بماذا سيتنازل نصر الله للحريري؟

جماعة ولاية الفقيه الحاكمة في طهران تعتقد بخلفية دينية مذهبية ودستورية، بوجوب تصدير ثورتها إلى دول العالم وتحديدا إلى دول العالم العربي. وقد باشرت التصدير بواسطة ميليشيات شيعية من العرب دربتها وزودتها بالسلاح والمال، لتفكيك بنية كل دولة من دول العالم العربي للسيطرة على قرارها السياسي والأمني. وهي تعمل على تشكيل حكومات فيها موالية لجماعة ولاية الفقيه الحاكمة في طهران. وبالتالي تسعى لوضع يدها على ثروات الشعوب العربية وأسواقها الإستهلاكية ولتحديد مسار ثقافي ديني مذهبي جديد لها يساهم مساهمة عظيمة في تدجين شعوب المنطقة واحتوائها لتكون تحت السيطرة بسهولة وتسخيرها في خدمة الشهوة التوسعية في العالم العربي. القرار السياسي للميليشيات الشيعية العربية المسلحة في اليمن والعراق وسوريا والبحرين والكويت ولبنان (حزب الله) بيد جماعة ولاية الفقية المركزية في طهران، ولن تسمح الجماعة المركزية لحزب الله بالتنازل عن سلاحه في لبنان مجانا ليكون تحت وصاية الدولة اللبنانية وولاية مؤسساتها السياسية والقضائية والعسكرية والأمنية وإقامة دولة حقيقية في لبنان من دون أن يكون لإيران حصة الأسد في كافة مؤسسات الدولة اللبنانية السياسية والقضائية والأمنية والعسكرية والإدارية. وأن يدور لبنان في فلك سياسة ايران الخارجية ليواجه خصوم إيران كأميركا والسعودية ودول الخليج، وأوروبا، وجامعة الدول العربية، ومنظمة مؤتمر العالم الإسلامي ومجلس الأمن الدولي.

لذا لا أعتقد بأن إيران يمكن أن تتنازل عن سلاح حزب الله لصالح الدولة اللبنانية والشعب اللبناني، من دون مؤتمر طائف أو دوحة جديد يمنح حزب الله دستوريا الهيمنة على الدولة اللبنانية .

*الشيخ حسن مشيمش لاجئ سياسي لبناني في فرنسا.

السابق
«تسلا» تكشف عن أسرع سيارة في العالم: فما هي مواصفاتها؟!
التالي
حزب الله معضلة وجودية للبنان