الأقوياء يقررون مصير السوريين في قمة سوتشي

اردوغان روحاني بوتين
قمّة سوتشي تغيّب دور السوريين في المرحلة الإنتقالية، وتزيد الشرخ في صفوف المعارضة.

عقدت قمة سوتشي قبل يومين بين رؤساء روسيا فلاديمير بوتين، وتركيا رجب طيب أردوغان، وإيران حسن روحاني، تركزت علىإيجاد مساعي وخطوات لحل الأزمة السورية. وقد وضعت هذه القمة ملامح سوريا الجديدة بعد مرور نحو 7 سنوات حرب السورية.
ومع إنتهاء أعمال القمة إتفق الأطراف الثلاث على عدّة خطوات للتوصل إلى تسوية سياسية تنهي الحرب السورية بالقيام بمؤتمر حواري بمشاركة جميع أطكراف النزاع في سوريا.
وفي البيان وجه المجتمعون دعوة للنظام السوري والمعارضة إلى توحيد البلاد؛ عبر الحوار البناء في مؤتمر الحوار السوري، مع التأكيد على السيادة السورية. ومن تمّ اإتفاق إقامة مناطق خفض التصعيد.

اقرأ أيضاً: المعارضة السورية تشك بالنوايا الروسية بعد الدعوة الى مؤتمر سوتشي

إلا أن هذه القمة بيّنت بشكل واضح تحويل سوريا من لاعب إقليمي مهم إلى منطقة لتقاسم النفوذ والمصالح ؛ بعد أن إستطاعت موسكو أن تكسي تأييد وحشد دعم إقليمي لرؤيتها فيما يتعلّق بمستقبل سوريا مع اقتراب نهاية “داعش” بحسب “الجزيرة”.
إلى جانب ذلك أظهرت القمة أنه إضافة للجوانب الإيجابية في سوريا؛ مع التركيز على إيجاد حلول عبر إعادة الإعماروعودة اللاجئين، والوحدة بين المكونات السورية. فإن بوتين حذر من أن “المرحلة القادمة صعبة”، ودفع كل المكونات إلى تقديم تنازلات، مؤكدا سيكون الجميع أمام الموافقة على تسويات و تنازلات.. كذلك النطم السوري”.
كما لاحظت “الجزيرة” تغييب دور السوريين في القمة بتقرير مصيرهم نظاما ومعارضة، إذ تبين بشكل واضح مدى الضغوطات عليها كي يوافقوا على حلول الأطراف التي رحجت كفتهم في النزاع السوري.
كما تطرقت إلى لقاء الذي جمع بين بوتين والأسد في سوتشي قبل إنعقاد القمة وذلك للإتفاق على المواقف. لكن الافت كيفية إستدعاء الرئيس السوري للمرة الثانية على التوالي دون مرافقة ، ما يشير إلى أن بوتين هو الحاكم الفعلي في سوريا.
وفي انتظار التطورات وردود الأفعال على القمة إضافة إلى تعليق الولايات المتحدة؛ من الصعب توقع موعد إقامة “مؤتمر الحوار السوري”. إلا أنه من الواضح أن موسكو بدأت بشكل جدي بمرحلة إيجاد حلول مع قرب نهاية داعش.

سوتشي الروسية

في المقابل، عيّنت المعارضة السورية رئيسا جديدا لوفدها المفاوض، أمس (الجمعة)، وذلك قبيل البدء مفاوضات السلام التي تدعمها الأمم المتحدة مع النظام السوري، الأسبوع المقبل في 28 تشرين الثاني. واللافت أن رئيس الهيئة العليا للمفاوضات خلال المفاوضات السابقة رياض حجاب، استقال بشكل مفاجئ هذا الأسبوع، بالتلميح أن الهيئة العليا واجهت ضغوطات لتقديم تنازلات لصالح الأسد.

وقال رئيس الوفد المعارض نصر الحريري إن المعارضة ستحضر جنيف؛ لعقد محادثات مباشرة، وإنها ستناقش كل الأمور.
وخلال اجتماع عُقد في الرياض، أعلنت المعارضة السورية على مطالبها حيث ظلت متمسكة بأن تكون المرحلة الإنقالية المقبلة دون دور للأسد. إلى ذلك إجنمعت جميع الفصائل السورية للإتفاق على موقف موحد جامه لها قبل المحادثات.
إلى ذلك تشكك المعارضة منذ زمن في بالطريقة التي تدير فيها روسيا الأزمة، الميالة للظام إذ شمل المسار الدبلوماسي قبل مؤتمر سوتشي عقد محادثات في قازاخستان، وأصرت المعارضة على أن الحوار السياسي يجب أن يعقد في جنيف.

اقرأ أيضاً: موسكو تنظّم مؤتمر«سوتشي» والرياض توحّد المعارضة السورية

إلذ ذلك رأى الحريري إن سوتشي لا تخدم العملية السياسية في سوريا داعيا المجتمع الدولي، وكذلك روسيا، “للعمل من أجل خدمة العملية السياسية، وفقا للمرجعية الدولية في جنيف برعاية الأمم المتحدة؛ لإختصار الوقت، وللوصول إلى الحلول المنشودة”.

فيما علاء عرفات، وهو ممثل “منصة موسكو”، قال إنه سيحضر قمة سوتشي، وطالب من الآخرين المشاركة أيضا؛ وهو ما يدلّ على مدى التناقضات والتوترات في صفوف المعارضة..

السابق
طهران لخصوم «حزب الله»: أنتم دمى!
التالي
لماذا يكفّر «المتطرفون» الصوفية؟!