نصرالله في «يوم الشهيد»: هدنة أم تصعيد بوجه السعودية؟

السيد حسن نصرالله سيتحدث لمناسبة يوم شهيد حزب الله في11/11 ليُطلق مواقف بارزة فيما يخصّ الأزمة الحاصلة في لبنان. فهل سيحاول التهدئة في الداخل، أم سيصعّد في حديثه، ضدّ كل ما ورد عن إمكانية حصول حرب على لبنان وعلى "حزب الله".

ففي اتصال مع المحلل السياسي غسان جواد، حول مضامين خطاب السيد حسن نصرالله اليوم بمناسبة يوم شهيد حزب الله، قال لـ”جنوبية”: “لم أطلّع على خطاب السيد نصرالله وليس لأحد أن يطلع عليه لكن كمراقبين من المتوقع ان يستمر السيد بخطاب التهدئة والاحتواء والانتظام داخليا. والارجح انه سيجيب على اجواء التهويل على قاعدة اظهار الوقائع واظهار الأمر ليس نزهة وان لبنان ليس ضعيفا وليس متروكا. وهذا الاسلوب بالتعاطي مع رئيس حكومة لبنان والنظرة الاستعلائية جمعت الجميع”.

إقرأ ايضا: 11|11: هل هو يوم من سقط على الجبهة فقط من حزب الله؟!

و”كلام رئيس الجمهورية اليوم أمام القائم بالأعمال السعودي وليد البخاري في القصر الجمهوري مهم جدا. ومن الواضح انه منذ العام 2015 ، تاريخ استلام الملك سلمان، هناك محاولة سعودية لجرّ ايران الى مواجهة مذهبية. ثمة سلسلة من الاحداث التي لو لم تتعامل معها ايران باحتواء لكان من الممكن ان تؤدي الى تصعيد ومواجهة كاعدام الشيخ نمر النمر والحجاج الايرانيين الذين يفوق عددهم الـ500 حاج. هناك اكثر من خطوة قامت بها السعودية ضد ايران”.

لذا، “اتوقع الآن في هذا الظرف ان تستمر ايران في سياسة الاحتواء، ولكن سترتفع نبرة الرد ولن تسكت. فايران تعرف ان أي مواجهة مع السعودية سيحاولون اعطاءها طابعا مذهبيا، وهذا يضرّ باهداف إيران في المنطقة”.

وحول الموقف المصري المنفصل عن الموقف السعودي حيال الأزمة اللبنانية؟، اعتبر رئيس تحرير موقع “بيروت برس”، ان “موقف مصر هي محاولة للحد من جموح ولي العهد السعودي. اضافة الى ان المصريين خبراء بالموضوع الخليجي. والأمن القومي مرتبط بالأمن القومي العربي وهذه الاندفاعة قد تؤدي الى حرب”.

إقرأ ايضا: هشام جابر: على حزب الله الخروج من الحكومة لتجنيب لبنان الحرب

وحول الاختلاف بالإسلوب المصري بين التعامل مع قطر والتعامل مع ايران؟ قال غسان جواد “حرب مصر ضد قطر لها طابع مختلف جدا، فايران لها امتداداتها في المنطقة والمعركة معها قد تجرّ الى حرب اقليمية، علما ان الاعلام المصري متروك لمسايرة السعودية. لكن الموقف الاهم هو الموقف الرسمي، وهذا يخفف التشنج ويسمح بتخفيف التشنجات. فالعلاقات المصرية  الايرانية ليست ايجابية. والمسألة كما يريدها محمد بن سلمان”.

ويضيف المحلل السياسي جواد، بالقول “صار هناك اصطفاف سنيّ مقابل اصطفاف شيعي، وصار واضح عند القيادات في المنطقة وعلى رأسهم الرئيس عبدالفتاح السيسي ان السعودية تقوم بخطوات غير عقلانية على مستوى المنطقة”.

ويلفت الكاتب غسان جواد، بالقول “السعودية تقوم بذلك ليس للدفاع عن نفسها، بل لتسليم محمد بن سلمان مقاليد الحكم”.

إقرأ ايضا: السعودية تصّعد.. و350 ألف لبناني مهددون بالطرد

إذن كيف تفسر همود الساحة السنيّة حيال تصرف السعودية؟ هل سيسيرون باتجاه  اشرف ريفي بما يمثّل، ام وراء حزب الله؟ اعتبر غسان جواد انه “لا، ليس بالضرورة ان يذهبوا باتجاه أشرف ريفي او صوب حزب الله، فهناك فراغ سياسي سنيّ في بيروت، وهناك شبه انعدام للوزن، وهذا هو رأي المراقبين، وهو ما تريده السعودية بعد هذه الخطوة التي أدت الى اضعاف الرئيس الحريري في الساحة السنيّة، ولكن سنعود ونشهد حضورا مصريا وحضورا تركيا في لبنان، كون الطرفان من اصحاب المصالح في لبنان، والسعودية في انقلابها ستدفع السنّة نحو مصر او تركيا”.

وختم ردا على سؤال حول الخلاف السني- الشيعي الجديد الذي قد يتمثّل بالصراع التركي-الايراني؟ اعتبر غسان جواد ان “المصالح تفرض تعاونا بين تركيا وايران، فهناك 30 مليار دولار هو حجم التبادل التجاري بين البلدين، وهم ليسوا بعرب ولن يلجأوا للحروب؟”.

السابق
جنبلاط: من المحزن أن تعامل السعودية لبنان بهذا النحو
التالي
بالفيديو: لطميات في سوق الحميدية في دمشق