سعد الحريري…المقابلة المشروطة…الاسطوانة المشروخة!

ما الذي يمكن لرئيس مجلس الوزراء المستقيل أن يقوله من الرياض ؟

الرياض…حيث لا يجروء الآخرون.
لا شك أن اللبنانيين ينتظرون ظهور رئيس مجلس الوزراء المستقيل سعد الحريري وخصومه قبل مؤيديه، لكن ما السقف المتوقع لكلام الحريري الليلة؟
مع كل التوقعات والحملة الإعلامية التي تسبق هكذا لقاء؟إلا ان هناك فارق كبير بين الممكن والأحلام.
إن ما حدث منذ استقالة الحريري حتى اليوم وما رافق الاستقالة من محاولة استيعاب للحدث من قبل حزب الله المعني الاول بعدم حدوث أي خلل أو إرباك في الساحة اللبنانية؟ لا يدل إلا على ان الحد الاقصى الذي يمكن أن يصل اليه الحريري في مقابلة الليلة على شاشة قناته هو السقف الذي وصلت اليه مواقفه في خطاب الاستقالة الذي يصر كثيرون على أنه لم يكتبه وإنما املي عليه وهنا نتحفظ.
قد يتوقع البعض إعلان مواقف جديدة من الحريري، إلا أن تسلسل الاحداث لا أعتقد أنه سيسمح للحريري بمساحة مناورة إضافية تعلو فوق ما ورد في خطابه من الرياض، الرهان على مقابلة الليلة في جلاء حقيقة وجوده في المملكة أكان محتجزاً أم لا أمر غير واردٌ, فإن الجزء المتعلق بوجوده هناك سيجيب عنه الحريري على أنه غير محتجز وليس تحت إقامة جبرية أو ما شابه، وسينفي الامر جملة وتفصيلا وهو معني بذلك لأسباب كثيرة.
إستناداً الى ما ورد في استقالة الحريري المتلفزة والتي أحدثت صدمة في المجتمع اللبناني بكل مستوياته وأربكته بسياسييه وكتابه ومقربيه وخصومه، فإن المجال الوحيد الذي يمكن لرئس الحكومة المستقيل أن يناور من خلاله هو القواعد الشعبية فلا ارى أن الرسائل في المقابلة ستكون تحريضية تجييشية ولا كلمة سر ولا دعوة للإنتفاض بوجه حزب الله انما سيحاول الحريري الظهور بمظر الهاديء الرافض للسيطرة الايرانية على لبنان، من باب الشعار القديم والذي لا شك تكفله القوانين الدولية وهو سيادة البلاد وحرية الحياة والمعتقد والممارسة السياسية ورفض التدخل في شؤون لبنان وسنعود للاسطوانة المشروخة ذاتها في رد الجهة المقابلة على الحريري بعد اللقاء بأنّ التدخل السافر من المملكة جاء وليس من ايران التي لا تتدخل رغم دعمها بحسب خطابات السيد نصر الله المطلق للحزب أي المقاومة في لبنان وعلى كل الصعد.

إقرأ أيضاً: السيد محمد حسن الأمين: الحريري وحده قادر على اتخاذ القرارات الحكيمة

نبقى في المجالات المتاحة للمناورة من قبل الحريري، فالابرز هو إظهار الحرية التامة وأنه في الرياض بمحض إرادته وأنه قرار شخصي وهو ما لن يقنع الأنصار كما الخصوم برأيي ولا تزال ورقة قبول الاستقالة بيد رئيس الجمهورة العماد ميشال عون الذي أشار أمس الى أن القانون الدولي في الوارد إستخدامه لمعرفة سبب غياب الحريري، وعدم تقديمه للاستقالة من بيروت أو الحضور للاجتماع برئيس البلاد كما هو العرف وكما جرت العادة. الحريري لا يملك الكثير من الاوراق ليلعبها الليلة ولن يعتمد في رأيي لغة التصعيد وسيحيل الامر للقواعد الشعبية وتياره وحلفاءه التقليديين وأن إذهبو أيها الانصار الى تسجيل موقف رافض لسيطرة حزب الله ومن خلفه ايران على مفاصل الحياة في البلاد فماذا يملك هؤولاء إلا الانتخابات ؟

إقرأ أيضاً: عون ونصرالله واستقالة الحريري

سيأتي لقاء الليلة باهتاً في رأيي
وثانياً خفة الخصم السياسي من القيادات السنية المنافسة للحريري.
ربما الايجابية الوحيدة في إطلالة الحريري الليلة هي مزيد من اتضاح الصورة لجهة الحرب الدائرة بين المملكة العربية السعودية وإيران والتي يبدو أنها ستكمل بقية فصولها بعد اليمن وسوريا في لبنان.

السابق
البخاري يغرّد عن الخيانة والكذب!
التالي
من قصد السبهان في تغريدته عن «الذي باع اللبنانيين ويحرِّض علينا»