«سرايا المقاومة».. هل تكون الثمن الذي يدفعه حزب الله؟

بعد عقدين من الزمن على تأسيسها هل يفرط حزب الله عقد "سراياه" ليرضي طرفا داخليا ضمن تسوية سياسية جديدة؟

تسري اشاعات حول سعيّ جهة سياسية لبنانية لجعل حزب الله يحلّ “سرايا المقاومة” لترسيخ التسوية بينه وبين الرئيس سعد الحريري، نتيجة ضغط دوليّ على حزب الله لضرورة حلّ الميليشيا المسلّحة. فهل يرضخ حزب الله نتيجة هذه التسوية، ويّسلم ورقة قوته الداخلية؟.

إقرأ أيضا: سرايا المقاومة «ميلشيا حزب الله السنيّة» ترسّخ وجودها

علما ان حزب الله يعتبر الإقدام على هذه الخطوة مستحيلاً، خاصة أن السرايا التي أسسها الحزب عام 1997، هي جزء أساسي من منظومة حزب الله، ولا يمكن التخلّي عنها ببساطة، بحسب موقع “المدن”.

بداية، كان حزب الله يرغب في ضمّ عناصر من غيرالشيعة إلى صفوف المقاومة لقتال إسرائيل. ونظرا لتركيبة الحزب التي لا تسمح لغير الشيعة بالانتماء اليه، اخترع الحزب سرايا المقاومة كرديف لمقاومته “الاسلامية”.

ولإستيعاب الآلاف من الشباب كانت قد أُنشئت معسكرات تدريب عسكرية وأمنية، فجرى اشراكهم في عمليات للمقاومة، كما لعبت السرايا دورا مساندا في حرب تموز 2006. كما ساهمت في المواجهة ضد التكفيريين في البقاع.

وبعد تحرير الجنوب عام 2000، بدأت الأسئلة حول مصير السرايا، فالقتال ضد اسرائيل انتهى، لكن حجة تحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا أبقيتا على “السريا”.

علما ان السرايا تضم ما يربو على 30 ألف عنصر متفرّغ، إضافة إلى آخرين متعاقدين موجودين على مختلف الأراضي اللبنانية. وأكثر من يخاف من السرايا ودورها هم ابناء المناطق السنية المنتميّة الى التيار الازرق، نظرا لانتشارها في الوسط السني، بحسب “الاخبار”.

ورغم ان عناصرالسرايا منضوون تحت عنوان “قتال اسرائيل”، الا انهم احيانا يعملون ما يخالف القانون بحسب مصادر مخالفة لهم. فهم ينتشرون في الشوارع دون حساب او رقيب. وكان تيار المستقبل في أكثر من جلسة حوارية بين الطرفين طرح على حزب الله حلّ هذه السرايا. ورغم كل الانتقادات لن يتخلى حزب الله عن السرايا نظرا لاحتياجه إليها داخليا، خاصة ان له احتاج لهذه السرايا في تجربتين داخليتين هما: خلال احداث 7 أيارعام 2008، وفي معارك عبرا عام 2013.

وان كانت السرايا قد شاركت بأكثر من 400 عملية ضد إسرائيل، فانها تقوم بعمليات لوجستية منها نقل الأسلحة والعتاد.

ولأجل جهودها يخصص حزب الله للسرايا موازنة مرتفعة، تذهب الى المنتسبين والمتعاقدين، الذين يقومون بعمليات رصد وجمع معلومات وحراسة لصالح الحزب.

واللافت في مسألة السرايا انه تم مؤخرا عقد إجتماع لعناصرها مع السيد حسن نصرالله، بالتزامن مع تقديم الرئيس سعد الحريري استقالته من الحكومة في الرابع من الجاري2017 التي هاجم فيها إيران وحزب الله.

وكان تصريح الرئيس الحريري لمجلة “باري ماتش” الفرنسية حول حزب الله، دفع المستقبليون للاستهجان خاصة فيما يخصّ سرايا المقاومة، فقالوا أنّ “الأسماء التي سجلتها المحكمة الدولية بقضية والده، وأحداث 7 أيار2008 شاهدان على ذلك، والتاريخ كفيل بسرد غيرها من الأحداث على استعمال سلاح حزب الله في الداخل، اسألوا الحريري الابن عن سرايا المقاومة”. كما نقل موقع “ليبانون ديبايت”.

في حين، رأى النائب عن كتلة حزب الله في المجلس النيابي علي فيّاض، في حديث لـ”الجزيرة.نت” حول السرايا، فقال أن “السرايا هي الرافعة لمشروع تشكيل مجتمع مقاوم، وبناء كتلة تاريخية تضم بين جنباتها تيارات وتنويعات سياسية وفكرية مختلفة تنضوي جميعها في إطار مواجهة تاريخية مع العدو، ويبدو ذلك ضرورة لا مناص منها، في إطار رسم إستراتيجية مستقبلية لمواجهة شاملة وجذرية مع العدو تتجاوز الحسابات الموضعية الحاكمة لهذه الساحة أو تلك من ساحات المواجهة”.

إقرأ ايضا: حزب الله يحلّ سرايا المقاومة!

فهل ستكون السرايا هي التضحية التي يقدّمها حزب الله على مائدة التسوية بينه وبين الرئيس الحريري، تمهيدا لتجنيب لبنان خضة سياسية تريدها السعودية وواشنطن؟.

السابق
عون والحريري يرسمان الصورة النهائية للتسوية الجديدة
التالي
مراسل الميادين «علي مرتضى» في السجن