أين حسام والحازمين؟

بين استقالة الرئيس الحريري في 4 تشرين الثاني وعودته عنها اليوم 22 تشرين الثاني، 18 يوماً، كتب خلالها كثيرون، وصمت كثيرون، أبرزهم حازم وحازم... وحسام.

بعيداً عمّا كان بين أيدينا وأيد القرّاء من مقالات وتقارير صحافية تناولت استقالة الرئيس سعد الحريري من كافة جوانبها، إن لما تحمله من مصلحة لبنانية أو لما قيل إنّها “استقالة صورية” تلاها الحريري تحت الإقامة الجبرية، يبقى الأهم ما لم نقرأه في أهم الصحف العربية وما لم يُوقّع بأسماء تصنّف من بين أهم الكتاب على الساحة اللبنانية، ونقصد هنا الأساتذة حسام عيتاني، حازم الأمين وحازم صاغية.

هذه الأسماء “الثقيلة” لبنانياً وعربياً، والتي يرتبط اسمها بصحيفة “الحياة السعودية”، المقرّبة خصوصاً من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، لم تعلّق على استقالة الرئيس سعد الحريري طيلة الأسبوعين ونصف الأسبوع الماضية. فالمقالات الأسبوعية للكتاب غرّدت في بعد إعلامي لا يرتبط لا بلبنان ولا بالسعودية حتى، التي كانت هي مسرح الحدث.

تمحورت مقالات الحازمين الأخيرة حول البحث والتحليل في كل من الملف الكردي والقضايا المتعلقة بنيويورك وترامب ولينين وموغابي والأسد، فيما فرّغ عيتاني وقته للانتخابات المصرية والحركة التصحيحية، مخصصاً للشأن اللبناني مقالاً يتيماً ينتقد تعاطي الإعلام مع استقالة الحريري ولا يقرب الاستقالة ومضمونها لا بقراءة ولا بتفكيك لمقتضياتها ولا برأي حول شكلها ومضمونها… ابتعاد كامل للحازمين والحسام.

إقرأ أيضاً: جماهير العهد يتطاولون على الصحافي حازم الأمين وزوجته الإعلامية ديانا مقلد

يحق للقارئ المتابع لهؤلاء الأساتذة أن يتساءل عن سبب غياب أو “تغييب” الاستقالة عن مقالاتهم في صفحات جريدة “الحياة” السعودية، ويحق له أن يتساءل كيف لصحافي لبناني أن يغفل عن الكتابة عن استقالة رئيس حكومة بلده التي حرّكت كافة الأوراق الإقليمية وشغلت كافة وسائل الإعلام المحلية والعربية والغربية؟

وكيف لهم أن يمتنعوا عن إعطاء قراءة أو تحليل أو معلومة، ولاسيما في ظلّ مناخ يرتبط به الثلاثة صحافياً، وهو سباحتهم في “خزّان” المعلومات… وعملهم في مهنة حيث يكتب العشرات في الصحف السعودية.

كان يمكنهم أن يكونوا الأقلام اللبنانية الأقرب إلى العقل والمنطق من “غرباء” استفاضوا في مقالات  عن أجواء البلاط الملكي والتغييرات التي داهمته منذ عزل ولي العهد السعودي محمد بن نايف وتعيين محمد بن سلمان، مع الصلاحيات التي استحوذ عليها الأخير…

إقرأ أيضاً: حين «كفرَ» حازم الأمين بالبعثَين… و«كفرنا» معه!

هؤلاء الأساتذة الثلاثة يجمعهم تأكيدهم الدائم على استقلاليتهم الإعلامية ومساحتهم الحرية وانتقادهم الواضح والصريح لكل الأقلام المرتهنة “برأيهم”. ويأخذون على غيرهم “الاسترزاق”.

فهل حظرت صحيفة “الحياة” أقلامها عن هذا الملف، وهل ارتهن إعلاميو لبنان لسياسة الصحيفة؟! فرضية لا يمكن استعبادها، لاسيما وأنّ للصحافي حازم الأمين مواقف من السعودية يسجلها بعيداً عن صفحات الحياة.

السابق
الحريري والرياض: تناغم أم طلاق؟
التالي
استغلال الدين والأخلاق لترسيخ الاستبداد وتقويض الاستقلال