الاتهامات بموالاة إيران تلاحق عون بعد مهاجمته السعودية

في الوقت الذي أنهت جامعة الدول العربية استعداداتها لعقد اجتماع على مستوى وزراء الخارجية لمناقشة التدخل الإيراني في المنطقة وكيفية مواجهته، قال مراقبون إن هذه الجلسة ستتطرق بشكل أساسي إلى استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري من منصبه ودور حزب الله المتنامي في تكريس النفوذ الإيراني داخل بعض البلاد العربية، فضلا عن مناقشة تداعيات إعلان الرئيس اللبناني ميشال عون أن «الحريري محتجز في السعودية» وما صعد من حدة التوتر السياسي والدبلوماسي بين لبنان والمملكة. وحسب المراقبين فإن الرئيس عون «تسرع» في تصعيده الكلامي الذي يمكن وصفه بـ«غير المسبوق» من رئيس لبناني تجاه المملكة الداعم الأكبر والأساسي للبنان، الشيء الذي قد يطيح بأي إمكانية لاحتواء الأزمة بين البلدين على خلفية تصاعد سطوة حزب الله في السيطرة على القرار السياسي اللبناني، كما تخوف المراقبون من أن تنسحب الأزمة على العلاقات اللبنانية – العربية فتؤثر عليها سلبا وبشكل مباشر.

اقرأ أيضاً: هل كسر الرئيس عون العلاقة مع دول الخليج العربيّ؟

أول اختبار حقيقي
قال المحلل السياسي علي الأمين في تصريحات إلى«الوطن»، إن استقالة الرئيس الحريري شكلت أول اختبار جدي لرئيس الجمهورية الذي فشل فيه من خلال موقفه غير المفهوم والمبرر بالمعنى الوطني الذي قدمه كعضو ناشط في المحور الإيراني، الشيء الذي يتعارض مع مهماته والتزاماته المفروضة عليه حسب المعايير الوطنية. وأضاف «لا نفهم سبب اتخاذه هذا الموقف غداة زيارة البطريك الماروني مار بشارة بطرس الراعي إلى السعودية ضمن أجواء إيجابية، وكأنه يسعى إلى تصعيد الأمور بالتركيز على قضية شكلية وهي بقاء الرئيس الحريري في الرياض واتهام المملكة باحتجازه على قاعدة أن ذلك يمس بالسيادة الوطنية اللبنانية.

المزايدة على الحزب
وفي مقابل موقف عون من السعودية تساءل الأمين: ماذا عن موقف الرئيس اللبناني من سلاح حزب الله وألا يخل ذلك بمصالح البلد؟!، وقال الأمين «الأجدى بمن يتحمس لقضية شكلية اسمها وجود الحريري في السعودية أن يشكل له سلاح حزب الله حساسية مماثلة بعد أن ثبت تورطه في أكثر من دولة عربية، حتى إننا لم نسمع من رئيس الجمهورية أي كلام عن انزعاجه أو تحفظه على هذا الملف». وجزم الأمين بأن الرئيس عون فشل في أن يكون رئيسا لكل اللبنانيين بعد أن قرر خوض المواجهة ضد المملكة باعتباره أحد عناصر المحور الإيراني في الساحة اللبنانية، لافتا إلى أن عون «زايد على حزب الله وأن الأخير رأى أن رئيس الجمهورية أفضل من يتولى مهمة الكلام بدلا عنه، ومؤكدا أن عون لم يتفهم الأضرار التي ستنعكس على المصلحة الوطنية اللبنانية جراء استفزاز الدول العربية، وتحديدا السعودية، واتخاذ مواقف تشكل خطرا على لبنان».

السابق
الخارجية الألمانية ترحب بزياة الحريري إلى باريس
التالي
الرئيس عون يشكر ماكرون