هل ستنتهي أزمة الحريري بعودته إلى لبنان؟

سعد الحريري
ازمة إستقالة الحريري لم تنته بعد.. ومن المبكر الفرح بعودة الحريري إلى لبنان

بعدما إنقضت المرحلة الأولى المتمثلة بمغادرة الرئيس سعد الحريري السعودية بالتوجّه إلى فرنسا، وفيما يترقب اللبنانيون عودة رئيس حكومتهم إلى لبنان ليُبنى على الشيء مقتضاه في ما يتعلّق بمصير استقالته، وبالتالي كيف ستكون تداعياتها على الداخل اللبناني، سيّما أنّه أكّد من باريس مجددا على إصراره على إستقالته ودفعه في اتجاه تعديل التسوية السياسية، إتخذ وزراء الخارجية العرب في الإجتماع الذي عقد أمس (الأحد) في القاهرة موقفاً يدين ويدعو لمواجهة التدخلات الايرانية في الدول العربية، كما يصنّف “حزب الله” المشارك في الحكومة “تنظيماً ارهابياً”، وهو ما تحفّظ عنه لبنان وأكّد إلتزامه بسياسة النأي بالنفس. وفي هذا السياق قالت مصادر سياسية لـ الجمهورية “انّ المرحلة القادمة على لبنان ستكون حافلة بالخلافات، ولن يكون العنصر اللبناني وحيدا فيها إنما سيكون للتدخلات والنزاعات الاقليمية والدولية، وقعها ما يبقي جميع الخيارات مفتوحة، إن كان الإتجاه نحو التسويات السياسية أم بإتجاه امتحانات أمنية”. واضافت المصادر نفسها: “لا أحد يستطيع توقع كيف ستؤول الأوضاع فيما بعد، فكلما طال أمد الازمة دون حلول كلما ازداد منسوب الاخطار الامنية، لأنّ القوتين المعنيتين بالوضع تستطيعان تحريك قوى خارجية لتأزيم الوضع اللبناني”.

اقرأ أيضاً: لبنان يدخل نفقا عربيا مظلما بعد تصنيف حزب الله «إرهابياً»

وفي هذا السياق، إستبعدت صحيفة “لو موند” الفرنسية إنتهاء أزمة إستقالة الحريري بمجرّد عودته إلى لبنان، حتى ولو أن منسوب التوتر إنخفض مع دخول فرنسا على الخط السعودي – اللبناني.

وإعتبرت ان تصميم الحريري على الإستقالة، في حال لم تنفذ شروطه سيؤدي إلى إعادة زيادة التوتر الذي كان سائدا قبل أسبوع. مشيرة عمل فرنسا إلى حماية لبنان من الأزمات الإقليمية، وهو ما يؤكّده تحدث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن تنظيم باريس اجتماع مجموعة دعم لبنان.

كما رأت الـ “لو موند” أن حماية لبنان من العاصفة السياسية القادمة بفترض حلّ هذه النزاعات بإبعاده عن النزاعات الدائرة من حوله خصوصا في سوريا واليمن، والصراع الإيراني – السعودي.

وفي هذا السياق، تجمع الأوساط أن أزمة الإستقالة لن تنتهي بعد إنما سيكون لبنان أمام نفق مظلم لا يحمد عقباه سيّما مع قرارات وزراء الخارجية العرب التي اجمعت على وصف “حزب الله” بالمنظمة الإرهابية وهو ما تحفظ عنه لبنان. وهو ما يؤشر أن الاوضاع في لبنان إلى مزيد من التأزم والتصعيد خصوصا وأن المتوقع عدم تجاوب ورضوخ “حزب الله” إلى هذه الضغوطات العربية من جهة والأميركية من جهة ثانية.
وقد أعربت مصادر سياسية لبنانية رفيعة المستوى لـ “العرب” عن مدى تخوفها من دخول لبنان نفقا مظلما بعد عودة الحريري إلى لبنان، في الأيام القليلة القادمة، حيث من المنتظر تقديم استقالته رسميا إلى الرئيس ميشال عون.

وقالت المصادر، التي تواصلت مع مؤخرا على ضوء إستقالته ومغادرته الرياض إلى باريس، أن الهواجس الكبيرة لديه من التطورات التي تنتظر لبنان. خصوصا أنه من الصعب تأليف حكومة جديدة مع تصميم حزب الله على أن يكون أداة لإيران في منطقة الشرق الأوسط.

اقرأ أيضاً: عن قرارات الجامعة العربية المتأخرة…

مشيرة إلى أن الإرتدادات لن تكون سياسية فقط من خلال تعطيل العمل الحكومي، إنم ممكن أن تتطور إلى حدّ فرض الدول الخليجية عقوبات على لبنان ستزيد من أزمته الاقتصادية.

وتقول أن المخاوف الكبرى تتمثل بإصرار “حزب الله” على موقفه من إيران هو تأكيده إجراء الانتخابات النيابية في موعدها في أيار القادم، سيما وأنه يعتمد على النسبية في القانون الانتخابي ما يؤمن مصالحه ويمكّنه من الحصول على أكثرية نيابية في مجلس النواب وبالتالي الأكثرية تتيح له تشكيل حكومة وترئيس شخصية سنّية تابعة له. وبذلك يكون دور كتلة “المستقبل” التي سينخفض حجمها في البرلمان، قد إقتصر فقط بلعب دور المعارضة، بينما يستطيع “الحزب”، بغطاء حكومي، ونيابي من التفرّد بقراره في لبنان والخارج.

السابق
عن قرارات الجامعة العربية المتأخرة…
التالي
ثلاثة خيارات أمام حزب الله اليوم!