هل يعود الحريري ليكافئ الرئيس عون فيتحالف معه؟

سعد الحريري ميشال عون
بعد العودة المنتظرة للرئيس سعد الحريري من الرياض يوم غد السبت الى بيروت، بعد غياب قسريّ دام 14 يوما- غياب تغيّرت معه أمورعدة- هل سيُعيد النظر بعلاقته برئيس الجمهورية ميشال عون الذي بذل جهودا جبارة لإعادته الى وطنه كرئيس للحكومة.

وللاضاءة على الموضوع، تواصلت “جنوبية” مع كل من المحللة السياسية سكارليت حداد، المقرّبة من التيار الوطني الحر، ومع رئيس هيئة الرقابة والاشراف في تيار المستقبل السياسي محمد مراد.

وردا على سؤال حول امكانية ظهور تحالف سياسي بين كل من الرئيسين بعد التبنيّ القوي والدفاع عن الرئيس الحريري والتمسك به رغم الخلاف السياسي قبل مرحلة الاستقالة في الرابع من تشرين الثاني الحالي من قبل رئاسة الجمهورية؟ اكدت سكارليت حداد ان “لا، ليس هكذا يُنظر الى الموضوع، فالرئيس ميشال عون تولى هذه القضية لانها قضية كل لبنان، ولان الرئيس الحريري رئيس حكومة لبنان، ومن هذا المنطلق من واجب الرئيس الحريري ان يقدّم استقالته دستوريا وسيقدمها بالطبع. ولن يحصل اي نقاش او محاولة نقاش سياسي الا بعد تقديمها رسميّا”.

إقرأ ايضا: هل كسر الرئيس عون العلاقة مع دول الخليج العربيّ؟

وتتابع حداد الكاتبة في جريدة “لوريون لوجور” لتقول انه “من المؤكد انه سيقدمها وسيكون هناك نقاش، ورئيس الجمهورية فتح الباب للنقاش، وسيحكي في الموضوع وسيصار الى اجراء حوار حول الاستقالة. والمشكلة المتعلقة بالسيادة هي الجزء الأساس من الملف ككل”.

وردا على سؤال حول احتمالية اعادة النظر في توجهات الرئيس الحريري فيما يخصّ العلاقة بالرئيس عون، قالت “لا اعرف، لكن هذا الملف مرتبط بالشأن الداخلي لتيار المستقبل، وطالما ان الحريري لم يأتِ حتى الان فلا زال مبكرا الحديث عن هذا الموضوع”.

وردا على سؤال عن توجهات الرئيس الحريري الجديدة؟ اعتبرت حداد ان “اعتقد ان الاكيد انه سيكون ممتن للدولة، ولرئيس الجمهورية، وللرئيس نبيه بري، وسيكون ممتن للجميع،  ولن يكون ثمة اشكال، ولكن من المبكر جدا الحديث عن  اي توجه جديد لديه”.

وحول تلقيه طعنة من قبل حلفائه في 14 آذار خاصة بعد معلومات عن فريق يعمل ضده؟ اعتبرت حداد “هذا كله لا يزال في اطار المقالات الصحفية، وله كرئيس ان يتثّبت من أي شيء، ومن المؤكد انه ثمة انزعاج من بعض التيارات داخل المستقبل”.

بالمقابل، اعتبر محمد مراد، انه “بطبيعة الحال اننا نعيش بداية مرحلة جديدة، وقد ظهرت في الايام الماضية بشكل واضح حول معضلة يعيشها اللبنانيين منذ فترة، وهذه المعضلة متمثلة بمسار معين داخل لبنان، ونعيشها مباشرة، وهي مرتبطة بأفق ايراني واضح، وهي ان الامور عندنا وصلت الى ما هي عليه الان بسبب ما هو مقتنع به حزب الله كجهة متاحة كوسيلة اسناد للسياسة الايرانية في المنطقة، والمتمثلة ببعد أمني”.

ورأى مراد: “عودة الرئيس الحريري الى لبنان اعتقد انها ستكون ضمن السياق المتمثل بتحييد لبنان حقيقة وفعلا بشكل صادق وفاعل وأقوى. لان الفيصل اليوم في الوضع الذي تعيشه المنطقة، وما يقوم به الحزب يلزم على لبنان الحفاظ على علاقته مع العرب ان يتخذ خطوات افضل”.

من هنا “ان فخامة الرئيس عون مدرك لهذه المرحلة تماما، وخاصة وزير الخارجية جبران باسيل في جولاته الاخيرة كان يتكلم عن عودة الرئيس الحريري، ولكن كان ايضا يتناول موضوع حزب الله ودوره. فالجميع يعلم ان المنطقة مقبلة على وضع لاهب، ولن يكون الحال كما كان سابقا. واعتقد ان الايام ستسير بشكل اوضح على المسار الذي تسمح به امور البلد. فبقدر التخفيف من التزامات حزب الله تجاه الخارج سيكون وضعنا جيدا”.

ويشدد مراد بالقول “على الارجح سيؤكد الرئيس الحريري استقالته القائمة على الاسباب التي حصلت من اجلها، وبالتالي الحل ليس عنده بقدر ما هو على عاتق اللبنانيين جميعا”.

إقرأ ايضا: هل فعلا طعن جعجع الحريري في ظهره اثناء غيابه في الرياض؟

ويرى مراد ان “الرئيس الحريري متمسك بالمبدأ بقواعد وشروط التسوية التي بدأ توازنها يختل وضُربت عناصرها، وبالتالي هي بحاجة الى الترميم مجددا، كالبيت الذي تعرّض لخلل كبير، وهذا الترميم تبدأ عودته من خلال موضوع انسحاب حزب الله من كل دولة هو موجود فيها، لان لبنان لا يستطيع تحمّل عقوبات جديدة”.

السابق
العودة إلى ما بعد اغتيال الحريري وماقبل حرب 2006: سلاح حزب الله
التالي
تغريدة جديدة للحريري: شائعات!