السيد حسن نصرالله يحتكر «الانتصار على داعش»!

أكد السيد حسن نصر الله أمس، أنه "مع تحرير آخر حيّ في "البوكمال" تكون دولة "داعش" قد سقطت، وسقط معها مشروع تقسيم سورية". فما هو المقصود من اعلانه هذا؟

في اتصال مع المحلل السياسي راشد فايد، ردا على سؤال حول المغزى من اعلان السيد حسن نصرالله القضاء على “داعش” في سورية والعراق كدولة وتنظيم، رغم وجود بعض الجيوب هنا وهناك. قال لـ”جنوبية”: “انه يعلن الانتصار، وهو اعلان بانجاز المهمة المكلّف بها إيرانيا”.

إقرأ أيضا: استبعاد الإخوان المسلمين عن لائحة الإرهاب الاميركية يثير تساؤلات

راشد فايد

و”ايران تعلن انتصارها، وانها هي التي مسحت “داعش”. انها رسالة موّجهة الى الرأي العام العالمي، تقول ان ايران وحزب الله يحاربان التطرف، حيث تساءل دلوني في خطابه أمس أين حاربت السعودية “داعش”، وانهم الحلفاء الطبيعيين، مع ادعاء الفضيلة السياسيّة”.

وتابع بالقول “هذا خارجيّا، اما محليّا فيؤشر على انه يمكنه ان يترك القتال في الخارج طالما انه انتصر على الارهاب، وترك شركة الحراسة الأمنية او “بلاك ووتر حزب الله” الحاضر لتلبية الأوامر التي يُصدرها المشغّل الرئيس أي طهران ضمن خطته للهيمنة”.

وختم القيادي في تيار المستقبل، راشد فايد بالقول “انهم يقولون انه (الان انتهى الأمر)، فاذا عاد الرئيس سعد الحريري وكُلف مجددا بالوزارة (نحن انتهينا، وانهينا كل معاركنا)”.

بالمقابل، الخبير بالحركات الاسلامية معين الرفاعي (ابو عماد) ردا على سؤال “جنوبية” قال “اعتقد ان مرحلة “داعش” كقوة عسكرية انتهت، ولكن كقوة تأثير أمني لم تنته في العراق وسورية بعد. بكل تأكيد هذا الواقع تلاشى، ولكن تداعيات حضور “داعش” ستنتهى بشكل عام”.

وتابع الرفاعي بالقول “ما عشناه  يفرض علينا العمل على استنهاض قوى جديدة لاعادة الاعتبار للامة من حال التمزق، واعتقد ان هذه ليست آخر الفصول المستهدف فيها المسلمين”.

فـ”هناك محاولة لاعادة اشغال الامة من جديد، وقوى المقاومة، من اجل ابقاء واقع التجزئة وواقع الصراعات المستمرة، في سبيل ابقاء اسرائيل والمصالح الاميركية في مأمن، وهذا للاسف ما يعمل عليه الاعداء”.

إقرأ ايضا: أبو عماد الرفاعي عن علاقة حزب الله بفلسطينيي لبنان (2/1)

ويرى الحاج ابو عماد الرفاعي، ان “النقطة الأخرى هي ان المطلوب اليوم كيفية اعادة البحث وبشكل جديّ عن طرق ووسائل تعيد توحيد طاقات الامة بعيدا عن الخلافات. وجعل القضية الفلسطينية القضية المركزية. لان ما يجري هو اشغال الامة وابعادها عن قضيتها، والمطلوب ان تكون الاولوية لهذه القضية”.

واضاف الرفاعي انه “كل السياسات التخريبية تقع في هذا السياق، واعتقد ان انتهاء “داعش” هو انهاء لكل الظواهر التي كانت تقوم على العنف وتبرر العنف تحت عناوين وشعارات اسلامية خاصة. وأتى “داعش” في سياق تشويه صورة الاسلام واعطاء صورة دموية، انتهت مع انتهاء “داعش”.

وردا على سؤال حول امكانية اعادة انتاج “تنظيم الدولة” بشكل جديد؟، قال “لا شك ان هناك محاولات بعناوين مختلفة، وليس بالضرورة بعنوان اسلامي. فقد بات هناك مستوى من الوعي خصوصا لدى الشباب الذين كانت تستهويهم هذه الافكار. مع محاولات لشق الصف العربي”.

إقرأ ايضا: أيّ عنف في كنف الحركات الإسلامية الفلسطينية؟

والحل يكون “بمزيد من الجهد الجبار من قبل الحركات الاسلامية كاعادة قراءة الماضي والبناء من جديد على أسسس واضحة، بعيدا عن الاثارة، ومحاولة استحضار الماضي بطريقة سلبية، واعادة تجديد فكر ورؤية الحركة الاسلامية، وان نقرأ الواقع بشكل منهجي”.

فهل جاء اعلان حزب الله انتصاره على “داعش” كرسالة داخلية؟ ام إقليمية؟ ام عالمية؟. ويظل السؤال مفتوحا والوقت كفيل بالاجابة.

السابق
طقس ماطر وغير مستقر حتى نهاية الاسبوع
التالي
أم كندية تروي كيف خُطفت واغتصبت في أفغانستان