إتقوا الله بالعامل اللبناني..

صرخة عامل من الجنوب اللبناني، أقصى الجنوب على الحدود الفلسطينية، يطلقها عبر "جنوبية"، علها تصل الى أذان المسؤولين..

لا أعرف من أين أبدأ، ولكن ما أصبحتُ متيّقنا منه في جمهوريتنا أن ما يهمّ المواطن وما يجعل ذهن المواطن مشوشا، مما يفرض عليه أن يعيش في همّ وقلق دائمين، والشعور الذي ينتابه بأن الذين يفترض بهم أن ينظّموا أمور الناس، ويعالجوا الثغرات التي هي مصدر قلق المواطن، لم يجعلوا المواطن يلمس شيئا عمليّا على أرض الواقع، ولم يطمئن المواطن، بالتالي لأي كلام يصدر عن أي مسؤول في هذه الجمهورية.

إقرأ ايضا: تجربة خاصة: أنا وعيد العمال وقلمي والطغاة

لم يعد المواطن يطالبكم بما لا طاقة لكم به، ليس لأن الإمكانات ليست متوفرة لقيام الدولة بمشاريع، ومن خلال هذه المشاريع تؤّمن فرص عمل لشعبها، بل لأن المواطن أصبح متأكدا أنه لن تقوم الجمهورية بجهدكم، عفوا بسمسرتكم.

لقد أوصلتم المواطن الى حد لم يعد يطالبكم باقامة المشاريع، والنهوض بالبلد. كما أننا لن نطالبكم بأن تشطبوا مصطلح سمسرة من قاموسكم، ولكننا نناشد، بما تبقى عندكم من حسّ إنساني وصحوة ضمير، “أن إحموا اليد العاملة اللبنانية”.

بمعنى، لماذا يسمح للعامل الأجنبي أن يلتزم التعهدات، ويقوم بالمضاربة ضد مصلحة المتعهد اللبناني؟ لماذا أيضا يُسمح للأجنبي ان يكون يعمل كسائق، بينما نجد كثير من اللبنانيين يبحثون عن هذه الوظيفة ويسعون للعمل بها؟..

ويطول الشرح، فهل فعلا أنتم غير قادرين أو عاجزين، حتى عن حماية المقاول، والمهني، والعامل، والسائق، في هذه الجمهورية؟ فإذا كنتم كذلك ماذا تنتظرون منا أن ننتظر منكم؟.

إتقوا الله بالعامل اللبناني، كما تتقون الله بالعامل الأجنبي.

السابق
مشروع إيران في الانتصار على داعش: من الاستحمار إلى الاستعمار
التالي
بعد الاعتقال التعسفي للأيوبي.. توّجه لتقديم شكوى ضد السلطات اللبنانية