إستعصاء سياسي والسعودية عاجزة عن تحسين شروطها اللبنانية

ميشال عون
بعد الحرب السياسية والاعلامية يكثر الكلام عن تسوية قادمة. فما هي خلفيات هذا التسوية وهذه التسريبات؟ والى أي مدى هي حقيقية وواقعية؟ وكيف يقرأ الباحث سمير الحسن مشهد الصراع والتسوية الملتبسة؟

على العكس من جميع التحليلات التي تقول بتسوية سياسية تبعد عن لبنان هول الحرب، يؤكد الباحث والمحلل السياسي، سمير الحسن، انه لا تسوية في المدى المنظور.
ففي اتصال لـ”جنوبية” مع المحلل السياسي سمير الحسن، ردا على سؤال عن حقيقة التسريبات التي تقول بتسوية سياسية اقليمية تجنّب لبنان حربا عليه وعلى اراضيه؟ أكد الحسن، أنه “من المبكر الحديث عن أية تسوية الان، اولا، لان الوقائع والمتغيرات لا تعطي الفريق الآخر أية فرصة لتحسين شروطه. فهذا الكلام هو كلام تهويلي. وحرب نفسية لا تخاض الا بالإعلام”.
وتابع الحسن “ولا ارى فيه اي معطى يقدّم فرصة للفريق المهوّل لفرض شروطه، فالسعودية ليست في موقع يعطيها فرصة لتحسين شروطها، والذي يعتقد ان ثمة مقايضة حول اليمن فهو واهم. اذ لا تفاوض على اليمن. فالتسوية التي كانت قائمة منذ 9 أشهر، وقدّم لأجلها حزب الله الكثير من التسهيلات، لا يمكن الإتيان بأحسن منها لتشكيل حكومة جديدة”.

اقرأ أيضاً: ماذا ينتظر لبنان امام امتحان التسوية البعيدة بين ايران والسعودية؟

وعن مستقبل المنطقة ولبنان في ظل هذا الجمود في الوصول الى الحل؟ يلفت الحسن، الى اننا “امام أزمة طويلة الأمد سياسيا، ستشكل نهاية للحرب، ولسنا على أبواب حرب. والمتغيرات في المنطقة هي لصالح “محور المقاومة”، بسبب الفشل السعودي كونه يفتقد أية امكانية لتحرك مجموعات داخلية في لبنان منها المخيمات، او اللاجئين السوريين، او تنظيم داعش في الجرود. اضافة الى ضبط الجيش اللبناني للخلايا النائمة”.
وردا على سؤال قال الحسن، فـ”ما تم تناقله من كلام لجان عزيز، مستشار الرئيس ميشال عون، إلا كلام مجتزأ من سياقه كونه قال انه في اليوم الاول للاستقالة اتصلوا بنا، وكجزء من التهويل قالوا ان الوضع اشبه باجتياح 1982″. ويضيف الحسن “الحرب لا تخاض بالاعلام، وهي في جزء منها تهويل”.

سمير الحسن
ويشدد ردا على سؤال ان “العقوبات الاقتصادية ليست ذات جدوى او قيمة لانها أحادية، وليست دولية. اضافة الى ان الصراع الاميركي – الاميركي على أشدّه بين فريقي الادارة الاميركية في واشنطن، والصراع الخليجي – الخليجي الذي لم ينته بعد”.
ويتابع بالقول “وهذا ليس معناه ان من يريد التهويل هو قادر عليه، فالرئيس الحريري في اليوم الاول قال انه سيقطع يد إيران، اما في مقابلته الاخيرة فتحدث عن النأي بالنفس، علما ان فريقه حرّض على الرئيس ميقاتي حين طرح مسألة النأي بالنفس”.
ويلفت الى انه “محليا لا ننسى انزعاجهم من الانتخابات النيابية القادمة التي ستُخسرّهم المزيد من نفوذهم في لبنان، وهم ان ساروا بها مشكلة، وان سعوا لتأجيلها مشكلة اكبر، حيث الخسارة ستكون أكبر فأكبر”.
“اضافة الى الوضع السعودي في كل من سوريا والعراق منكفىء ومتراجع وسقوط خيار الاستفتاء في كردستان يؤكد ان التسوية حديث فرعي”.
وختم الباحث سمير الحسن، بالقول “نحن امام استعصاء. والطرفة بعد كل هذا المشهد هي ان يُطلب عدم وجود وزراء لحزب الله في الحكومة المقبلة”؟

السابق
الراعي: أنا مقتنع بأسباب استقالة الحريري
التالي
لهذه الاسباب خسر «كأس العالم» ايطاليا وخسرته