تهدئة لبنانية سعودية وتصعيد ايراني : سلاح حزب الله غير قابل للنقاش

بعد أقل من 24 ساعة من قبول الحريري تمني عون بالتريث عن تقديم الإستقالة وتشديده على النأي بالنفس، برز تصريح قائد الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري بأن سلاح حزب الله غير قابل للنقاش على ضوء تريث الحريري عن تقديم الإستقالة أمس؟ وكيف يمكن تفسير التصعيد الإيراني هذا بعد التهدئة اللبنانية والسعودية ؟

بعد الموقف اللافت من قبل رئيس سعد الحريري الذي قابل فيه بإيجابية تمني الرئيس ميشال عون عليه بالتريث في تقديم الإستقالة، بما يناقض مع ما كان قد صرّح به بأن عودته إلى لبنان ستكون مصحوبة بتقديمها بشكل دستوري بحسب الأصول والأعراف إلى رئيس الجمهورية، لذلك فإن ما حصل في عيد الإستقلال أول أمس يشير إلى عدول وتراجع واضح عن لهجة الرئيس الحريري التصعيدية التي كان أعلنها في الرياض.

فقد أبدى الحريري مرونة ورحابة صدر بشأن المشاورات التي سوف تنشأ عن أسباب الإستقالة، والتي كان في مقدمها الإلتزام الفعلي بسياسة “النأي بالنفس” وعدم التدخل بالشؤون الخارجية وحروب الجوار.

إقرأ ايضًا: شكراً لقائد الحرس الثوري الايراني

وفي هذا السياق، أشار مصدر مطلع لـ “جنوبية” أن “حلقة لبنانية ضيقة تمثلت بالرئيسين عون وبرّي عملا على إقناع الحريري بالتريث عن الإستقالة، وهو ما ترافق مع إتصالات بين الرياض وباريس إضافة إلى القاهرة وهذان العاملان المحلّي والدولي هو ما دفعه للتريث”.

لافتا إلى أن “الحريري يدرك أن الإستقالة لن تسبب أزمة للآخرين فقط إنّما أيضا ستشكل أزمة له خصوصا أنه لا يستطيع التغيّب عن السلطة مع إقتراب موعد الإنتخابات”. إلى ذلك رأى المصدر انه “بتغيّر مواقف ولهجة الحريري في الأيام الأخيرة بعد ذهابه إلى فرنسا عن خطابه عند تقديمه الإستقالة مؤشراً على ليونة في التعاطي في موضوع الإستقالة”.

وفيما يتعلّق بالسعوديين إعتبر المصدر “إنهم لمسوا أن لغة التصعيد لا يمكن إستعمالها في لبنان بسبب ادراكهم انه يهدد حليفهم تيار المستقبل قبل أي شيء، وهو اسلوا على أي حال لا يخدم مصالح الطائفة السنية”.

 

كما رأى المصدر أن “الحريري خرج عن بعض تفاصيل السياسة السعودية، إلّا أنّه في العناوين الكبرى لا يستطيع الخروج من مظلة السعودية الجديدة. إلا أن هناك بعض التمايز يحاول ممارسته الحريري عن سياسة المملكة بالطلب من عون وبري “جملة شروط مقابل العودة عن الإستقالة”. من جهة ثانية لاقى الحريري ترحيبا من بري الذي تكفّل عشية ليلة الإستقلال بأنه كان حاضرا أن يطرح هواجس الحريري أمام “حزب الله” ومناقشتها مع رئيس الجمهورية لإستمرار الحكومة وإنهاء هذه الأزمة”.  إلى ذلك لفتت المصادر إلى أنه “في حال إستمرت الأزمة كان تيار “المستقبل سيكون المتضرر الأكبر سيما لجهة الضياع الذي ظهر ضمن صفوفهم. إذ أحدثت الأزمة تمايزا في المواقف داخل صفوف التيار الازرق إذ برزت أصوات تشكر الرئيس عون، بالمقابل أصوات أخرى تهاجمه”.

ويخلص المصدر  أن ” هناك تهدئة يصرّ عليها جميع الأطراف حيث سيتم تسيير عمل الحكومي حين إجراء الإنتخابات النيابية حيث نكون أمام مرحلة جديدة. والملاحظة أن الحريري في محل ما سيحظى بعدد أكبر من المقاعد النيابية في حين أنه ما قبل الإستقالة كان سيخسر بحسب الحسابات السعودية والمحلية من 7 إلى 8 مقاعد من أصل 27 نائب، وهو ما كان سيؤثر بالتالي على زعامته السنية كما أن الإستقالة أحدثت شرخا بين المستقبل والقوات اللبنانية”.

وبعد أقل من 24 ساعة من قبول الحريري تمني عون بالتريث عن تقديم الإستقالة، نقل التلفزيون الرسمي الإيراني عن قائد الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري أن هوية “حزب الله ” في سلاحه وهو نزعه منه هو أمر غير وارد وغير قابل للنقاش. كما جزم الجعفري أن ” الحزب سيكون مجهزا بالسلاح للدفاع عن الشعب اللبناني في مواجهة إسرائيل”.

فكيف يمكن قراءة هذا الموقف على ضوء تريث الحريري؟ وكيف يمكن تفسير التصعيد الإيراني هذا بعد الهدنة التي منحه المحور السعودي ؟

إقرأ ايضًا: بين الإستقالة والتريث… مكتسبات لبنانية!

عن تصريح قائد الحرس الثوري الإيراني، رأى المصدر أن “هذا الردّ ليس موجّها للرئيس الحريري إنّما ردّ على فرنسا والسعودية سيّما أن ولي العهد ووزير الخارجية السعودية  يكرران في الآونة الأخيرة ضرورة نزع سلاح حزب الله “. وجملة هذه الردود الإيرانية غير مفاجئة، كما ان هذا النوع من الردود يخدم الأطراف الأخرى عبر التصويب على هذه المواقف الإستفزازية بالنسبة لهم”.

كما أكّد المصدر أن “سلاح “حزب الله” مستبعد وغير قابل للنقاش عند “حزب الله” في هذه الأثناء، سيّما أن الحرب السورية ليس بالسهولة الخروج منها خصوصا أن جبهة  الجولان أصبحت موصولة مع الخط الجنوبي من شبعا وجبل الشيخ إلى الناقورة”. وعن إصرار الحريري “على نأي بالنفس، فهو موضوع قابل للأخذ والردّ والنقاش على ضوء المناقشات مع الرئيسين عون وبري”.

السابق
كيف ردّت «القوات» على الوزير المشنوق؟
التالي
10 رسائل حملها قرار الحريري بالتريث في الاستقالة