الصورة السعودية في طرابلس ليست على ما يرام

تداعيات حرق صورة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في طرابلس.

أن تحرق صورة الأمير محمد بن سلمان في طرابلس، فهذا ليس بالتصرف “العرضي”، ولا كما يٌشاع اصطياد بالماء العكر، وإنّما هو انعكاس لواقع المزاج السنّي الذي لم يعد يتقاطع مع المملكة العربية السعودية كما السابق، والذي وصل إلى الإنفجار بعد استقالة الرئيس سعد الحريري من الرياض والشائعات المتتالية لاسيما أنّ الرد على تلك الشائعات كان يأتي من أصوات سعودية لا لبنانية.

الصوت المعارض للسعودية في طرابلس والذي لا يتقاطع مع حزب الله ليس جديداً على المدينة، بل وأغلب هذه الأصوات مصدرها البيئات الفقيرة التي لم تجد من مملكة الخير ما كانت تتوقعه، بل وجدت نفسها في العراء. يٌطلب منها مواجهة مشروع إيراني دون أيّ حول ولا قوّة.
في بعض زوايا طرابلس تتساوى السعودية وإيران، الأصوات ضئيلة ولكنّها موجودة، هذه الأصوات باتت أكثر وضوحاً في المرحلة الأخيرة فبدأت بالاعتراضات على رفع صور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في بعض شوارع طرابلس وصولاً إلى حرق إحداها ليل أمس السبت 11 تشرين الثاني.

سياسياً، أدان كل من فريق المستقبل والوزير نهاد المشنوق والوزير السابق أشرف ريفي أن تحرق الصورة، لترتبط هذه الإدانة بالتأكيد أنّ هذا الفعل لا يمثل طرابلس. فيما تداعت المسألة سجالاً تويترياً بين ريفي والمشنوق وذلك على خلفية اتخاذ الأخير قراراً بإزالة كلّ الصور من المدينة ليطلب منه ريفي في المقابل أن يبدأ من طريق المطار!

صورة محمد بن سلمان في طرابلس

الأوساط الطرابلسية في هذا السياق انقسمت، فطلب المشنوق بحسب البعض أقرب إلى المنطق منه إلى العضلات، فالوضع السني متأزم والسعودية ليست في أفضل أحوالها في هذه البيئة.
فيما يصطف آخرون في صفّ اللواء لاسيما وأنّ صور الولي الفقيه تعمّ طريق المطار والضاحية!

إقرأ أيضاً: حزب الله والسعودية يقسمان المستقبل

مسألة حرق الصورة ارتبطت باتهامات، وتمّ تداول خبراً على مواقع التواصل الاجتماعي يتهم أحد الأسماء المقربة من الوزير ريفي بالإقدام على حرقها وهو حاتم الجنزرلي.
الجنزرلي أكّد لـ”جنوبية” أنّه تمّ زجّ اسمه لا أكثر وأنّ لا علاقة له بهذا الفعل، موضحاً أنّه تواصل مع مصدر الخبر والذي أكّد أنّه تداوله دون التحقق منه.
يوضح الجنزرلي أنّه يؤيد الملك سلمان و ولي العهد محمد بن سلمان وأنّه من مناصري اللواء ريفي، ليتساءل “هل الهدف مسّ اللواء من هذا الاتهام؟”.

يشدد الجنزرلي كذلك أنّ الأجهزة الأمنية تُدرك جيداً من أحرق الصورة، وأنّ أحد عناصرها قد طمأنه أنّهم يدركون أنّ الاتهام بحقه تبلّي.

إقرأ أيضاً: خطر العقوبات الاقتصادية يداهم لبنان بسبب أزمته مع السعودية‎

في المقابل يردد بعض الناشطين اسم أحد الأشخاص في طرابلس المحسوبين على الوزير نهاد المشنوق، فيما تنفي مصادر لـ”جنوبية” هذا الادعاء جملة تفصيلاً، مستغربة الإصرار على ربط الوزير بهذه الحادثة التي لا يمكن أن يقبل بها أهالي طرابلس الشرفاء.

السابق
ماذا يعني أنّ السعودية طلبت من اسرائيل ضرب حزب الله
التالي
أي إسلام هذا؟ّ!