ما هي تفاصيل التسوية مع السعودية التي قضت بسفر الحريري الى فرنسا؟

الفرنسيون أكّدوا أن رئيس الحكومة محتجز، وحتى الساعة نجحوا بإنتزاع موافقة من وليّ العهد السعودي بمغادرة الحريري إلى فرنسا ومن ثمّ إلى لبنان. فكيف أقنعت فرنسا السعودية بحل مشكلة اقامة الحريري؟ وماذا شملت التسوية؟

بعد مضي ما يقارب الأسبوعين على “سبت الإستقالة” والغموض حول إقامة الرئيس سعد الحريري في السعودية، وبعد وساطة فرنسية سيلبي رئيس الحكومة دعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ومن المرجح بأن يكون في باريس هو وعائلته في غضون يومين بحسب ما كشفت وكالة “رويترز”.

وقد عزز الوضع الديبلوماسي الغريب للحريري، مخاوف من أن يكون محتجزا، حتى أن إصراره في المقابلة الخاصّة التي أجراها قبل أيام على أنّه حر لم تبدّد الشكوك بذلك. خصوصا أنّه وعلى الرغم من كمّ السجال الهائل الذي عمّ البلاد وحرّك الدبلوماسية الغربية لم يستدع هذا الأمر تحرّك رئيس الحكومة للعودة إلى لبنان كي يقطع دابر هذه الإستنتاجات.

من جهة ثانية أثارت الدعوة الفرنسية تساؤلات كثيرة، حول مصير الحريري وهو ما إستدعى توضيح فوري من ماكرون لتأكيد أنّه لا يدعو الحريري الى المنفى. هذا عدا عن التساؤل عن حاجة ماكرون لأن يتحدث مع وليّ العهد السعودي قبل إرسال الدعوة الى الحريري. حيث جاء في بيان لقصر الايليزيه امس، أنه “بعد الحديث مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والحريري، دعا ماكرون الحريري وأسرته إلى فرنسا” وأعلن الايليزيه انّ الحريري سيصل اليها في الايام المقبلة”.
وهو ما زاد الشكوك حول حقيقة ما يروى عن إقامة الحريري الجبرية في السعودية، وما سبق ذلك من تصعيد رئيس الجمهورية ميشال عون ضدّ السعودية وإتهامها بإحتجاز رئيس الحكومة مع عائلته لديها ما أطاح الاحتمالات التي لاحت في الايام الاخيرة لاحتواء الازمة اللبنانية – السعودية.
ومن هنا التحرّك الفرنسي والبيان الصادر عن الإليزيه أكّد أن الشكوك حول إقامة الحريري الجبرية صحيحة. فكيف أقنعت فرنسا السعودية بالإفراج عن الحريري؟ وماذا شملت التسوية؟
وفي هذا السياق كان لـ “جنوبية” حديث مع الصحافي والمحلل السياسي جوني منيّر الذي شدّد على أن “طريقة تصرف الفرنسيين يؤكّد بشكل قاطع لا لبث فيه أن الحريري محتجز في الرياض. فتدخل أكثر من واسطة فرنسية كي يغادر السعودية إلى فرنسا إذ تدخل في بادئ الأمر السفير ومن ثمّ وزير الخارجية إيف لو دريان وبعده الرئيس ماكرون شخصيا والمطالبع بتقديم الإستقالة في لبنان بحرية والمجيئ إلى فرنسا يدلّ على ذلك، إلا أن هذا الموضوع أصبح وراءنا “.
كما كشف المنيّر أن التسوية الفرنسية – السعودية قضت “بإنتقال الحريري إلى فرنسا وتأكيد الرئيس الفرنسي أنه لن يكون لاجئ سياسي، وهو ما يشير الى ان التسوية الفرنسية مع السلطات السعودية لن تشمل موضوع إقامة الحريري وضمانة الشروط بتقديم الحريري الإستقالة وتعديل برنامجه السياسي فبدلا من المساكنة والتعايش مع “حزب الله” أن يصبح بمواجهة معه. لكن بشرط وضعه الحريري أن لا يتصادم مع الحريري.


وحول دوافع السعودية بإحتجاز الحريري قال إنها “أرادت من ذلك إجباره على الإستقالة دون التراجع عنها بالإلتزام”، وأشار إلى أن “الوزير السعودي ثامر السبهان كان يقصد الحريري بتغريداته حين تساءل كيف ممكن أن تتعايشو مع “حزب الشيطان” في لحكومة نفسها، فيما إستمر الحريري بسياسة المساكنة حتى وصلت الأمور إلى الموافقة على تعيين سفير سوري من ثم إستقبل ولايتي وهو ما أدّى إلى وضع السعودية حدّ والمطالبة بتغيير السياسة”.

اقرأ أيضاً: إستعصاء سياسي والسعودية عاجزة عن تحسين شروطها اللبنانية

وعن سعي السعودي إرغام الحريري على التنحي من العمل السياسي لفت منيّر إلى أنها “حاولت ولا تفسير آخر لموضوع بهاء الحريري، لكنّها لم تستطع بعدما إصطدمت بإلتفاف كتلته وتياره ولبنان بأكمله حوله فلم يظهر وحيدا وبالتالي ظهر أنه ليس من السهل تجاوز الحريري”.
وعن المرحلة المقبلة رأى أن “لبنان سيكون أمام أزمة ومشاكل حكومية ما سينعكس سلبا على الواقع اللبناني والإستقرار “النظري” مشيرا إلى “أننا ذاهبون نحو أيام صعبة تتمثل بمواجهات سياسية قويّة”. مستبعدا أن يكون هناك مواجهات عسكرية”.
وخلص منيّر بالقول أن “المرحلة الأولى إنتهت والتي تتمثل بوضع الحريري والمرحلة القادمة التي تتمثل بالتسوية السياسية بعد تقديم الحريري إستقالته”.

السابق
ندوة حول «الوثيقة الصادرة عن لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني» لـ«شؤون جنوبية»
التالي
الجبير: المملكة تتشاور مع حلفائها حول الآليات التي سيتم استخدامها ضد «حزب الله»