«صفقة القرن»: القضية الفلسطينية

يكثر الحديث عن جهود واتصالات أميركية حثيثة للوصول إلى ما وصفته بعض التسريبات الأميركية بـ"صفقة القرن" بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي. فما هي هذه الصفقة؟

ثمة ما يوحيّ أنها الصفقة ستسفر عن حلّ للنزاع العربي- الاسرائيلي، علما ان الإدارة الاميركية الحالية لا تمتلك الحد الأدنى من الخبرة بالقضية الفلسطينية، إضافة إلى موقفها المتشدد في دعم الجانب الاسرائيلي. فكيف يمكن لمن أغلق مكاتب منظمة التحريرالفلسطينية في واشنطن، منذ ايام، أن يطرح ما يُسمى بـ”صفقة القرن”؟

إقرأ ايضا: تقرير دوليّ: الإرهاب يتراجع في سورية

هذه التساؤلات أثارها موقع “الغد” الاردني، ولفت الى عدم امكانية تحققها، لأن القضية الرئيسية التي تشغل بال واشنطن في المنطقة حاليّا هي قضية التمدّد الايراني في المنطقة العربية.

فالجانب الأميركي عرض على الفلسطينيين اقتراحين: إمّا حكما ذاتيا لا يتضمن القدس الشرقية أو غور الاردن أو الاراضي المقامة عليها المستوطنات، أو كونفدرالية مع الاْردن.

ولكن الظاهر ان الجانب الأميركي يعوّل على التقارب بين بعض الدول العربية واسرائيل لمواجهة طهران، لتمرير صفقة القرن.

فمن الناحية الفلسطينية، ان “صفقة القرن” عبارة عن خطة أعدتها الإدارة الأميركية لحلّ النزاع العربي الإسرائيلي، بحسب القيادي الحمساوي خالد مشعل، وهذه الصفقة من هي “إنتاج أنظمة عربية لإرضاء اسرائيل والولايات المتحدة”. وذلك بحسب موقع “عربي 21” في لقاء له في “الدوحة”، العاصمة القطرية.

وثمة مؤشرات على أن “صفقة القرن” هذه، هي من إنتاج أنظمة عربية بالأساس، هدفها إرضاء أميركا وإسرائيل لتضمن هذه الأنظمة مواصلة جلوسها على كرسي الحكم، ولغضّ النظر عما تقترفه من تجاوزات في مجال حقوق الإنسان، فالولايات المتحدة تلقفت الصفقة، وتعمل على اعادة انتاجها لعرضها كمشروع سلام أميركي.

فهذه الصفقة، تهدف إلى عدة امور أهمها: ابقاء القدس والبلدة القديمة تحت سلطة الاحتلال، مع استبعاد اللاجئين، والابقاء على المستوطنات، وعدم إقامة الدولة الفلسطينية على حدود1967، وان حكما ذاتيا موسعا سيقام في الضفة الغربية.

ورأى مشعل ان الاهتمام بالقضية الفلسطينية تراجع إلى ادنى مستوى له. لأن 4 عوامل بارزة ساهمت في تراجع القضية الفلسطينية، منها الأزمات التي تفجرت في الشرق الاوسط لان إسرائيل تعمد إلى تفجير التناقضات في العالم العربي. وفيما يخص إسرائيل فانها في أفضل حالاتها، لان القضية الفلسطينية تأثرت بالانقسام الفلسطيني- الفلسطيني.

من جهة أخرى، ان النظام العالمي في طور التشّكل حيث تتزعمه كل من واشنطن وموسكو وبكين ونيودلهي. ولكل دولة من هذه الدول لها مصالحها الخاصة.

ومع نهاية شباط 2016، عُقد في العقبة الأردنية، بحسب “هآرتس” لقاءٌ رباعي بين كل من بنيامين نتنياهو، وجون كيري، وعبد الفتاح السيسي، وعبد الله الثاني، ناقش أفكاراً جديدة للحل على أساس يهودية الدولة وتبادل الأراضي.

وبالعودة الى المصطلح فقد تردد عام 2006 عبر ما عُرف بـ”تفاهمات أولمرت وعباس”. لكن في ظل سقوط حلّ الدولتين ثمة عود على بدء إلى ما قبل أوسلو ومشاريع التوطين منذ منتصف القرن الماضي.

وتروّج “إسرائيل” لـ”الصفقة” على انها حركة اقتصادية ضخمة ستنشأ عبر شبكة حديد وطريق سريع وأنبوب نفط يمتد نحو ميناء غزة الكبرى، مما يحقق عائدا ماليا ضخما لمصر.

إقرأ ايضا: عام من حكم ترامب: هذا ما حققه في الداخل هذه أزماته الممتدة في العالم

فواشنطن ومنذ احتلال فلسطين 1948 دعت إلى التوطين، وترامب متحمس جدا لـ”صفقة القرن” هذه، حسبما نقلت “الجزيرة. نت”. هذا فضلاً عن مجاراة هذه الصفقة للاتجاهات الجديدة في العالم، والقائمة على حلول متعددة الأطراف على أساس ربحي واقتصادي.

لكن هل سيكون الطريق إلى “صفقة القرن” سهلاً؟ ام سيلقى مصير المبادرات الاميركية السابقة، وتذهب طي النسيان؟.

السابق
راغب علامة يرحّب بعودة الرئيس الحريري على طريقته
التالي
فيديو يظهر شجاعة فلبيني أنقذ سعوديا من الغرق في جدة