لبنان يدخل نفقا عربيا مظلما بعد تصنيف حزب الله «إرهابياً»

علم السعودية لبنان وحزب الله
تحت عنوان: "التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية"، إتخذ وزراء الخارجية العرب موقفاً يجمع من جهة على مواجهة التدخلات الايرانية في الدول العربية، ويصنّف من جهة ثانية "حزب الله تنظيماً ارهابياً"، الامر الذي تحفّظ عنه لبنان. فكيف ستكون تداعيات عودة الحريري إلى لبنان على ضوء موقف الجامعة على الواقع السياسي الداخلي؟

وجّه وزراء الخارجية العرب في إجتماعهم أمس (الأحد) في القاهرة سيفا مسلطا على لبنان، وفي إطار رسالة تحذيرية حمّل المجلس “حزب الله” (الإرهابي) في الحكومة اللبنانية مسؤولية التدخّل في الشؤون العربية وتدريب الإرهابيين وتمويلهم من قبله ومن قبل إيران.

إقرأ ايضًا: بيان الجامعة العربية ضدّ «حزب الله» يُحرِج العهد العوني

وإلى جانب تعمّد المجلس ذكر الدولة اللبنانية الذي يشكّل فيها “حزب الله” شريكا في السلطة السياسية. كان اللافت أمس التلويح بالتوجّه لدى المجلس الأمن الدَولي، إذ قال الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط: “إنّ المجلس الوزاري العربي لم يُقرر بعد اللجوء الى مجلس الأمن، وانّ القرار جاء لإحاطة المجلس  الدولي بموقف الدول العربية وهذه المرحلة الأولى. ولعلّ في مرحلة تالية نجتمع مرة أخرى للجوء الى مجلس الأمن وطرح مشروع قرار عربي على المجلس”.

وكما جرى التوقع، اعترض الوفد اللبناني على الفقرات 4 و6 و9 من القرار الذي أتى على ذكر “حزب الله” ووصفه بالإرهابي. فأكد مندوب لبنان الدائم في الجامعة العربية السفير انطوان عزام، أنّ “لبنان الرسمي آثَر، وبالاستناد الى موقفه المبدئي القاضي بعدم التدخّل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، بالابتعاد عن كلّ ما يمكن أن ينقل التوتر الى ساحته الداخلية، مُلتزماً النأيَ بنفسه”.

ومن القرارات اللافتة أيضًا إعلان المجلس “حظر القنوات الفضائية الممولة من إيران والتي تبث على الأقمار الصناعية العربية باعتبارها تشكل تهديداً للأمن القومي العربي”.

فما هو معنى هذه القرارات ودلالاتها؟ وهل هي مقدمة لإجراءات تصعيدية أخرى؟ وكيف سيتعاطى معها لبنان الرسمي من جهة و”حزب الله” من جهة ثانية؟

وفي هذا السياق، كان لـ “جنوبية” حديث الوزير السابق الدكتور محمد عبد الحميد بيضون الذي أكّد أن “أهم ما عكسه هذا الإجتماع توحيد الموقف العربي ضد إيران وأدواتها في المنطقة، سيمّا أن إيران أحدثت نكبة حقيقي في المنطقة تتمثل بالإنقسام السني – الشيعي  وبتحريض الطائفة الشيعية على دولهم وهو ما عجزت إسرائيل على فعله”.

ورأى “على الرغم من أهمية الإجماع العربي على مواجهة التدخلات والهيمنة الايرانية، الأهم هو إستكمال هذه الخطوة من خلال الوصول إلى قرارات دولية ضدّها تكون ضاغطة على إيران بهدف قطع أذرعها الميليشياوية في المنطقة”.

محمد عبد الحميد بيضون

وعن إمكانية ردع المجلس الأمني إيران وأذرعتها قال بيضون إن “إيران تخاف من القرارات الدَولية وكذلك أذرعها في العراق وسوريا و”حزب الله”، لذا المهم أن تستطيع المجموعة العربية إنتزاع قرارات دولية ترتدع إيران كما حصل في مفاوضات “الإتفاق النووي”. وبحال لم يستطع العرب دفع مجلس الأمن إلى إتخاذ عقوبات ضدّ إيران تكون فشلت”.

ورأى أن ” يجب أن يكون الجميع في لبنان واضحين بالنسبة لتطبيق القرار “1701”، ففيما يظهر الموقف اللبناني تمسكه بهذا القرار إلّا أنه لم يطبق منه سوى المرحلة الاولى التي تقتضي بنشر القوات الدولية في الجنوب إلا أن في الواقع السيادة لإيران وليس للدولة اللبنانية”. وأضاف “لبنان أمام خيارين إما الإلتزام بجميع موجبات الـ “1701” بشكل كامل، أو على المجموعة العربية  الطلب من مجلس االأمن  تحويل هذا القرار إلى الفصل السابع أي أن يكون إلزامي، لأنه من إحدى عشر سنة “حزب الله” يماطل بتنفيذ بل أكثر من ذلك يقوم بوضع مخازن أسلحة بين المدنيين ما يعرّضهم للمخاطر”.

وفي سؤالنا عما إذا كانت مقررات المجلس خطوة أولى تحذيرية للبنان لفت إلى أنه “هذا كان المقصود إلى أنه خففت وطأتها”. مشيرا إلى أن “بعد هذا الإجتماع الرئيسين عون وبرّي غير شاعرين بمدى الضغط على لبنان”.

وعن خطاب الأمين العام لـ “حزب الله” اليوم، توقع أن “يكون تصعيد خارجيا، مقابل تهدئة داخلية، بالإشارة إلى أن قرار الحزب في طهران وبمكتب المرشد، والأخير لا يشعر بضغط أميركي سيّما بعد تراجع ترامب عن تصنيف الحرس الثوري كمنظمة إرهابية كإستكمال لسياسة أوباما”. ومن هنا يجب على العرب الضغط على أميركا لإتخاذ موقف ضاغط على إيران”.

وخلص بالإشارة إلى أن ” الأزمة الداخلية والخارجية التي واجهت الرئيس الحريري تفرض عليه  القيام بتغيير سياسته وفريق عمله”.

إقرأ ايضًا: اجتماع وزراء الخارجية العرب: مأزق لبناني جديد!

من جهة ثانية، رأى الخبير في العلاقات الدولية  الدكتور وليد عربيد في حديث لـ “جنوبية” أن “القرار الذي اتخذ في جامعة الدول العربية معروف أنه قرار في مواجهة إيران لا سيّما وأن اليوم المملكة هي التي تقود المعركة من أجل طرح “حزب الله” كمنظمة إرهابية وأن إيران تحاول فرض الفوضى في منطقة الشرق الأوسط”. وأشار إلى أن “هذا يدلّ على أن جامعة الدول العربية تحت قرارات من يدفع المال لا سيما وأن هناك بعض الدول الصغيرة في الجامعة مع السياسة السعودية. وهذا ما يطرح تساؤل في المستقبل اليوم وجوب التفكير بتغيير الجامعة وأفق تفكيرها”.

وفيما يتعلّق بحظر القنوات الفضائية الممولة من إيران رأى عربيد ان “هذا الأمر يرتبط بموازين القوى على الأرض التي تشير إلى أن المملكة السعودية هي التي تمتلك بالإضافة النفط النيل سات والعرب سات. وهي تحاول الضغط على إيران إعلاميا وإن دلّ على شيئ يدلذ على أن المعركة ليس سياسية فقط بل أيضًا إعلامية حتى الآن ولم تذهب بعد نحو صدام إيراني – سعودي عسكري في المنطقة”.

كما لفت أن ” “حزب الله” يمثل شريحة كبيرة من المجتمع  اللبناني، وأصبح اليوم يلعب دورا مركزيا في الشرق الأوسط من الناحية الجيوسياسيو والإتهامات بتدخل مقاتليه في حروب المنطقة محاولة من السعودية للضغط عليه بهدف إعادة دوره الداخلي دون أن “ينفلش” أكثر وأكثر”. ومن الناحية السياسية “خطورة الأمر أن إيران والحزب أصبحا مطلب للدول العربية بدلا من أن تكون إسرائيل المطلب لإعادة إثارة القضية الفلسطينية”.

وفي الختام طرح عربيد إشكالية “هل الأزمة الحالية في جامعة الدول العربية تقودنا إلى بناء منظمة عربية إقليمية تكون فاعلة على الساحة الدولية؟”.

السابق
أبو الغيط: لا أحد يرغب بإلحاق الضرر بلبنان
التالي
دارة الحريري في باريس محجّة السياسيين والاعلاميين