بعد مجزرة سيناء.. ما هي الصوفيّة؟

اثارت المجزرة التي ارتكبت في مصر التساؤلات عن المصلين الصوفيين.. فما هي الصوفية؟

تنشط عدة طرق صوفيّة في سيناء في مقدمتها الطريقة الجريرية، فما هي الصوفية؟.

يقول البعض أن كلمة “صوفي” مشتقة من كلمة صوف الذي كان يرتديه الصوفيون الأوائل، وربما لها علاقة بالنقاء، كما أن هناك من يرى أنه ربما تكون لها صلة بالكلمة اليونانية “صوفيا” وتعني الحكمة.

إقرأ أيضا: أحمد حويلي.. نحو الانشاد الصوفي الشيعي

وعلى مدار التاريخ ينظر إلى الصوفي على أنه الشخص المتدين الذي يتطلع لأن يكون قريبا من الله.

ومن أبرز الطرق الصوفية القادرية، والرفاعية، والأحمدية، أو البدوية، والدسوقية، والنقشبندية، والتيجانية، والإدريسية، والسنوسية، والجعفرية، وغيرها.

ويخطئ غير المسلمين باعتبار الصوفية طائفة إسلامية، فهي بمعنى أدق تعتبر تجليا للإسلام، ويمكنك أن تجد الطرق الصوفية لدى السنة والشيعة وغيرهم من الجماعات المسلمة.

وقد وصف بن خلدون في القرن الرابع عشر الصوفية بأنها التفاني في عبادة الله والزهد في الثروة والمظاهر وغيرها من أوجه السعادة، واعتزال الآخرين لعبادة الله.

ويؤكد الصوفية على ضرورة تعلم المعرفة الإسلامية من المعلمين وليس الكتب، ويمكن تتبع أثر معلمي الطرق حتى محمد نبي الإسلام نفسه.

ويعنى الصوفية بالذكر فهم يذكرون أسماء الله ويقرؤون آيات القرآن سواء بشكل فردي أو في مجموعات حلقات الذكر.

ولا تخلو مفرداتهم من كلمات الحب. فشعراء الصوفية كالحلاج والرومي ومن تلاهم تزخر أشعارهم بمفردات الحب والفراق واللوعة وانتظار ملاقاة الحبيب.

ونجد هذا التماهي واضحا لدى الحلاج في القرن الثالث الهجري بقوله “أنا من أهوى ومن أهوى أنا… نحن روحان سكنّا بدنا”. بينما يصف الرومي، بعد ذلك بقرنين، التعبير الصوفي بانه “ليس حروفا وكلمات بل قلب أبيض كالثلج”.

غير أن ذلك لا يعنيّ أن الصوفية مجرد شعر وأحاسيس، بل أن هناك من وضع أسسا فكريا لها كابن عربي حتى قيل إنه في العصور اللاحقة صيغت معالم الرؤية الصوفية بفكر ابن عربي وشعر الرومي.

إقرأ ايضا: طارق شمس يسرد «تاريخ التّصوّف في وسط آسيا»…

وقد لعب الصوفيون دورا في رسم التاريخ والفكر الإسلامي فقد ساهموا كثيرا في الأدب الإسلامي وتجاوزت تأثيرات الرومي وعمر الخيام والغزالي بلاد المسلمين حيث اقتبس الفلاسفة والكتاب ورجال اللاهوت الغربيون كلماتهم.

كما لعبوا أيضا دورا كبيرا في نشر الإسلام في المناطق البعيدة وخاصة في افريقيا والهند والشرق الأقصى.

السابق
رحلة زياد عيتاني إلى تركيا
التالي
تفجير مسجد الروضة: الإرهابي كان بلحية وعباية .. أو بطقم وكرافات!