة على مستوى الماجستير والدكتوراه في أميركا وكندا أن يحدد أولا هدفه الرئيسي من دراسته المرتقبة وبأن يأخذ وقته في تحديد، على الأقل، ثلاثة إلى خمس جامعات يود التقدم للدراسة فيها، وبأن يعمل على فهم البرامج الدراسية (الأكاديمية) والبحثية (التطبيقية والنظرية) لكل من تلك الجامعات. ومن المهم أيضا فهم البرامج البحثية للأسائذة في تلك الجامعات، والتعمق قدر الإمكان في أبحاثهم وكتاباتهم – وحتى هواياتهم الشخصية (أغلب الأساتذة يعلنون عن هكذا أمور في سيرهم الشخصية) – وقراءتها جيدا والتمعن بها حتى يصار إلى تحديد، على الأقل، ثلاثة أساتذة من كل جامعة قد يود الطالب العمل معهم لو سمحت ظروفه بذلك.

كل ما تقدم، وأمور أخرى، حتما تساهم في زيادة حظوظك في النجاح (نعم، الحظ يلعب أيضا دور في القبولات الجامعية) وتحقيق مبتغاك في تأمين مقعد لك في برامج الماجستير أو الدكتوراه في أهم جامعات أميركا وكندا.

  • غادة شعيب: أخصائية في القبولات الجامعية – كندا
السابق
الحوثيون أنزلوه من سيارته واغتالوه.. هكذا قتل صالح!
التالي
هل تفتح عودة أهالي الطفيل الأبواب لحل ملف النازحين؟