موقف الحريري الجديد من سلاح حزب الله يربك أنصاره والحلفاء

سعد الحريري حزب الله
يبدو أن ملامح التسوية السياسية بدأت تنضج، وذلك بالعودة إلى المربع الأول وهو المساكنة والتعايش مع "حزب الله" تحت وصاية السلاح بضمانات لا تزال حتى الساعة مجهولة.

بطريقة مباشرة أعطى الرئيسان عون والحريري أمس شرعية لسلاح الحزب ودوره في لبنان، وإن كان موقف عون غير مفاجئ. إلا أن تصريح الحريري أمس في “الباري ماتش” الفرنسية، والذي قال فيه إن “حزب الله لا يستخدم سلاحه على الأراضي اللبنانية”، كان له صدى مدويا في الداخل اللبناني، سيّما انه اتى بعد الإستقالة الملتبسة في الرياض والتي حمّل الحريري مسؤوليتها للحزب بسبب هيمنة سلاحه على البلد وتدخلاته الاقليمية.

فقد أجاب الحريري على سؤال للمجلة الفرنسية قائلا “علينا ان نميز في لبنان، لحزب الله دور سياسي، وهو لا يستخدم سلاحه على الأراضي اللبنانية، وإن مصلحة لبنان هي بضمان عدم استخدام هذه الأسلحة في أماكن أخرى، لافتا الى ان هذه هي المشكلة”. مشيرا إلى أن إستقالته كانت بقصد خلق صدمة إيجابية في لبنان، موضحا أنه أفهم العالم “أن لبنان لم يعد قادرا على تحمل تدخلات “حزب الله” في شؤون دول الخليج حيث يعيش 300 ألف لبناني”.

اقرأ أيضاً: ناشطون وسياسيون يهاجمون الحريري بسبب مهادنته لسلاح حزب الله

لكن الوقت لم يطل قبل ان يغرّد الحريري مساءً، موضحا أن ما قاله في “باري ماتش” واضح وضوح الشمس “نحن الآن عندنا ربط نزاع مع حزب الله مثل ما هم عندهم ربط نزاع معنا”.

من جهة ثانية أكد الرئيس عون أن الرئيس الحريري باق في منصبه، وقال في تصريح نقلته صحيفة “لا ستامبا” الإيطالية أن حل الأزمة السياسية في البلاد سيكون خلال أيام. كما أعلن عون موقفاً لافتاً في تصريحه هذا، لجهة ربطه وجود حزب الله في سوريا والعراق بانتهاء محاربة تنظيم «داعش» الإرهابي.

كلام الحريري أثار لغطا كبيرا، وخلّف ارباكا في صفوف محازبيه ومناصريه، وفيما رأى بعضهم في هذا الموقف المستجد إتجاها إيجابيا من شأنه تحييد لبنان عن الصراعات الخارجية وتدعيم الإستقرار فيه، رأى البعض الآخر من جهة ثانية ان هذه المواقف تعكس سياسة “إنبطاح” وتنازل كبير للحزب، حيث إنهالت على الحريري إعتراضات وإنتقادات كبيرة ذكرته بيوم بالسابع من أيار 2008 الذي احتل فيه حزب الله بيروت واقتحم ممكاتب تيار المستقبل ومراكزه الاعلامية.

وبين كلام عون وكلام الحريري هل ستعود الحكومة إلى المرحلة الأولى وهي المساكنة مع حزب الله؟ وماذا سيعطي الحزب ضمانة للحريري مقابل هذه المواقف؟ وهل هذا يعني خروج مقاتليه من سوريا واليمن؟

وفي هذا السياق كان لـ “جنوبية” حديث مع منسق الأمانة العامة لقوى “14 آذار” فارس سعيد الذي شكك بقدرة الدولة اللبنانية وهي العاجزة برأيه عن حلّ أزمة ملف النفايات وخلق فرص عمل، وتحديد السياسة اللبنانية قادرة على ضمان نشاط “حزب الله” في اليمن وسوريا، “فهل الدولة قادرة على إقناع العالم أن الحزب ضمانتها؟”، واضاف “لا نعلم بإسم من تحدث الرئيس العون بإسم جمهورية الجيش اللبناني أو جمهورية “حزب الله””.

وفيما يتعلقّ ببيان النأي بالنفس الذي تمّ التحدث عنه رأى سعيد أنه “ليس بأمر جدي، مشيرا إلى أنه “غير مقتنع بأن الدولة اللبنانية العاجزة تسطيع ضمان نشاط حزب الله الخارجي”.

وفي سؤالنا حول الدور الذي لعبته السعودية خلال مرحلة الإستقالة والذي كان من شأنه إظهار الحريري بموقف اكثر ضعفا رفض سعيد التعليق مشيرا إلى الأهم بالنسبة له التطلع نحو المستقبل ومصير هذه التسوية في ظل الإبقاء على سلاح حزب الله الغير الشرعي”.

وتابع “هذه المعادلة غير صحيحة وعاجزة وراضخة للحزب”. وفي الختام لفت أن “ضمانة الدولة بالنأي بالنفس أمرا غير جدّي، وفي حال كان هناك قرارا إقليميا لموضوع إنسحاب حزب الله من سوريا واليمن فلا فضل للجمهورية اللبنانية بذلك”.

من جهة ثانية صرّح عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل النائب السابق مصطفى علوش، لـ “جنوبية” أن “مشكلة “حزب الله” ليست مشكلة لبنانية هي مشكلة موجودة على الأراضي اللبنانية لكنّ حلّها هو حلّ دوليّ”. وأضاف “مهما حاولنا أن نضفي شرعية لهذا الحزب كلّ هذا الكلام يبقى كلاما محليا لا يغير شيئا، وفي حال كان هناك قرار دولي بتسوية وضع الميليشات التابعة لإيران في المنطقة فلا كلام الرئيس الحريري ولا الرئيس عون سيقدم أو يؤخر بهذا الموضوع”.

اقرأ أيضاً: عون والحريري يرسمان الصورة النهائية للتسوية الجديدة

وأشار “إذا كان هناك محاولة من قبل الحريري وعون للتهدئة الداخلية إلى حين يتخذ قرار دولي بهذا الشأن، فهذا إجتهاد من كلا الرئيسين لتأمين إستقرار البلد”.

وعن إعطاء الحزب ضمانة للحريري أكّد علوش أنه “لا يمتلك معطيات عن هذا الأمر، وفيما يتعلّق بتراجع الدور السعودي في لبنان بعد عودة الحريري وتريثه عن الإستقالة أكّد أيضًا أنه ليس لديه فكرة، مشيرا إلى أن تكبير الحجر دون أن يكون هناك خيارات أخرى يوقعنا بالحيرة، فقد كان هناك تكبير حجر من قبل العديد من الأطراف ومن ضمنهم السعودية في هذا الوقت دون أن يكون هناك أفق، لذلك ربما تمّ لاحقا تخفيف اللهجة”.

وعن علاقة الحريري بالسعودية قال علوش إنه بحسب قول الحريري العلاقة ممتازة مع المملكة”.

السابق
ناشطون وسياسيون يهاجمون الحريري بسبب مهادنته لسلاح حزب الله
التالي
شبيهة خطيبة الأمير هاري… فرنسية الجنسية