«جنيف 8»… بعد عشرات الجولات التفاوضية

هل سيتفق السوريون في "جنيف8" كما هو متأمل؟ ام ان الجولات التفاوضية قد تتعدى العشرات في ظل التغيير في التمثيل المعارض باستمرار؟

للمرة الاولى تتوّحد المعارضة السورية الى جنيف، في ظل نجاح تجربة مناطق “خفض التوتر” داخل سورية. ويعود قطار التفاوض الى جنيف من جديد، بعد توقف دام 5 شهور، ليشهد على مشاركة المعارضة السورية ضمن وفد واحد.

إقرأ ايضا: ديميستورا: ذاهبون إلى إعلان نهائي في آستانة

هذه الجولة هي الثامنة، بعد آخر جولة عقدت في تموز الفائت، والتي لم تسفر عن أيّ تقدم في الملفات، وهي أربعة: الحكم الانتقالي، والدستور، والانتخابات، ومكافحة الإرهاب.

الجولة الثامنة هذه، تحمل 3 نقاط اضافية بعد قمة “سوتشي” التي عقدت بين كل من تركيا وروسيا وإيران، والتي وصفت بأنها هامة جدا للحل السياسي المستقبلي في سورية.

فـ”جنيف8″، وحدت المعارضة، بعد مؤتمر الرياض الموسع الثاني للمعارضة السورية، التي ضمت هيئتها 50 عضواً، من كل من الائتلاف السوري المعارض، والفصائل العسكرية، والمستقلين، وهيئة التنسيق الوطنية، ومنصتي القاهرة وموسكو.

كما انتخبت نصر الحريري كرئيس للهيئة العليا للمفاوضات، خلفًا لرياض حجاب، الذي استقال فجأة، وتتألف لجنة التفاوض من 36 عضوًا. وتضم اللجنة 8 أعضاء عن الائتلاف الوطني للثورة والمعارضة، و5 أعضاء للتنسيقيات المحلية، و4 أعضاء لمنصة القاهرة، و4 لمنصة موسكو، و7 للفصائل العسكرية، إضافة إلى 8 أعضاء للمستقلين.

ولا يزال مطلب المعارضة هو نفسه أي “خروج بشار الأسد ونظامه من الحكم”، مع تحفّظ منصة موسكو على هذا الطلب.

وكان قرار خفض التوتر قد اتخذ في اجتماعات “أستانة 4”. اما مناطق خفض التوتر، ووقف إطلاق النار، فيشمل4 مناطق، هي: محافظة إدلب، وأجزاء من محافظة حلب، وأجزاء من ريف اللاذقية وحماة، وريف حمص الشمالي، وريف دمشق، ودرعا.

اما في “آستانة 6” فقد تم الاتفاق على إنشاء منطقة آمنة في إدلب باشراف تركي. اما التأكيد على الحل السياسي ووحدة سورية، فكانوا من نتائج قمة “سوتشي”- التي جمعت كل من تركيا وإيران وروسيا،- الدول المؤثرة في اطراف الصراع السوري.

وكان شهد العام الحالي جولات عديدة من المحادثات في جنيف، وجرى الاتفاق في جنيف4، على 4 ملفات لمناقشتها كجدول أعمال في المحادثات، وهي: الحكم الانتقالي، والدستور، والانتخابات، ومكافحة الإرهاب.

وبدأ التأسيس لمسار جنيف، عام 2012، باجتماع أولي شاركت فيه الدول المعنيّة بالأزمة. كما نص قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، عام 2015، على تأسيس هيئة حكم انتقالي بعد محادثات بين النظام والمعارضة، خلال 6 أشهر، وتقوم بصياغة دستور جديد خلال عام، ثم تجرى الانتخابات.

لكن في ظل تباين مواقف الدول الداعمة للنظام وواشنطن، تصرّ المعارضة على التطبيق الكامل للقرار الدولي عبر تشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات.

مع الاشارة الى ان محادثات “جنيف1″ عقدت عام 2012، و”جنيف2″ عام 2014، و”جنيف3” 2016، ثم توقفت مع محاصرة حلب، وعادت الجولات التي لم تقدم أيّ جديد. ومع نهاية العام 2016، وقع اتفاق هدنة بضمانة تركية- روسية، وهو ما اتفقت عليه أطراف المعارضة، بحسب “عربي 21”.

وكانت المعارضة السورية قد اعلنت أنها تبلغت بشكل رسمي من الأمم المتحدة أن وفد نظام بشار الأسد سيصل صباح غد الأربعاء إلى جنيف. حيث ستنطلق اليوم الجولة الثامنة من مباحثات جنيف بغياب وفد النظام السوري عن اليوم الأول.

وكان ستيفان ديميستورا، قد أعلن أمام مجلس الأمن أن النظام وجه رسالة إلى المنظمة الدولية، يبلغها أن وفده لن يحضر إلى جنيف للمشاركة في جولة جديدة من المفاوضات السياسية حول سوريا في اليوم الاول من الجولة.

في حين رأى نصر الحريري، إن الوفد سيجتمع في أول لقاء رسمي مع المبعوث الأممي ستيفان ديميستورا، لبحث الهدف من المفاوضات اي الانتقال السياسي الذي يستند على رحيل الأسد في  المرحلة الانتقالية. كما نقلت “العربية. نت”.

إقرأ ايضا: ماذا تعرف عن «أستانة» مقر المفاوضات السورية المرتقبة؟

وأكد الحريري أن جدول أعمال المعارضة في “جنيف8 “ ستتمحور حول ملفات الانتقال السياسي، والقضايا الإنسانية، والدستور، وإجراء الانتخابات. ولفت الى أن المعارضة رفضت الذهاب إلى “سوتشي1″، لأنه لا يخدم العملية السياسية.

السابق
ريفي: أنتم من سلّمتم لبنان للوصاية الإيرانية
التالي
مشاورات في الزمان الخطأ