من قصد السبهان في تغريدته عن «الذي باع اللبنانيين ويحرِّض علينا»

أحمد الأيوبي
بتاريخ 13 و 14 و15 سبتمبر نشرنا سلسلة ثلاثية من المقالات تحت عنوان :«مجلس حكم» لإدارة المصالح وفق ثنائية (نادر) الحريري – باسيل.

كشفنا في مقالاتنا تلك عن إتفاق جرى بين الوزير جبران باسيل والسيد نادر الحريري تم في تركيا وتـُرجِم عبر ما أمكن إعتباره “مجلس حُكمٍ غير معلن ، (كان) ينعقد غالباً في القصر الجمهوري ، ويضم بالإضافة إلى باسيل والحريري عدداً من الوزراء والمدراء والمستشارين ، وغالباً ما (كان) يتم في هذه الإجتماعات ترتيبُ التفاهمات على الملفات في مجلس الوزراء ، وكيفية إدارة المصالح المشتركة والمنفردة للطرفين”.

والواضح في هذا المجال أن السيد نادر الحريري كان يتصرّف إنطلاقاً من نظرته المشبعة بإرادة الإنتقام من السعودية لأنها بنظره لم تقم بدعمه وتقديم الأموال للرئيس سعد الحريري لإخراجه من أزمته المالية ، لكنه في الوقت نفسه كان يقوم بتسليم المواقع الحيوية لـ”حزب الله” والتيار الوطني الحر ، مقابل تسهيلات في الصفقات والمشاريع ، وهذا أحدث خللاً هائلاً في التركيبة السياسية .

• الفريق المسيء للحريري:
حان وقت الخروج!
الأمرُ الآخر الهام هو أن هذه الأزمة كشفت حقيقةَ الكثيرين من المنتمين إلى تيار المستقبل وهم يحملون في صدورهم الغلّ والكُره للسعودية ، وقد خرج هؤلاء من أوكارهم وباتت مواقفهم فوق السطح وعبر وسائل التواصل الإجتماعي.هؤلاء الودائع من بقايا حزب البعث السوري واليسار “الإيراني” والذين تغلغلوا في “الخلايا الجذعية” لتيار المستقبل ، حتى غدَوا من ركائزه ، وساهموا في تدميره والإساءة لسمعته وسمعة رئيسه بسبب إرتكاباتهم وسوء إستغلالهم لمناصبهم وتكديسهم للثروات على حساب حقوق المواطنين والمؤسسات برعاية خاصة من السيد نادر الحريري.. حان الوقت لهؤلاء أن يُخرجوا ويتم تنظيف التيار منهم حتى يمكن إستعادة الثقة وإدارة المواجهة وإسترداد الحقوق في إطار حالة وطنية جامعة يجب أن يعتاد فيها التيار مشاركة الشرفاء ممن يحملون التوجهات ذاتها ، وتحديداً في الساحة السنية بدون عُقد ، لأن زمن الإحتكار السياسي قد ولّى إلى غير رجعة ومرحلة الشراكة بدأت تباشيرها بالظهور.

 

• طرد الودائع

هؤلاء الودائع هم الذين شكّلوا اليوم جسر التواطؤ مع “حزب الله” في حملته على المملكة العربية السعودية وبدؤوا حملة تحريضٍ مسبقة الإعداد بالتعاون مع “حزب الله” الذي شكّل مجموعة خاصة لإدارة هذه الحملة ، وهذا ما لمسناه في الإعلام ومن خلال التحركات المشبوهة لأنصار الحزب والتي تحوّلت إلى مجموعة مشتركة مع تيار المستقبل برعاية وإشراف مباشر من السيد نادر الحريري يشارك فيها بعض الوزراء السابقين والمستشارين من التيار.وقد بلغت الأمور حدّ عرض بعض المسؤولين في حركة “أمل” على النائب بهية الحريري إرسال مئات المتظاهرين للإحتجاج أمام منزلها على “تغييب” الرئيس الحريري.

 

• السبهان والبائع المحرّض.. وبخاري والغربال

غرّد وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج ثامر السبهان عبر “تويتر” قائلاً إن “المزايدات في موضوع رئيس الحكومة مضحكة جداً. وقال : قتلتم أباه، وقتلتم أمل اللبنانيين في حياةٍ سلمية ومعتدلة،  وتحاولون قتله سياسياً وجسدياً.” غير أن أهم ما جاء في تغريدة السبهان هو قوله : “الغريب حقيقة هو من يغرِّد معهم، وسنكشف قريباً الشخص الذي باع اللبنانيين ويحرِّض علينا الان”.

بالتوازي مع تغريدة السبهان ، نشر القائمُ بأعمال السفارة السعودية في لبنان السفير المفوّض وليد بخاري على صفحته عبر تطبيق فيسبوك صورة كاريكاتورية لغربال مليء بالبشر أرفقها بالمثل القائل:”خايف أهزّك يا غربالي.. يقع إللّي فكرتهم غوالي”.

مصادر سعودية مقربة من دوائر السبهان تشير أن المعنيّ بتغريدة السبهان هو السيد نادر الحريري، الذي يقود ماكينة إنتاج أخبار وأقاويل تحرّض وتروّج ضد السعودية، وأنه يمارس هو ووالدته السيدة بهية الحريري ضغوطاً فوق العادة على أغلب نواب كتلة المستقبل النيابية ، بالترهيب تارة وبالإبتزاز تارةً أخرى ، ليَحُولَ دون إتخاذهم أيّ موقف في لبنان يساند الموقف السعودي ، خاصة في ما يتعلق بإحتمال إختيار السيد بهاء الحريري بديلاً عن الرئيس سعد الحريري ، وأشارت هذه المصادر إلى أن السيد نادر الحريري تصرّف كمن يقود معركة حياة أو موت ضد مجيء السيد بهاء الحريري لقيادة تيار المستقبل. ويبدو أن لدى الدوائر المقربة من الوزير السبهان معلومات أكيدة أن نادر الحريري هو “الشخص” الذي يقوم بإنتاج وترويج اﻷخبار الموزعة في لبنان حول “إحتجاز” سعد الحريري في الرياض من قبل السلطات السعودية، وهو من يزوّد بعض الصحف اللبنانية ﻻ سيما صحيفة “اﻷخبار” المقرّبة من “حزب الله” بالتفاصيل المزعومة عن احتجاز الحريري في الرياض وتفاصيل الحوارات والنقاشات (الإفتراضية) التي تدور في السعودية وأيضا في بيت الوسط. وأن نادر الحريري هو من يقوم أيضا بالتسريبات والتهريبات واﻹشاعات اﻹعلامية الكاذبة التي تحرض ضد السعودية و تسيء لصورة السعودية بموضوع سعد الحريري لبنانياً ودولياً.

إقرأ أيضاً: الحريري وحرب الصقور: السبهان-حزب الله

وتعلم الدوائر المحيطة بالوزير السبهان كيف أن السيد نادر الحريري حاول جاهداً في هذه الفترة التقرب من “حزب الله” وكيف أنه يتواصل مع “المرجعيات المختصة” في الحزب ليقبلوا به كـ”ﻻجيء سياسي” لديهم لتأمين مصالحه المالية وحمايته من أية مضايقات في المستقبل ، وهو ما يبدو أنه قد حصل فعلاً.
أما المقصود بعبارة “باع اللبنانيين” فتشير هذه المصادر الى أن نادر الحريري كان المقرب الوحيد من سعد الحريري الذي هندس التسوية الرئاسية في لبنان وأغراه بها ، ليس ﻷي سبب سوى انتفاعه شخصياً من صفقاتٍ وعقودٍ ضخمة تقدر بهدر عدة مليارات من الدوﻻرات من المال العام ومن جيوب اللبنانيين.

• السنيورة والمبادرة المنتظرة

نقف اليوم أمام كارثة متعدّدة الأبعاد ناجمة عن تسوية قادها السيد نادر الحريري ووصلت تداعياتـُها حدود تهديد المستقبل السياسي للرئيس سعد الحريري الذي إختار ركوب قارب الإنقاذ العربي – السعودي  وسط العاصفة التي بدأت بوادرُها على المنطقة ، في حين إختار السيد نادر الإلتجاء إلى الحضن الفارسي لحماية ما تبقى من مصالحَ شخصية ، بينما ينتظر السيد أحمد الحريري على قارعة الضياع السياسي والمالي بعد أن أضاعت هذه المجموعة “مُلكاً” لم تحافظ عليه مثل الرجال!

إقرأ أيضاً: من هو ثامر السبهان؟

المطلوب من الرئيس فؤاد السنيورة بالتعاون مع دار الفتوى ، وبالإنفتاح والتعاون المعروف عن الرئيس نجيب ميقاتي والمجتمع المدني الإسلامي ، مبادرة إنقاذية تطرد “كهنة الهيكل” وتهدم الجدران الفاصلة عن الناس وتـُعيدُ بناء قلعة الصمود الوطني لخوض الإستحقاقات الداهمة حفاظاً على البيت السنـّي وعلى التوازن الوطني ، فالقضية لم تعد شأنا حزبيا داخليا ، بل حاجة وطنية ملحة وأولوية مطلقة.

 

• أمين عام التحالف المدني الإسلامي

السابق
سعد الحريري…المقابلة المشروطة…الاسطوانة المشروخة!
التالي
برّي: استقالة الحريري لا تستقيم إلاّ على الأراضي اللبنانية