هل كسر الرئيس عون العلاقة مع دول الخليج العربيّ؟

صعّد الرئيس ميشال عون من موقفه السياسي تجاه المملكة العربية السعودية، حيث قال امس امام المجلس الوطني للاعلام أنّ "عودة الحريري لها علاقة بالحصانة الدولية وبالسيادة الوطنية وللتحرك الخارجي دور مهم في المساعدة في عودته سريعاً". وأنّ “الحريري محتجز وموقوف في السعودية ونعتبر ذلك عملاً عدائياً ضد لبنان"، و“الحريري وعائلته مقيدو الحرية والحركة وهم تحت المراقبة”.

غيّر الرئيس ميشال عون من نبرة كلامه تجاه الموقف السعودي الذي بات الشغل الشاغل للبنان الرسمي والشعبي، في محاولة لتدويل الازمة التي خلفّتها استقالة الرئيس سعد الحريري من الرياض منذ أكثر من 14 يوما.

إيلي ماروني

هذا التصعيد والتهديد اعتبره البعض مؤذ للبنان، لأنه يأخذه باتجاه محور ما يُسمى بـ”الممانعة”. فكيف يرى النائب عن كتلة حزب الكتائب إيلي ماروني الى هذا التصعيد المفاجئ بعد اسبوعين من التخاطب السياسي والدبلوماسي الهادئ؟.

إقرأ ايضا: النائب ماروني لـ«جنوبية»: هنالك أمور نلتقي فيها مع حزب الله

النائب عن حزب الكتائب ايلي ماروني قال لـ”جنوبية”: “الحقيقة اننا نمرّ بأزمة خطيرة، وبحاجة للتعاطي مع هذا الملف بعناية فائقة. أولا ثمة ضبابية في لبنان حول وضع رئيس حكومتنا، وثانيا على صعيد علاقتنا بدول الخليج العربي وهي طالما كانت السبّاقة في دعم لبنان، وثالثا وجود انعكاسات داخلية لما يحدث في الخارج”.

ويوضح الوزير السابق إيلي ماروني، ليقول: “نحن كحزب كتائب طرحنا الحياد منذ زمن، وهو ما يُعرف اليوم بـ”النأي بالنفس”. ولكن لبنان بات من خلال كلام الرئيس عون ميشال عون طرفا، وانعكاس ذلك علينا سيكون كبيرا جدا”.

ويتابع “من هنا يُعتبر كلام رئيس الجمهورية امام المجلس الوطني للاعلام، أمس، كلاما خطيرا، وبالوقت الذي يقول فيه رئيس الجمهورية ان الرئيس الحريري رهينة، يقول الرئيس الحريري عن نفسه انه بخير وسيعود قريبا. لذا المطلوب منا انتظار عودة الرئيس الحريري لتوضيح الرؤية دون ان نستجلب المشاكل الى بلدنا، ونحتاج الى النأي بالنفس عن مشاكل الخليج، وخاصة مع السعودية، اضافة الى ضرورة عودة مقاتلي حزب الله من الخارج”.

ويشير النائب ماروني الى ان”اتهام الرئيس عون الخطير للسعودية باحتجاز الرئيس الحريري سينعكس على لبنان سلبا، وكذلك على اللبنانيين العاملين في الخليج، ويزيد من الأزمة الاقتصادية في ظل عبء اللاجئين الاقتصادي أيضا”.

وشدد النائب ماروني، بالقول “إذن الكلام خطير جدا، والمرحلة تقتضي امرار العاصفة بأقل الخسائر الممكنة”.

وحول تضارب المواقف داخل الطائفة المارونية بين كلام البطريرك بشارة الراعي في الرياض منذ ايام قليلة، وكلام الرئيس ميشال عون يوم امس، مع ما يمثّل كل منهما؟ يؤكد ماروني ان “كلام البطريرك يتطابق مع كلام حزب الكتائب لجهة الحياد. فبعد اجتماعه بالرئيس الحريري اكد البطريرك الذي اجتمع ايضا مع الملك سلمان وسمو الامير محمد بن سلمان، ما قاله الرئيس الحريري”.

ويلفت الى اننا “نحن نقول ان رئيس الجمهورية يضغط ويصعّد، مقابل التهدئة من قبل الرئيس الحريري، ونحن نقول لنتريث باتخاذ المواقف بانتظار عودة الرئيس الحريري، لانه حتى اللحظة الرئيس الحريري يصرّ على انه غير موقوف وغير محتجز. فلننتظر، للبناء على الشيء مقتضاه”.

إقرأ ايضا: ماروني رداً على الإتهامات لـ«جنوبية»:نحن في الكتائب ثابتون سواء كنّا في الحكومة أو لم نكن

ويختم النائب الكتائبي إيلي ماروني بدعوة “الرئيس عون الى عدم اتخاذ المواقف قبل عودة الرئيس الحريري، مما قد يجعل من لبنان طرفا ومن المملكة متهمة، رغم ان الرئيس الحريري يقول عن نفسه انه غير معتقل. وبما أنه يجب ألا نكون ملكيين أكثر من الملك، ونذكّر ان “تيار المستقبل” التابع للرئيس الحريري يقول ان رئيسهم غير معتقل، ونحن كلنا مع الرئيس الحريري، وكلنا مع امرار هذه العاصفة، لان الوضع خطير جدا، والمؤشرات الاقتصادية تدل على أزمة كبيرة، ويجب معالجة الأمر عبر إبعاد لبنان عن عواصف المنطقة من خلال عودة حزب الله نحو الداخل اللبناني”.

السابق
أسئلة حول الفطرة ومعنى الحياة وطرق الهداية الى الله
التالي
‏اشكال بين الاجهزة الامنية واتحاد بلديات الضاحية وبين اصحاب عربات الخضار في حي السلم