دور منظمات المجتمع المدني في مواجهة التطرف

نظم المنتدى العربي لمنظمات المجتمع المدني ندوة تحت عنوان "المجتمع المدني أمام مد التطرف: المبادرات الممكنة"، عند الساعة الحادية عشرة من صباح الأحد الواقع فيه 12 تشرين الثاني 2017 في فندق كراون بلازا – بيروت بحضور جمهور من المهتمين من منظمات المجتمع المدني اللبناني والعربي.

تحدث في الندوة منسق المنتدى الدكتور مختار بنعبدلاوي الأستاذ في جامعة الحسن الثاني في مدينة الدار البيضاء، مدير منظمة التربية المباشرة – بريطانيا الدكتور ليث كبة ومدير مركز القدس للدراسات السياسية عريب الرنتاوي.
بداية تحدث د. كبة عن التحديات النابعة عن العقيدة الدينية والعنف المذهبي في البلدان العربية فأشار إلى مسؤولية انتشار الفقر وتخلف البنية الاجتماعية وتحميل الآخر مسؤولية ما يحصل ما أدى ذلك إلى نشوء قوى متطرفة تلجأ إلى العنف. وأضاف: البعض يقول أن المسؤولية تقع على القوى الإسلامية والبعض يرى أن الإسلام بريء منها.
وأوضح كبة أنه يجب التفريق بين الإسلام كرسالة ونص قرآني وبين الإرث الذي نحمله ومنه تنبع الأفكار المتطرفة. واشترط للخروج من الإرث الإسلامي قيام حركة تجديدية لقراءة الإرث، وأن لا تكون ضد الدين أو منسلخة عنه. وأكد على عجز الدول عن حل هذا الإشكال لأنها ترى الحل بالأمني والعسكري. كما يحمّل منظمات المجتمع المدني مسؤولية القيام بقراءة متجددة للإرث.

اقرأ أيضاً: من الجنوب الى طرابلس: التطرّف الدينيّ يزدهر!

ثم تحدث الرنتاوي عن أبرز التحديات والمبادرات التي يمكن لمنظمات المجتمع المدني اتباعها لمعالجة ظاهرة التطرف، بداية بتساؤل إذا كان المجتمع المدني يعي دوره في مكافحة التطرف، وأكد على التفاوت بين المجتمعات العربية وأن الوعي للدور يتراوح بين بلد وآخر. وأشار الرنتاوي إلى أن المجتمع المدني هو فاعل رئيس في الرد على التطرف وانتقد بعض المنظمات التي يمكن أن يستخدمها الأنظمة لتجاهل التطرف.
وأضاف: علينا تعريف التطرف، كثير من الناس يقولون أن الإسلام هو دين وسطي ولكن بإسم الإسلام تجري عمليات الإرهاب والتطرف، لذلك أؤكد أن منظومة حقوق الإنسان هي نقطة الوسط.
وزاد الرنتاوي: على المجتمع المدني أن يحذر من ثلاثة أمور الأول أن لا مواجهة للتطرف بتطرف آخر، والثاني عدم التردد والخشية من النقاش مع أصحاب الرأي المتطرف، والثالث الحذر من لجوء الحكومات العربية إلى الموروث لمواجهة التطرف وجعله جزء من الثقافة السائدة.
بعده تحدث د. بنعبدلاوي عن واقع التطرف في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فقال: يجب الفصل بين الدين وبين الثقافة الدينية السائدة، وأن التطرف موجود في الثقافة الدينية. وأن التطرف موجود في البيئة العربية.
ثم أشار إلى دور المجتمع المدني مطالباً بإعادة مناقشة علاقة الدين بالدولة، وخصوصاً أن للدولة دور سلبي لأنها تمتلك ثقافة أمنية فحسب وأن المقررات التربوية تلغي التنوع وتدفع إلى الإقصاء وإلغاء الآخر.
وأكد بنعبدلاوي إلى ضرورة سيادة ثقافة المواطنة وبناء ثقافة نقدية.
بعد ذلك دار حوار ونقاش واسع بين المنتدين والحضور.

السابق
7 مليون يمني على حافة المجاعة…
التالي
بالصوت.. مستشار رئيس الجمهورية: اللعبة انتهت ونحن على مشارف حرب مفتوحة على لبنان