روسيا تخفّض قواتها في سورية… فهل سيصمد الاسد؟

التدخل الروسي في سورية عام 2015 انقذ الرئيس بشار الاسد. اليوم يعلن الروس نيّتهم تقليص قواتهم في سورية فهل سيحافظ النظام السوري على مكتسباته الميدانية بعد الانسحاب؟.

رجّح رئيس هيئة الأركان العامة الروسية فاليري غراسيموف، تقليص قوات بلاده الموجودة في سورية بشكل كبير. ولفت الى إنه من المرّجح تقليص القوات العسكرية الروسية الموجودة في سورية “بشكل كبير”، وأن ذلك قد يبدأ قبل نهاية العام، بحسب وكالة “انباء فارس الايرانية”.

إقرأ ايضا: القوات الروسية دخلت الميدان السوري… وأميركا تحذّر

يأتي هذا التصريح الواضح والصريح بُعيد الاعلان عن القضاء على “داعش” في منطقة دير الزور والبوكمال والرقة وعدة مناطق من سورية وبنسبة عالية جدا.

فبعد عامين على الدخول العسكري المباشر الى سورية، بطلب من الرئيس السوري بشار الأسد وموافقة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والقيادة الروسية، هذا الدخول العسكري الذي قلب موازين القوى في سورية وأنقذ النظام السوري.

فالتدخل الروسي العسكري المباشر في سورية، وإقامة موسكو مركزا للتنسيق الاستخباري أثار مخاوف دول المنطقة حول نيّة موسكو، كون ذلك يعد تعزيزا للنفوذ الإيراني، ما يدفع القوى الاقليمية لزيادة الدعم العسكري لقوى المعارضة السورية، فيرفع من حدة الصراع والحرب في سورية، ويجعل الحل السياسي بُعيد المنال.

وكان الطيران الروسي قد فرض معادلة جديدة لمصلحة الدولة السورية بالتعاون مع غرفة العمليات المركزية المشتركة مع إيران وسورية وحزب الله، حيث ادى هذا التنسيق العسكري الى نجاحات في كل من حلب وحمص وحماه وريف دمشق ودير الزور من خلال تنفيذ غارات للطيران الروسي وصلت الى اكثر من 200 غارة يوميا في حلب، و90 غارة في دير الزور، اضافة الى غارات روسية على «داعش».

كما شارك الجيش الروسي في المعارك مباشرة في تدمر وريف تدمر، ودير الزور، وريف دير الزور، بحسب ما نقلت “الديار”.
وبحسب المعلومات، سيطرت قوات الجيش السوري على 25% من الاراضي السورية قبل الدخول الروسي، وسيطرت على اكثر من 70% من الارض السورية بعد دخول الجيش الروسي. وكان للقواعد العسكرية في طرطوس وحميميم وتدمر، دورا كبيرا في السيطرة والتقدم السوري بمواجهة المسلحين والمعارضة.

وبعد تغيير التدخل الروسي للواقع على الأرض ولموازين القوى بين النظام والمعارضة اقترب موعد نهاية الحملة الجوية الروسية التي قيل انها ستستغرق ما بين ثلاثة إلى أربعة أشهر، لكنها امتدت لعامين. ورغم الحملة الأميركية المستمرة على تنظيم “الدولة الإسلامية- داعش” في سورية والعراق لم يتغير الواقع كثير، الا بعد مساهمة روسيا العسكرية، بحسب “بي .بي.سي عربي”.

إقرأ ايضا: بثينة شعبان: القوات الروسية يمكن أن تعود إلى سوريا بعد إنسحابها

فهل سيكون بمقدور الرئيس بشار الأسد الاستمرار بالسيطرة على الأراضي السورية بُعيد الانسحاب الروسي دون التوصل إلى توافق اقليمي ودولي على حلّ سياسي للأزمة السورية؟.

السابق
توقيف المسرحي زياد عيتاني
التالي
مغزى تصريح الجعفري: سلاح «حزب الله» بيد الحرس الثوري لا بيد نصرالله