الحريري سيقدم استقالته و8 آذار لن تقبل بالسنيورة رئيسا للوزراء

كيف سيكون شكل الحكومة القادمة بعد تغيير مسار التسوية؟ هل سيكون الحريري خارج المشهد الحكومي ويكون الإتجاه نحو تكليف رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة بدلا منه؟

لن يكون غدا في يوم الإستقلال الـ74 الكرسي الثالث شاغرا، هكذا وعد “رئيس الحكومة المستقيل” مع وقف التنفيذ سعد الحريري، إذ من المرتقب أن يحط رحاله في لبنان في الساعات القادمة لتنتهي ازمة اقامته خارج لبنان نهائيا، إلّا أن الصورة الجامعة للرؤساء الثلاثة في مقدّمة الاحتفال غدا وما توحيه بتحسن شكلي على الأقل سيكون مؤقتا بإنتظار تداعيات ما بعد تقديم الحريري إستقالته رسميا، والانتقال الى متاهة أزمة سياسية وحكومية كبرى على وقع الضغط السعودي ولتصعيد بوجه “حزب الله” داخليا.

ويترقب اللبنانيون عن كثب ما ستؤول إليه المرحلة القادمة وكيف سيكون مصير التسوية السياسية وفي أي إتّجاه ستدور العجَلة الداخلية نحو تصعيد يخلف أزمة حكومية أو نحو إحتواء ومساكنة ضمن أطر مختلفة.

وكان اللافت قبل يومين قول وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، لصحيفة “ABC” الإسبانية إن “السعودية أيدت الحريري منذ البداية، ولاحقاً، لكن التحديات تغيرت اليوم، والرجل لم يعد قادراً على الحكم كما يشاء”.

اقرأ أيضاً: هل ستنتهي أزمة الحريري بعودته إلى لبنان؟

ولعل هذا لأمر فتح الباب أمام تفسيرات رأت فيها بعض الأوساط إشارة إلى أن الحريري لن يكون على رأس الحكومة القادمة، وأن السعودية في صدد البحث عن زعامة سنية أُخرى بديلة منه تكون أشدّ تصلّبا من الحريري. وقد ذهبت التوقعات إلى ابعد من ذلك بإستحالة أن تجمع الحكومة القادمة الأضداد.

إلا أن اللافت طرح إسم رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة ليكون بديلا للحريري في الحكومة في المرحلة القادمة. وهو ما يعني الإتجاه نحو التصعيد سيما أن السنيورة لا يحظى بقبول لدى فريق 8 أذار.

وفي هذا السياق، قال مصدر موثوق مقرّب من تيار “المستقبل” لموقع جنوبية إن “هذا الإحتمال ممكن في حالة وحيدة، فيما لو كان هناك مناخ تصعيدي، إلا أن زيارة الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط بالأمس إلى بيروت لشرح قرار وزراء خارجية العرب موضحا خلالها أن الجميع يدرك الخصوصية والتركيبة اللبنانية مشددا على حرص الجميع على الإستقرار في لبنان.

ومن جهة ثانية فتح السيد نصرالله بابا للحوار بتأكيده على انتظار عودة الحريري والانتفاح على أيّ حوار وهو ما يشير بالإضافة إلى حرص أبو الغيط إلى شرح قرار الوزراء العرب في مكان ما يريح بشأن أن تكون الأرجحية للحريري كتكليف للحكومة القادمة”.

وشدّد المصدر أن “هذا الكلام يبقى في إطار التصورات سيما أن لا أحد يستطيع توقع ما ستحمله المرحلة القادمة، لكن المؤكّد تقديم الحريري إستقالته رسميا إذ لا تراجع عنها”.

وعن المرحلة القادمة قال إنها “ستتضمن مرحلة مفاوضات حتى قبل الإستشارات النيابية ومن الممكن أن تكون بعدها إلا أنه على الأغلب أن تكون قبل الإستشارات”.

وأضاف “هذه المؤشرات سوف تدل على بعد إيجابي أو سلبي وهي تبقى رهنا للتطورات القادمة”.

ولاحظ المصدر أن المناخ السائد عند إجتماع وزراء الخارجية العرب كان تشاؤميا وذاهبا نحو تصعيد على ضوء قرارات الجامعة إلا أن نسبة هذا التوتر إنخفضت مع زيارة أبو الغيط”.

وأشار إلى أن المناخ الحالي في لبنان يتجه نحو تسمية الحريري، فجميع الأطراف متمسكة بكل منها لإعتبارات معينة وبحسب مصالحها، لافتا أن الرئيس السنيورة قد يحظى بأغلبية إلا أن فريق 8 أذار لن يوافق على تكليفه نظرا لتجربته الحكومية السابقة من 2006 حتى 2008″.

وفي حديث خاص لموقع “جنوبية” أكّد القيادي في تيار “المستقبل” النائب السابق مصطفى علوش أن “لا معطيات عن تكليف الرئيس السنيورة، هذا الكلام مرتبط بمباحثات الرئيس الحريري مع فخامة الرئيس عون على أساسها يبنى على الشيء مقتضاه”.

مصطفى علوش

ورأى أن “هذا التوجّه قد يكون أفضل سيّما أن هناك إنتخابات نيابية مقبلة ومن المفترض أن يكون متحررا من قيود رئاسة الحكومة كي يستطيع خوضها”. مشددا “على أنه ليس إتجاها إنما إقتراحا من ضمن الأمورالتي تناقش”.

اقرأ أيضاً: «نصرالله» يعلن الانتصار ويدّعي التمسّك بالسلاح لمقاومة الإرهاب

وفي سؤالنا عن مدى التغيير في الحكومة المرتقبة فيما لو كان “حزب الله” شريكا فيها قال علوش إن “التسوية القائمة هي بسبب عدم وجود قدرة محلية ولا يبدو حتى أن هناك قدرة إقليمية على مواجهة واقع الميليشيات المسلحة التابعة لإيران”.

وأضاف “عمليًا، حياة الناس يجب أن تبقى مستمرة إذ لا خيار سوى الذهاب نحو حرب أهلية أو إيجاد تسويات بإنتظار الحلول الإقليمية الكبرى”.

وعلى الرغم من كل شيء، ختم علّوش “أنا أعتبر “حزب الله” إرهابيا حتى قبل تصنيفه بذلك من قبل العرب وأعتبر تصرفاته تصرفات تنظيم إرهابي”. واشار إلى أن السؤال هنا هو عن كيفية العلاج، إذ يبدو أن ليس هناك جوابا لدى العرب ولا لدى الآخرين”.

السابق
عيد فيروز 82 … ستون عاما من أغان وألحان تتجدّد كل صباح
التالي
القضاء يدعي على فداء عيتاني بناء على شكوى وفيق صفا