ماذا سيحمل البطريرك الراعي معه الى الرياض من ملفات؟

تلعب البطريركية المشرقية دورها في الخلافات المحورية باستمرار. فهل ستأتي الحلول عبرها في عدد من الملفات اللبنانية العالقة في ظل زيارة البطريرك بشارة الراعي الاولى الى الرياض منذ اكثر من ستة عقود؟

كان البطريرك مار بشارة بطرس الراعي قد حسم أمر زيارته الى الرياض بُعيد زيارة القائم بالاعمال السعودي وليد البخاري الى بكركي، وتوجيه الدعوة الرسمية، التي تُعد الثانية بعد دعوة أولى لم تتم. وهي أيضا الزيارة الثانية لبطريرك الموارنة الى دولة خليجية بعد زيارة البطريرك عريضة عام1953.
وبين الدعوة التي وجهت منذ إسبوعين الى البطريرك واليوم تغيّرت ظروف لبنان، وتبدلت مما حدا بالبطريرك الى حمل ملفات إضافية معه بعد ان كانت الملفات المعدة متعلقة بالحوار الاسلامي- المسيحي، وبالارهاب، وملف اللاجئين السوريين في لبنان، وسبل مساعدة السعودية في حلّه.
واليوم، دخل الى ملفات البطريرك الراعي ملف الرئيس سعد الحريري، الموجود منذ أكثر من عشر ايام في السعودية تحت ما عرف بـ”الاقامة الجبرية” حيث تقدّم باستقالته من هناك.
وقد حاول جهات رسمية ثنيّ البطريرك عن الزيارة نظرا للتطورات المتسارعة التي حصلت الا ان بكركي رأت في الزيارة ايجابيات كثيرة.

اقرأ أيضاً: هذا ما تريده السعودية من الراعي

وفي اتصال مع المسؤول الإعلامي في بكركي وليد غيّاض، حول الزيارة التاريخية للبطريرك الراعي الى الرياض، قال لـ”جنوبية”: “اولا تحمل الزيارة عدة ملفات منها الحوار بين الاديان، ونبذ لغة العنف، ونقل الصورة الحقيقية للاسلام، والتمييز بين الارهاب والاسلام، وإعادة إحياء التواصل الذي بدأ منذ زمن، اذ ثمة رسائل بين البطريركية والسعودية، تعود الى زيارة البطريرك أنطون بطرس عريضة عام 1953، اضافة الى المواضيع التي استجدت بعد استقالة الرئيس سعد الحريري”.
ويتابع غيّاض، بالقول: “واليوم لدينا عنوان هو تحييد لبنان عن الصراعات الإقليمية كونه لا يحتمل نزاعات اضافية، ولا يقبل ان يحارب الدول العربية، وسيطالب ايضا بعودة الرئيس الحريري الى بيروت”.


وهل سيكون ثمة متسع لبحث ملف اللاجئين السوريين بعد ان كان ملفا اساسيا؟ يؤكد غياض، بالقول “طبعا سيتناول موضوع اللاجئين، وسيحكى فيه بمقدار ما تساهم المملكة في الحل. وهذا الملف كان حمله البطريرك منذ زمن طويل الى عدد من الدول الغربية، والى الفاتيكان، وسيطرحه مجددا في الفاتيكان في زيارته المقبلة”.

اقرأ أيضاً: العنف يغلب السياسة

وردا على سؤال حول الانقسام العامودي بين المسيحيين والمسلمين في لبنان، حول ملفات اساسية، ودور البطريرك في ازالته، قال غياض: “المطلوب اليوم من المسيحيين لعب دور تاريخي في التوفيق بين الطوائف، وبين المسيحيين انفسهم، وهو أمر مطلوب من المسيحيين لعب دور فيه. وليس مطلوبا توحيد الرؤى بين مختلف القوى ومنها المسلمين انفسهم، لكن الشرط هو الا يُوّظف هذا الاختلاف والخلاف في الحياة الداخلية اللبنانية. فالاختلاف هو في صلب المسيحية. والشرط الاساس للإختلاف هو الا يكون موجها ضد أحد على حساب آخر”.
ويؤكد وليد غياض بالقول “لبنان نموذج للتعايش الاسلامي – المسيحي، وقد ترجموه بالاداء بينهم. ونحن نموذج لكل دولة”.
وردا على سؤال حول بحث ملف اللبنانيين العاملين في الخليج، ومستقبلهم بعد الازمة السعودية – اللبنانية الاخيرة، قال غيّاض “سيكون هذا الملف على سلم اولويات البطريرك وسيلتقي اليوم مساءً، فور وصوله الى الرياض، أفراد الجالية اللبنانية في السعودية، وسيطرح الموضوع على الملك حين الاجتماع به”.

السابق
مافيا «المرابين» تطبق على تجار بعلبك وتبدد أرزاقهم!
التالي
7 مليون يمني على حافة المجاعة…