مشكلتان تنتظران الحريري في بيروت: حزب الله… والمستقبل

رئيس الحكومة المستقيل طوعا أو جبرا، عائد الى بيروت بعد أيام وينتظره ملفان شائكان ملف حزبه تيار المستقبل الذي ظهر انه تعرض لهزة عنيفة اثناء اقامته في الرياض، والملف الثاني هو علاقته المتأرجحة مع حزب الله في ضوء ما استجد بعد اعلانه حزبا ارهابيا من قبل العرب في القمة الوزارية الاخيرة.

تساؤل طرحته “غازيتا” الروسية. فالملك السعودي وولي عهده اتخذا مؤخرا مجموعة خطوات قاسية لتعزيز مواقعهما داخل السعودية وفي السياسة الإقليمية.

إقرأ ايضا: لماذا العزل والاعتقالات في السعودية بعد استقالة الحريري؟

لذا، أبقيا على سعد الحريري في ضيافتهما لمدة إسبوعين، وهو الذي أعلن استقالته من رئاسة الحكومة من هناك. فما هو المغزى من هذه الخطوة غير المسبوقة؟

ودوما كان الحريري يعمل على تسويق السياسة السعودية، خاصة على صعيد السياسة الخارجية والإقليمية للرياض. لكنه توقف عن ذلك منذ فترة وجيزة. فاتخذ السعوديون وبعض الدول العربية اجراءات أثارت مخاوف حقيقة لدى اللبنانيين، خاصة اصحاب المشاريع الاقتصادية البعيدة المدى. وانتهى إلى “ليّ ذراعه”، مما جعل الحريري يعبّرعن نيته إضعاف نفوذ طهران في لبنان  ثلاثة اجراءات، اولها: عبر التهديد غير المباشر، أو من خلال التعاطف مع رئيس الوزراء السنيّ، وعبر إعادة إحياء صورة والده الشهيد، بحسب (RT).

والهدف مما تقوم به السعودية من وراء ذلك، هو إجبار السلطات اللبنانية على منع حزب الله من ممارسة أي عمل عسكري مشترك مع الجيش اللبناني وبشكل رسمي، اضافة الى التحريض ضد حزب الله، مع اضعاف ثقله الشعبي داخليّا.

فقد وضع سعد الحريري بعد خروجه من السجن الاجباري لنفسه مهمتين: سيبدأ العمل بهما لحظة وصوله إلى لبنان. الأولى سياسية، والثانية داخلية متعلقة بتيار المستقبل الذي يتزعمه.

الاولى، تتم من خلال استخدام الوسائل المتاحة للضغط على حزب الله لتقديم جزءا من التنازلات لمواجهة الضغوط السعودية. مع الأخذ بعين الاعتبار أن استمراره بالاستقالة سيؤدي الى تعطّل العمل الحكومي، بحسب موقع “المدن”. مع الاشارة الى انه ليس من مصلحة حزب الله خسارة الرئيس الحريري كرئيس للحكومة.

ويتوقع أن تقتصر التنازلات على المجال الإعلامي، مع استبعاد أيّ تنازل من قبل حزب الله. حيث يُتخوف دخول لبنان في أزمة طويلة الأمد تعطل العمل الحكومي طيلة فترة ولاية الرئيس ميشال عون. لان ما قامت به السعودية بحق الحريري يستهدف الرئيس عون “المتحالف مع حزب الله”.

فيما يتعلق بتيار المستقبل، كان واضحا منذ البداية ان للحريري حساباته جديدة فيما يتعلق بالمتخلفين عن دعمه خلال اقامته في السعودية. فوضع في حسابه “الغربلة” عامة للتيار ولجماعة 14 آذار.

والحريري يعيش قلق محاربة حزب الله في بيروت بعد  صدور بيان الجامعة العربية التي اعتبرت حزب الله ارهابيا. هذا القرار جعل الشيعة العرب في لائحة القائمة السوداء من خلال أفعال طهران حيث صوّر ابناء هذا المذهب على أنهم مجموعة من الخونة لا أمان لهم، بحسب موقع “الحرة”. علما ان فخ الطائفية التي وقع فيه العرب يفيد النظام الايراني كثيرا.

إقرأ ايضا: بعد استقالة الحريري الملتبسة: ما هو مفعول التهديدات السعودية؟

فالنظام الإيراني يريد إشعال الطائفية في المنطقة ليظل للشيعة العرب داعمين له كما حصل مع حزب الله، والحوثيين، والميليشيات في العراق. علما ان ما تقوم به السعودية داخليا في الوقت الحالي يسهم بتشكيل محور الاعتدال بشكل أوضح.

لذا، ان اجتماع القاهرة أمس لن يتعدى الشجب والاستنكار، ولن يضع خطوات تنفيذية لتحويل الاستراتيجية الجديدة للمواجهة. لذا لا بد من تقويض أذرع إيران في المنطقة وحصارها وتصنيفها كمنظمات إرهابية. كما اورد موقع “الحرة”.

السابق
عون لأبو الغيط: من حق اللبنانيين المقاومة
التالي
الفنانة حياة جبنون: توقفت عن حقن نفسي بالبوتوكس… وتحجبت!