ترقب وانتظار لاجتماع القاهرة..رضوان السيد لـ«جنوبية»:أيّ تحدٍّ لبناني للمملكة سيقابل بتصعيد

رضوان السيد
الدكتور رضوان السيد يتحدث لـ"جنوبية" عن اجتماع وزراء الخارجية العرب.. وعن النتائج المحتملة التي يمكن أن تصدر عنه في ظلّ المناخ التصعيدي.

عشية اجتماع وزراء خارجية العرب يغيب وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل رسمياً عن المشهد، وذلك في ظلّ الأوساط السياسية الممتعضة من مشاركته نظراً للمرحلة السياسية “الخطرة” التي يتموضع فيها لبنان، والموقف العربي ولا سيما الخليجي المتسم بالصرامة تجاه حزب الله والصمت الرسمي اللبناني إن لم نقل “الغطاء”.

إذاً، لبنان لن يتمثل عداً على مستوى وزارة الخارجية، وإنّما على مستوى السفير اللبناني في الجامعة العربية، ليظلّ السؤال أيّ موقف سيعكسه؟ موقف رئاسة الحكومة المستقيلة فيما رئيسها ما زال في فرنسا على أن تتضح مواقفه بعد عودته للمشاركة في عيد الاستقلال ولقائه الرئيس ميشال عون؟ أم موقف رئاسة الجمهورية والتي أثبتت في المواقف الصادرة عنعا الأخيرة أنّ لا حدود بين الدولة والحزب وصولاً لحد اتهامها السعودية بالعداء وتأكيدها أنّ حزب الله “قضية لبنانية داخلية”.

في هذا السياق وفي متابعة لما سيحمل الاجتماع يوم غد، أكّد العضو في لجنة المبادرة الوطنية الدكتور رضوان السيد في حديث لـ”جنوبية” أنّ “المملكة العربية السعودية قد قدمت شكوى مباشرة ضد إيران بأنّها تتعرض لأمنها عبر أعمال الحرس الثوري وعبر الميليشيات التي تنشرها في لبنان واليمن، ولذلك تطلب السعودية من دولتي اليمن ولبنان إدانة التصرفات الإيرانية، وأنّ ذلك ينبغي أن يؤثر على العلاقات مع إيران، لكونها مستمرة في هذه الحرب على العرب ولاسيما عرب الخليج”.

مشيراً إلى أنّ السعودية ستطلب من وزراء الخارجية العرب إدانة الدول التي تسمح لهذه الميليشيات بأن تهاجمها -بأي حجة- من أرضها.

هذا وتوقف السيد عند ما تردد حول مشاركة باسيل قبل الإعلان أنّ لبنان سيتمثل على مستوى سفيره، موضحاً أنّ باسيل قد صرّح من موسكو أنّ حزب الله يحمي لبنان من الإرهاب ومن اسرائيل بما معناه أنّه مع شرعية الحزب على الأراضي اللبناني.

مضيفاً “وزير الخارجية موقفه معروف من المملكة ومن العرب، فعندما هوجمت السفارة السعودية في طهران والقنصيلة في أصفهان، لم يوافق على اتخاذ موقف وكلامه دلّ أنّه يفضل العلاقة مع إيران على العلاقة مع المملكة”.

واعتبر السيد أنّ “ذهاب باسيل كان يمكن أن يضر بلبنان كثيراً ولا سيما إذا قال أنّ لبنان ملتزم بالنأي بالنفس، لأنّه في حينها يمكن أن يتهموه أن النأي بالنفس لا ينفذ ويستحثون لبنان على أن يسلك سياسة الحياد بجدية وأن لا ينحاز لإيران على حساب العرب”.

لافتاً إلى أنّ الموقف اللبناني في حال أظهر تحدّي وقال نريد هذه الميليشيات ونحتاج إليها فهذا سيكون ضد القرارات الدولية وضد العرب ويمكن أن يتضرر لبنان.

 

وفي سؤال له حول إذا ما كان أصبح لبنان وحزب الله في خانة واحدة في خانة العرب، رأى السيد أنّ “لبنان وحزب الله ليسا في خانة واحدة ولكن يمكن أن يصبحا في خانة واحدة سواء على مستوى رئيس الجمهورية أو على مستوى الأمين العام لحزب الله، بحيث أنّ كلاهما أزال الحدود بين الدولة والحزب، فلم يعد هناك أي احترام لما يسمى النأي بالنفس. فالرئيس عون يقول أننا نحتاج لحزب الله في الجنوب وسلاحه لا ينتهي إلا بانتهاء أزمة الشرق الأوسط فيما حسن نصراله يهدد السعودية من لبنان ويقول أن حربه من اليمن على السعودية أشرف من حربه ضد اسرائيل وهي أولى الأوليات”.

وخلص الدكتور السيد بالقول “إذا صعّد الرسميون اللبنانيون الموقف وقالوا أنهم يقرون شرعية سلاح الحزب على الأراضي اللبنانية في حينها يمكن أن يتضرر لبنان”.

إقرأ أيضاً: الإعلام الغربي يشكك بجدوى محاولات عزل حزب الله من قبل السعودية

وكانت الهيئة التحضيرية لحركة المبادرة الوطنية قد أصدرت بياناً سياسياً اسنتكرت فيه  الاعتداءات والمؤامرات الإيرانية المتكررة على الأمن العربي، والتي ينطلق أكثرها من لبنان.

ونبهت الهيئة إلى أنّ  “أمن لبنان، وأمن الدول العربية الأُخرى، ومنذ سنوات، لعدوانٍ مستمر من جانب الحرس الثوري الإيراني، والميليشيات التابعة له، وعلى رأسها حزب الله”، لافتة إلى أنّ “الحكومات اللبنانية السابقة كانت وعند كل اعتداء إيراني على الداخل اللبناني، أو على الجوار العربي تلجأ إلى الإنكار أو التجاهل”.

هذا وأشارت الهيئة في بيانها إلى “المحاولة الوحيدة للتصدي لهذه المشكلة عام 2011 في عهد الرئيس ميشال سليمان بإصدار “إعلان بعبدا” الذي قال بالنأي بالنفس، والذي وافق عليه حزب الله في البداية، إلا أنّه سُرعان ما أعلن الخروجَ عليه، والذهاب لمقاتلة الشعب السوري، ومن ورائه سائر العرب”.

ورأت الهيئة أنّه “لقد تفاقمت حالة الانتهاك والخضوع هذه في عهد رئيس الجمهورية اللبنانية الحالي، الذي أعلن مراراً إمّا عن الحاجة لقوات الحزب في جنوب لبنان في مخالفةٍ صريحةٍ للقرارات الدولية التي تحمي لبنان”.

مؤكدة أنّ “ذهاب المملكة العربية السعودية إلى الجامعة العربية، وإلى المجتمع الدولي، للدفاع عن أمنها وأمن العرب، في وجه التغول الميليشياوي الإيراني، بعد التصدي لتدخلات التخريب الإيراني في البحرين والكويت واليمن، هي استراتيجيةٌ جادَّةٌ وتستحق التقدير والتأييد من سائر الوطنيين العرب، وفي طليعتهم اللبنانيون”.

إقرأ أيضاً: اجتماع وزراء الخارجية العرب: مأزق لبناني جديد!

وخلصت الهيئة إلى أنّه “لا يجوز أن يبقى لبنان مصدراً للخطر على نفسه، وعلى أشقائه العرب. ولذلك وحمايةً للأمن اللبناني والعربي؛ فإننا نستدعي نهوضاً وطنياً لبنانياً لصون الطائف والدستور والعيش المشترك، والتصدي لممارسات الاختلال والإخلال بالأمن الوطني والعربي.”.

السابق
الوزير جبران باسيل لن يشارك في اجتماع وزراء خارجية العرب
التالي
هذيان مدفوع الأجر